أدانت حكومة أبوظبى اليوم، الخميس، سلوك أحد أفراد الأسرة الحاكمة الذى ظهر فى شريط فيديو وهو يعذب رجلا. وقال بيان نشرته وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، إن "الحكومة تدين إدانة تامة الأفعال التى ظهرت فى شريط الفيديو". ويأتى إصدار هذا البيان بالإنجليزية، دون العربية، قبل الزيارة التى سيقوم بها إلى الإمارات المبعوث الأمريكى الخاص للخليج وجنوب غرب آسيا دنيس روس. ولم يأت البيان الحكومى على ذكر اسم الشيخ المتورط فى عملية التعذيب المفترضة، وهو بحسب شبكة "أيه بى سى" الأمريكية التى بثت الشريط فى 22 إبريل الشيخ عيسى بن زايد آل نهيان. والشيخ عيسى بن زايد آل نهيان هو الأخ غير الشقيق لرئيس الإمارات حاكم أبوظبى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. ويظهر شريط الفيديو رجلا قيل إنه الشيخ عيسى وهو يصب الرمال فى فم رجل ملقى على الأرض، قبل أن يضربه بعصا خشبية فيها مسامير، ثم يقوم برش الملح على جروح الرجل ويدوسه بسيارته المرسيدس. وذكر بيان الحكومة أن الدستور الإماراتى يحمى فى مادته الخامسة والعشرين حقوق الإنسان، مؤكدا أن الدائرة القضائية ستنظر بتمعن فى شريط الفيديو وستنشر قرارها بشأنه فى أسرع وقت ممكن. ونقلت الدائرة القضائية عن وزارة الداخلية أن الحادثة التى صورت فى الفيديو ناجمة عن خلاف تمت تسويته بين الطرفين من دون أن يتقدم أى منهما بشكوى. وبحسب شبكة "أيه بى سى" فإن الرجل الذى تعرض للتعذيب فى الشريط هو تاجر أفغانى والسبب هو خلاف على حمولة حبوب مفقودة قيمتها خمسة آلاف دولار. وأكد البيان الحكومى أنه رغم عدم تقدم أى من الطرفين بشكوى إلا أن "الوقائع الواردة فى شريط الفيديو تشكل على ما يبدو انتهاكا لحقوق الإنسان ولهذا السبب ستخضع لفحص شامل"، فيما اعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" هذا القرار "خطوة أولى إيجابية"، داعية فى الوقت عينه إلى فتح تحقيق تتولاه هيئة مستقلة ويعاقب بنتيجته المرتكبون. وقالت مديرة المنظمة لمنطقة الشرق الأوسط سارة ليا ويتسون فى بيان إنه يبقى انتظار "ما إذا كان التحقيق سيؤدى إلى معاقبة المتورطين فى هذه الأعمال الوحشية وإلى أخذ إجراءات تحول دون تكرارها". كما أكدت المنظمة أنه يتوجب على دولة الإمارات أن تصادق على معاهدة مكافحة التعذيب وأن تندد علانية وبشكل قاطع هذه الأفعال. وكانت الإدارة الأمريكية أعلنت أنها أخذت علما بشريط الفيديو داعية "جميع الحكومات إلى التحقيق فى المزاعم حول حصول أعمال إجرامية".