ألوان وخطوط متصارخة تداخلت بانسيابية لا تخلو من لمحات حزينة وأخرى منتصرة، داخل الإطارات المستطيلة استقرت على الحائط تعرض حكاية "ثورة"، على الجانب الأيمن من الحائط ظهرت البيوت التى تركتها البسمات وبقت وحيدة، وعلى أقصى الجانب الأيسر ظهرت الوجوه التى تركت منازلها للأبد. لن تصدق أثناء استغراقك داخل إحدى اللوحات التى ملأت كشك "الليبى الصغير" داخل قاعة "ضيف الشرف" بمعرض الكتاب، أن 12 عاماً هو العمر الأقصى لأصحاب هذه اللوحات المبدعة، التى رسم عليها أطفال ليبيا ثورة عاشوها بحزن ممزوج بالغضب، لونت أيديهم الصغيرة فراغاتها وحفرت فرشاتهم تفاصيلها فى ذاكراتهم للأبد. فى مدخل "كشك الليبى الصغير" جلس "محمد زعطوط" المشرف على المعرض لاستقبال الزوار، وشرح تفاصيل اللوحات بصحبة رساميها من الأطفال، بلهجته الليبية الواضحة تحدث ل"اليوم السابع" عن تفاصيل الفكرة التى أكمل تفاصيلها أطفال ليبيا. "المعرض نتيجة لورشة عمل ضخمة نظمها مجلس الثقافة العام بليبيا، بعد نجاح الثورة الليبية للأطفال"، هكذا بدأ "زعطوط" حديثه ل"اليوم السابع"، موضحاً تفاصيل الورشة التى انتهت بعمل إبداعى استقر فى النهاية على جدران قاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة الدولى لكتاب. وأضاف، الورشة رحبت بعدد كبير من الأطفال على مستوى جميع المدن الليبية، من سن 6 إلى 12 عاماً، وكانت فرصة لإخراج الطاقات الفنية المكبوتة لدى هؤلاء الأطفال الذين أطلقوا لإبداعهم العنان للتعبير بحرية عما بداخلهم سواء من مشاهد الثورة أو ما يشعرون به بشكل عام، وكانت النتيجة المتوقعة هى سيطرة مشاهد الثورة وما لحق بها من نضج على لوحات هؤلاء الأطفال الذين فجرت بداخلهم الثورة الإبداع الفنى. أما عن مشاركة معرض "الليبى الصغير" بمعرض القاهرة الدولى للكتاب يقول "زعطوط"، انتهت المسابقة باختيار أفضل 112 عملا من الأعمال المتميزة، التى انتهى بها الحال بالمعرض، لإبراز موهبة الطفل الليبى الذى نجح فى سرد أحداث الثورة بريشته الملونة، كما ستنتقل هذه الأعمال إلى معرض دائم بليبيا بعد العودة من رحلة القاهرة، لتخليد أحداث الثورة الليبية بريشة "الليبى الصغير".