أعرب أبناء شمال سيناء عن استيائهم من تمادى وسائل الإعلام فى اختلاق واقع وهمية على أرضهم، لا تمت للحقيقة بصلة، على حد قولهم، بنشر تقارير "غير صحيحة" مفادها أن مناطقهم أصبحت قبلة للجهاديين من مختلف أنحاء العالم. وحذر حمدين أبو فيصل، القيادى السلفى بمدينة الشيخ زويد، من التمادى فى استهداف استقرار سيناء عبر بث أخبار مغلوطة عن حقيقة الوضع فى سيناء، لأن ذلك ما تريده إسرائيل وأمريكا. وقال "أبو فيصل" أن أهل جنوب الشيخ زويد ورفح يعيشون حياتهم بشكل طبيعى، وثقافة حمل السلاح بينهم أمر طبيعى للدفاع عن أنفسهم، وبينهم بالفعل جماعات سلفية، ولكن لا يوجد أجانب، ولا توجد معسكرات للتدريب على القتال، كما يوحى الإعلام، وتلك المناطق خالية من كل شئ إلا من أهلها الصابرين فيها برغم معاناتهم من نقص الخدمات. وأضاف إبراهيم المنيعى، منسق اتحاد قبائل سيناء المستقل، قائلاً: "إننا نسكن المنطقة الحدودية، ولم يتلاحظ لنا أى وجود لعناصر أجنبية، أو معسكرات تدريب على القتال، ولا نعرف لماذا فى بعض التوقيتات تثار مثل تلك الزوابع لخلق مناخ غير مستقر على أرض سيناء". من جانبه، أوضح الناشط السياسى والإعلامى السيناوى عبد القادر مبارك، أن الإعلام المصرى ما زال يتعامل مع سيناء على أنها بؤرة للإرهاب الدولى، وأن التنظيمات الإرهابية تتركز فى شبه جزيرة سيناء وبالتحديد بالمنطقة الشرقية، وهذا ما يسعى إليه العدو الصهيونى، حيث يريد أن يقنع المجتمع الدولى بأن سيناء مركز لهذا الإرهاب، حتى يتمكن العدو من إجبار العالم بفرض منطقة عازلة داخل سيناء، من خلال استدعاء قوات دولية لحماية عمقه الاستراتيجى، وللأسف فإن الإعلام المصرى يسير على نهج العدو لإقناع العالم بمخطط الصهاينة بالمنطقة العازلة. وقال "مبارك": "فى الحقيقة أرى أن هناك مبالغات للمعالجة الإعلامية للشأن السيناوى، بتقارير مفبركة ليس لها أى سند أو مصدر، ولا أستبعد أن تكون هناك عناصر جهادية ضد العدو الصهيونى، لا علاقة لها بالأصوليات الدينية، ولم تصل لمجموعات وتدريبات". وأضاف "مبارك": "أنا ابن هذه المنطقة وأستبعد وجود تنظيمات إرهابية منظمة كالقاعدة مثلا، ولكن يمكن أن نقول أن هناك جماعات فكرية متطرفة، ولكنها لا تصل إلى تنظيمات دولية لصناعة الإرهاب فى سيناء، وإن كل ما يحدث فى سيناء بين الحين والآخر من حوادث إرهابية أرى أن وراءها العدو الصهيونى لتمرير مخططه بفرض منطقة عازلة بسيناء. وقال مرعى عرار، رئيس مركز إعلام سيناء، أن كل ما يثار عن وجود ميلشيات مسلحة على أرض سيناء هذه الأيام يدخل فى إطار المؤامرة على سيناء وأهلها، وإذا كان فى سيناء جماعات سلفية، وإذا كان بعض من أهلها يحملون السلاح، فهل هذا معناه وجود معسكرات على أرضها؟. وأشار "عرار" إلى أن شواهد إثارة مثل هذه الفتن هى نتاج نظام استبدادى فاشل فى الماضى، وعقلية لا زالت تسير على نهجه فى الوقت الحالى، وتستهدف النيل من أهل سيناء ومكانتهم.
