ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن عقيدة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بشأن سوريا المتمثلة فى "غض الطرف عما يحدث" لا يمكن استخلاصها من واقع خطاباته الرئاسية بل نراها فى التسريبات الجديدة من الشهادات أمام الكونجرس الأمريكى بشأن سوريا. وذكرت الصحيفة الأمريكية - فى مقال تحليلى نشرته اليوم وأوردته على موقعها الإلكترونى- أن كثيرا من أجهزة الأمن الوطنية كانت تفضل القيام بخطوة ملموسة.. لافتة إلى أن وزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا - الذى سيغادر المنصب قريبا - ووزيرة الخارجية- المغادرة لهذه الإدارة أيضا- هيلارى كلينتون كانا قد اقترحا تسليح المعارضة السورية، وكذلك مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق ديفيد بترايوس. ومع ذلك، اعترض البيت الأبيض على هذه المقترحات بحجة أن الأسلحة ربما تنتقل إلى تنظيم القاعدة وحلفائه وتستخدم ضد واشنطن أو المصالح الأمريكية. واعتبرت الصحيفة أنه عقب مرور عامين على اندلاع الثورة السورية، كان من الممكن أن يكون لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية- بميزانيتها التى تبلغ خمسين مليار دولار سنويا - فكرة عن من هو جدير بالثقة بين الأطراف السورية ليتم تسليحه ومن ليس كذلك. وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى مقالها التحليلى، أن من تسلحه واشنطن من المعارضة السورية قد يصبح صديقا لها مع انتهاء الحرب الضارية.. مشيرة إلى أن التسليح هو أحد الطرق التى يمكن من خلالها أن تساعد الإدارة الأمريكية المعارضة السورية. وتابعت الصحيفة، قولها "إلا أنه كان بإمكان الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسى (ناتو) إنشاء منطقة لحظر الطيران من أجل إبقاء مقاتلات ومروحيات الرئيس السورى بشار الأسد بعيدا، الأمر الذى كان من شأنه أن يقلب الموازين بشكل كبير". وأردفت الصحيفة تقول: "إن تقاعس الرئيس أوباما عن اتخاذ رد فعل على أرض الواقع كلف المنطقة الكثير".. لافتة إلى الكارثة الإنسانية المتمثلة فى نزوح آلاف اللاجئين إلى الدول المجاورة، وإلى بروز من أسماهم ب"المعارضين المتطرفين"، والإخلال بالتوازن العرقى فى المنطقة". وأضافت الصحيفة، أن إجابة أوباما عندما سئل عن سياسته الخارجية كانت محيرة حيث قال: "كيف يمكننى إنقاذ عشرات الآلاف من القتلى فى سوريا وعشرات الآلاف ممن يقتلون فى الكونغو"..واصفة تلك العبارة ب"المخادعة" حيث تشير إلى أن العجز عن فعل أى شىء يتخذ كمبرر لعدم الرغبة فى الفعل، كما أنها تثير السؤال عن السبب الكامن وراء تدخله العسكرى من قبل فى ليبيا وعدم تدخله فى الحرب الأهلية فى الكونغو. ورأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن سبب عدم تدخل أوباما فى سوريا ليس مقنعا، ويلوح بأن الانتخابات هى السبب فى وصول أوباما إلى سدة الحكم بسلام، فأوباما هو الذى أنهى التدخل الأمريكى فى العراق، ويعمل حاليا على إنهائه فى أفغانستان "فكيف يمكنه تبرير التدخل فى سوريا خلال حملته الانتخابية؟". وأوضحت الصحيفة أن بإمكان أوباما القول إن المنطقة بأكملها تتعرض لخطر الانفجار وإن سوريا تعج بأسلحة الدمار الشامل، وإن الأكراد ربما ينفصلون (كردستان ستصبح فلسطين أخرى)، وإن حمام دم طائفيا يلوح فى الأفق وإن المزيد من آلاف المدنيين الأبرياء سيقتلون. وخلصت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن سياسة أوباما الخارجية تفتقر إلى أى شعور أخلاقى، ونتيجة لذلك تتدهور الأوضاع فى سوريا لتصبح بمثابة كارثة للمنطقة ومن ثم ستكون قريبا عبئا ثقيلا على أمريكا.. مشيرة إلى أن خوف أوباما من جعل الحرب السورية أفظع وأشد خطرا، قد حدث الآن بالفعل، وكان ذلك بسبب عجزه عن اتخاذ الإجراء المناسب فى الوقت المناسب.