حالة من الارتباك تسيطر حاليا على المشهد السياسى فى فنزويلا، فالرئيس، هوجو شافيز، والمنتخب لولاية رئاسية ثالثة يمنعه مرضه من أداء القسم الرئاسى فى العاشر من يناير الجارى، مما يعرضه لفقد منصبه والدعوة لانتخابات رئاسية جديدة خلال 30 يوما، وفقا لما ورد فى الدستور الفنزويلى، وفى المقابل تسعى الحكومة للبحث عن ثغرة تنجى شافيز من هذا المأزق، خاصة أن وضعه الصحى لا يسمح له بالحضور من كوبا التى يعالج فيها من سرطان البروتستاتا إلى كاراكاس لأداء القسم. وفاجأ مرض شافيز الكثيرين من العالم، وعلى الرغم من أن شافيز قال إنه سيحكم فنزويلا حتى 2021 إلا أن مرضه من الممكن أن يمنعه من ذلك خاصة بعد تدهورت حالته إلى هذه الدرجة، وأن الشعب الفنزويلى سيستغرق وقتا طويلا ليعتاد على فنزويلا بدون شافيز، حيث إنه رئيس من نوع خاص، لتمتعه بكاريزما عالية من بين حكام ورؤساء أمريكا اللاتينية، كما أن سياسته المختلفة فى إدارة البلاد من الصعب تكرارها، ولهذا فإنه من الصعب المحافظة على الثورة البوليفارية بدون شافيز. وكان شافيز قال قبل مغادرته إلى كوبا "أريد أن يكون خليفتى فى الحكم نيكولاس مادورو"، وقد اختار شافيز نائبه ليكون خليفة له لأنه الأقرب له فى سياسته التشافيزية على الرغم من أنه ليس عسكريا مثل شافيز، ولكن الجمعية الوطنية "البرلمان" فى فنزويلا اجتمع على اختيار رئيسا لها وأن يحل محل شافيز، وقامت بإعادة انتخاب رئيسها الحالى ديوسدادو كابيللو الحليف البارز لشافيز. ومن المتوقع أن فى حال تنظيم انتخابات فوز مادورو، وذلك لأنه اختيار لشافيز نفسه ولن يخذله الشعب الفنزويلى خاصة المؤيدين له اختيار رئيسهم، فى الوقت الذى يرى فيه المعارضين لشافيز أن أرنيكى كابريليس هو المرشح الأقوى، ولذلك فإنه يوجد مخاوف من اشتعال الحرب بين المؤيدين والمعارضين، حيث اتهم مادورو من قبل المعارضة بالعمل على تقويض ثقة الشعب من خلال نقل الكاذيب حول مرض الرئيس، كما حذر وزير الإعلام ارنستو فيجاس الشعب الفنزويلى من الحرب النفسية، حيث قال إن وسائل الإعلام الدولية تستغل صحة شافيز لزعزعة الاستقرار فى البلاد، كما اتهم مادورو مصادر فى الولاياتالمتحدةالأمريكية بالترويج لمعلومات كاذبة بشأن صحة الرئيس، وقال "إننا نعلم أن تلك التلاعبات مصدرها الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث يظنون أن فرصتهم قد حانت"، وإننا نعيش فترة نتعرض فيها لهجوم من جميع الأنحاء. وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند قالت "أى تحول سياسى فى فنزويلا يجب أن يكون نتيجة للشعب الفنزويلى نفسه وقراراته وليس هناك حل أمريكى"، مضيفة "نحن نعمل على إقامة علاقات أكثر تعاونا ونحن نرحب بالفنزويلين فى أى وقت". وكانت العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وفنزويلا ازدادت توترا بعد تصريحات الرئيس الأمريكى باراك أوباما الأخيرة فى العام الماضى، حينما وصف سياسة شافيز بأنها "سلطوية" من الممكن أن تضر بالعلاقات بين البلدين. أما بالنسبة للحالة الاقتصادية فقد ووصلت الاختلالات الاقتصادية التى تشمل العجز المالى ما يقرب من 20% من الناتج المحلى، وذلك بعد ارتفاع سعر الدولار وبذلك سيكون التضخم أكبر مما هو عليه الآن، وأصبحت الديون الآن أكثر ب10 مرات عما كانت عليه فى عام 2003 بما فى ذلك الصناعات النفطية. وقال مؤخرا رئيس اتحاد الأعمال بفنزويلا خورخى بوتى إن فى حال فشل الحكومة الفنزويلية فى توفير المزيد من الدولارات لدفع ثمن الواردات فإنه سيكون هناك نقص فى المواد الغذائية، مشيرا إلى أن الدول المصدرة للنفط تعانى من أزمات اقتصادية نادرا ناجمة عن نقص فى العملة الصعبة وكل ذلك فى عدم وجود شافيز حيث فى حال وجود كان ليقوم بإيجاد حل سريعا.