يعانى وطننا الغالى مصر من أسوأ أزمة يمكن أن يتعرض لها وطن فى أى وقت على يد جماعة غير شرعية تحكم البلاد وتتحكم فى العباد وتسوم الناس سوء العذاب وتكرس للاستبداد والطغيان وتدير الاقتصاد بطريقة تؤدى الى افلاس الدولة فى ظل عدم وضوح أى رؤية اقتصادية أو برنامج أو سياسات تؤدى إلى مجرد بدايات لعمل اقتصادى حقيقى بناء ومثمر ومع ذلك تبشرنا تلك الجماعة ومندوبها فى قصر الاستبداد الاتحادية سابقا بأن مصر سوف تصبح خلال سنوات من أهم عشر اقتصاديات فى العالم . والحقيقة أننا لا نجد من هذه الجماعة سوى الكلام الذى هو عبارة عن أوهام لا تنتهى وكأن مصر مكتوب عليها أن تعيش فى كابوس وراء الآخر من مبارك الى مرسى وهذه الجماعة وفق ما تسعى اليه لا تمثل مصر إلا جزء من كل وهو اعادة إحياء دولة اسلامية كبرى مع استعادة نظام الخلافة الذى سقط فى عشرينات القرن الماضى ولا تدرك اختلاف الظروف والأحوال وأن هناك الكثير من الدول لن تسمح لهم بذلك وهذه الجماعة ليس لديها أى قدرة على تغيير نهجها وتتبع سياسات أخرى تتفق مع معطيات الوضع الراهن والظروف العالمية المحيطة بنا فمبدأ السمع والطاعة الذى تسيطر به قيادات الجماعة على أتباعها أدى إلى جمود فكر أعضاء الجماعة وعدم قدرتهم على التحليل والاستنتاج والاستنباط وابتكار الحلول البناءة بل نستطيع أن نقرر أن من يفكر من الأعضاء عليه أن يخرج فورا منها فالتفكير غير مسموح به الا لمجموعة صغيرة جدا من مكتب ارشادها وفى النهاية رأى المرشد هو الحق الذى يجب اتباعه ولو أدى الى التهلكة وللأسف أنهم يتبعون مع المعارضة نفس أسلوب الصهاينة فى التعامل مع اخواننا الفلسطينيين وهو التفاوض للتفاوض ويعنى أن يدعوا إلى الحوار وأن نتحاور فى وضع جدول أعمال أو أجنده للحوار ويأخذ الوقت والمناقشة فى ذلك ثم نبدأ فى حوار طويل لا ينتهى وفى هذه الأحوال تقرر وتنفذ ما تشاء ضاربا بالمفاوضات عرض الحائط واذا انتهى الحوار الى أى نتائج فمن السهولة أن يتم التنصل منها بالقول أن تلك النتائج غير ملزمة وهو ما حدث فيما سمى سابقا بالحوار الوطنى ورغم أن من تحاورهم من نفس التيار اليمينى الاسلامى وقلة قليلة من المعارضة المدنية لا تمثل الا نفسها فإن مجلس الشورى باطل التشكيل المحمى والمحتمى بالدستور الاخوانى رفض نتائج الحوار وجاء على لسان رئيسه هذا الكلام بكل صراحة ودون مواربة ومع احترامى لمبادرات جبهة الانقاذ الوطنى ودكتور محمد البرادعى للحوار مع الرئاسة وما تم الاتفاق علية مع حزب النور الا أننى غير متفائل بأى حوار وطنى مع تلك الجماعة وحزبها فهو حوار غير مجدى ولن يؤدى إلى أى نتائج فهى جماعة غير ملتزمة بما تتفق عليه وتخالف عهودها ووعودها ولا تتحدث إلا بكل ما هو كاذب وطوال الفترة الماضية ومنذ بداية الثورة وحتى الآن كانت لا تبحث سوى عن مصالحها وحدها دون النظر لمصلحة الوطن فكانت تتفاوض مع النظام السابق أثناء الثورة وكانت مستعدة لكل شئ وكل الخيارات بما فيها حتى الالتفاف على الثورة نفسها اذا رأت أن ذلك فى مصلحتها. والواقع أن الرهان على التفاوض مع تلك الجماعة رهانا خاسرا لا محالة والأفضل لجبهة الانقاذ والمعارضة المصرية بجميع تياراتها هو أن تطرح الأفكار والرؤى والسياسات التى تحل مشاكل الوطن وأن تضعها أمام جميع الأفراد وهو أمر من شأنه أن يضع هذا النظام فى مأزق حقيقى أمام جموع الشعب المصرى مع اخفاق هذا النظام فى تحقيق ما يصبو اليه جموع هذا الشعب العظيم وما يستحقه بعد ثورة عظيمة لم يتحقق له من مطالبها أى شئ وحتى الديموقراطية و التى أتت بهذا النظام نجده يحاول الالتفاف عليها ويقوم بأخونة كاملة لكل مفاصل الدولة لتضمن له التمكين الدائم ان الأزمة الحادة التى يعانيها هذا الوطن لن يتم حلها الا بتكاتف أبناء هذا الوطن من المعارضين لفكر ومنهج هذه الجماعة المستبدة وأن يقتربوا أكثر وأكثر من أفراد الشعب الذين لا يحسون إلى الآن بأى اقتراب لاجبهة الانقاذ منهم علينا جميعا أن نمد أيدينا إلى بعضنا البعض وأن نجلس مع أبناء وطننا وخاصة بسطاء هذا الوطن لكى نوضح لهم الموقف الحالى وما يدور فى هذا الوطن وأن الديموقراطية الحقيقية هى التى تؤدى الى خير هذا الوطن واعادة بناؤه وازدهاره ورفعته .