دافعت "جبهة الإنقاذ الوطنى" المعارضة للرئيس المصرى محمد مرسى عن لقائها بالسيناتور چون ماكين، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى المرتقب اليوم الأربعاء، معتبرة أنه "ليس استقواء بالخارج". وقال أحمد البرعى، المتحدث الرسمى باسم الجبهة لوكالة الأناضول للأنباء، إن "اللقاء ليس استقواء بالخارج؛ لأن الاستقواء يكون فى أمور غير مشروعة، لا تنطبق على هذه الحالة". واستدرك مضيفا "إن كانت المعارضة تستقوى بالخارج فالحكومة والرئاسة تستقويان أيضا بالخارج، حيث إن الوفد الأمريكى وهو وفد رسمى سيلتقى الرئيس محمد مرسى". وأضاف المتحدث أن "الأحزاب لا يمكن أن تكون منغلقة على نفسها، فلا يوجد فى الحياة السياسية ما يسمى بالخصام، ولكل حزب مواقفه السياسية التى تحدد علاقاته بالخارج، من هنا لا يوجد ما يمنع عرض وجهة نظرك السياسية". وبخلاف موقف جبهة الإنقاذ، أعلنت أحزاب سياسية رفضها لقاء ماكين ووفده بينها حزب مصر الذى يترأسه الداعية عمرو خالد، وحزب مصر القوية برئاسة عبد المنعم أبو الفتوح. وصرح محمد المهندس المتحدث الإعلامى باسم حزب مصر القوية فى بيان صحفى، إن "تاريخ ماكين فى قتل الفيتناميين، وفى التحريض على احتلال العراق، وفى دعمه المطلق لإسرائيل كافٍ لأى سياسى مصرى فى السلطة كان أو فى المعارضة للامتناع عن مقابلته". جاء ذلك فيما طالب رئيس الحكومة المصرية هشام قنديل، الكونجرس الأمريكى خلال لقائه بماكين فى القاهرة مساء اليوم الثلاثاء، بالإسراع فى تمرير حزمة المساعدات الاقتصادية التى ودعت بها الإدارة الأمريكية لمصر. تتضمن المساعدات، بحسب ما أوضحه قنديل خلال اللقاء، تحويل مليار دولار من الديون المستحقة على مصر إلى برامج التنمية، بالإضافة إلى تمويل قيمته 1.3 مليار دولار لدعم البنية التحتية والقطاع المصرفى والاستثمارات فى مصر، كما دعاه لبذل مساعيه لضمان موافقة الكونجرس على برنامج المساعدات لدعم الموازنة المصرية بقيمة 450 مليون دولار. وأكد رئيس مجلس الوزراء المصرى أن بلاده تعول على أصدقائها فى الولاياتالمتحدة لتعزيز العلاقات بين البلدين، داعيا إلى زيادة الاستثمارات والسياحة الأمريكية لمصر. ووصل القاهرة، صباح أمس الثلاثاء، جون ماكين، على رأس وفد من الكونجرس، فى زيارة لمصر تستغرق عدة أيام. وبحسب تصريحات مصادر سياسية مصرية مطلعة فإن "برنامج الزيارة يتضمن لقاء ماكين بالرئيس محمد مرسى، للتباحث حول التحول الديمقراطى فى مصر، وتطورات الأوضاع على الساحة الإقليمية وفى مقدمتها الوضع فى سوريا وفلسطين". كما يلتقى ماكين – بحسب المصادر التى رفضت نشر اسمها لأنها غير مخولة بالحديث للإعلام - عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية، وعددًا من رموز وقوى المعارضة المصرية، ونوابًا بمجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان التى تتولى حاليا مهمة التشريع لحين انتخاب مجلس نواب). وتأتى زيارة ماكين بعد أقل من أسبوع من زيارة المبعوث الأمريكى لعملية السلام فى الشرق الأوسط دافيد هيل لمصر، والتى التقى خلالها كلاً من الحداد، ووزير الخارجية محمد كامل عمرو، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى.