هذا العنوان ملكية فكرية لأستاذنا أحمد رجب عندما كتب (الحب وسنينه)، ووجه التشابه يكمن أن الانتخابات والحب من القدر المحتوم، الذى لا يستطيع الإنسان العادى أو السياسى الغادى أن يفر منه، فالكل يدعى البطولة ورباطة الجأش فإذا وقع فى الفخ كان الغرام والانتقام وكان السهر والسرحان، وأصبح يعانى الويلات وينتظر بالساعات، وكذلك الانتخابات يظل السياسى المخضرم يلقى بالخطب الرنانة وبالتحليلات الفهامة والرؤى الثاقبة والشروط الواجبة، وينادى عبر الشاشات وفى كل الإذاعات بأنه صوت الشعب الوحيد والمعبر عنه بكل تأكيد، ويقول بأعلى صوته (الشعب يريد). فإذا جاءت الانتخابات ضرب الأخماس فى أسداس، وتذكر قول الشاعر: ستعلم حين ينجلى الغبار....أفرس تحتك أم حمار، فيظل يبحث عن مخرج قبل أن ينجلى الغبار وتنفتح الصناديق بالقرار، فيروج تبريرات مسبقة حتى إذا جاءت النتيجة كانت متقبلة، فإذا لم يجد من المبررات الكفاية فعليه سريعاً بالغواية والمراوغة بالمقاطعة والانسحاب الظاهر، ولأن الانتخابات كالحب لا يستطيع أن يفلت منه أحد فسريعاً ما يعود السياسى إلى الحلبة ليخوض مصيره المحتوم عبر الصناديق والطوابير، فإذا كان المقدر والمحتوم وظهر المكشوف للعيان فعليه بإعادة التبيان بأن خيانة الحبيب وماديته وبيعه لحبيبه بشيكارة سكر وزجاجة زيت هى السبب فى الخسارة، وعندما يهجر الحبيب حبيبه، تجد المحب فى حالة توهان ويهزى بالكلام ويرى ما لا يراه الإنسان، فتجده ينادى ويقول الكثرة القليلة والقلة الكثيرة، والصندوق مش صندوق، والانتخابات مش كل حاجة ذى الحب مش كل حاجة، وكما لا يستفيد المحب من تجاربه المريره مع الحب فيدخل فى حب جديد ليعيد الكره بالتأكيد، فكذلك السياسى القدير لا يتعلم من أخطائه ويظل ينادى باسم الشعب حتى يحين موعد انتخابات جديده وأه من الانتخابات وسنينها.