ألقت صحيفة لوموند الضوء على الجولة التى بدأها وزير الخارجية الإسرائيلى ليبرمان إلى أوروبا، والتى تضم زيارة روما تليها باريس يوم الثلاثاء، ومن ثم يتوجه إلى برلين ومن بعدها العاصمة التشيكية براج، ذاهبة إلى أن هذه الجولة تأتى فى سياق من توتر العلاقات بين الجانبين، نتيجة تجمد عملية التقارب بين إسرائيل والاتحاد الأوروبى، بعد الهجوم الوحشى الذى شنته إسرائيل على غزة، وانتقاد الاتحاد الأوروبى لموقف الحكومة الإسرائيلية الجديدة الرافض لحل إقامة دولتين واستمرارها فى التوسع فى عمليات الاستيطان. يشير مراسل الصحيفة فى القدس إلى الحوار المطول الذى نشرته صحيفة جيروزاليم بوست بتاريخ 28 أبريل مع رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، الذى يعترف فيه بانزعاجه حيال موقف نظرائه الأوروبيين، الذين يتعجلون التلويح بالمبادئ الأساسية لحل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى "حل إقامة دولتين" و"الأرض مقابل السلام".. المبادئ التى وصفها ليبرمان ب "الشعارات"، رافضاً باستمرار التطرق لفكرة إقامة دولة فلسطينية ومعارضاً مبادئ مؤتمر أنابوليس. وقد ظلت أعين الدبلوماسيين الغربيين خلال الأسبوع الماضى معلقة على هذا الحوار، أملاً فى اكتشاف أى مؤشرات على تغير، ولو طفيف فى لهجة ليبرمان، ولكنهم أصيبوا بخيبة الأمل. يعلق مصدر دبلوماسى أوروبى على هذا الأمر قائلاً، إن قيام ليبرمان بهذه التصريحات عشية جولته الأوروبية لهو أمر مؤسف بالفعل، ولكن نظراً لما هو معروف عن شخصية ليبرمان، لا يصبح الأمر إذاً مفاجئة. ومن ناحية أخرى تطرقت الصحيفة إلى حالة الضيق والحيرة غير المعلنة، التى تسببها زيارة ليبرمان لفرنسا، والتى يكشف عنها قول أحد المصادر الدبلوماسية الفرنسية، من أن الاستقبال الفرنسى لليبرمان سيخضع لأصول المجاملات الرسمية، التى تتطلبها زيارة وزير خارجية دولة صديقة، إلا أنه سيكون فى الوقت ذاته استقبالاً حازماً، إذ لا يسع الرئاسة الفرنسية عدم استقباله. وسعياً منهم لنزع فتيل الانتقادات الأوروبية التى تتعرض لها الحكومة الإسرائيلية، لا يتوقف المسئولون الإسرائليون عن التشدق بفكرة قيام الحكومة الجديدة، بالإعداد لخطتها بشأن الملف الفلسطينى، والتى لن تكشف عن تفاصيلها قبل زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى البيت الأبيض فى 18 مايو المقبل. وسيسعى من جانبه ليبرمان إلى التخفيف من حدة تصريحاته العامة، وكسب نقاط فيما يتعلق بمسألة تدعيم العلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبى، والتى تجمدت بعد انتخاب الحكومة الإسرائيلية الجديدة. وتشير الصحيفة إلى الغضب الذى أثارته مؤخراً مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبى، بنيتا فيريرو فالدنير، لدى الحكومة الإسرائيلية، عند تصريحها باستمرار تجميد العلاقات بين الاتحاد الأوروبى وإسرائيل، طالما أن تلك الأخيرة لا تساعد على دفع عملية السلام إلى الأمام.. حتى أن أحد الدبلوماسيين الإسرائليين قد هدد باستبعاد الاتحاد الأوروبى من أى مفاوضات دبلوماسية. ثم تطرح الصحيفة نقطة خلاف أخرى بين ليبرمان والحكومة الفرنسية، وهى الملف الإيرانى، الذى يعتبره ليبرمان "العائق الأكبر أمام الحل الشامل لعملية السلام". ففى الوقت الذى تحتل فيه إيران قائمة أولويات إسرائيل قبل القضية الفلسطينية، ترى السياسة الفرنسية العكس تماماً، حيث لا بديل بالنسبة لها عن إقامة دولة فلسطينية. كما أن اقتراح ليبرمان باستبدال مفاوضات أنابوليس بخارطة الطريق لا تحظى باقتناع الجانب الأوروبى. يعلق مصدر دبلوماسى بالرئاسة الفرنسية على هذا الأمر قائلا، "تكمن المشكلة فى أن إسرائيل، قبل أن تقوم بتنفيذ الالتزامات التى تنص عليها خارطة الطريق، تقول إن على الفلسطينيين أولاً أن يوفوا بالتزاماتهم، بيد أن ما هو جلى أمام العالم بأسره هو أن من قام بالفعل بالوفاء بالتزاماته هم الفلسطينيون أنفسهم".