الأم والزوجة فى أفضل مؤلفات الراحل نجيب محفوظ والتى تمثل (مصر) هى من تقف مع زوجها السيد أحمد عبد الجواد (رئيس الجمهورية) فى كل أحواله الاجتماعية والنفسية والسياسية، وكانت تشاركه بالاستماع إليه وتنفيذ رغباته دون النظر إلى حالها وصحتها، عندما كان طاغية (مبارك) وبعد أن أصبح مكسورا ومهموما وضعيف الإرادة (مرسى). بعد موت أفضل أبناءه الثورى والمناضل فهمى (شباب ثورة 25 يناير) وجد عبد الجواد نفسه أمام الأبناء الصبية القادرين المتبقين له فى الحياة متنازعين فى الفكر وطرق المعيشة، حيث الكبير ياسين قد تعلم من أبيه فى وقت جبروته وطغيانه كل معانى الفساد الغربية واستخدمها بشكل سيئ فى تعليم النشأ القادم بكل الوسائل الممكنة، مع أن الكبير ضعيف جدا أمام أخيه الصغير كمال والذى تربى على الدين وثقافة الخلفاء الراشدين والمجاهدين بجوار ذلك أساليب أبيه معه من وسائل الترويع والخوف والطاعة العمياء ولكنه عندما كبر ووجد الفرصة بعد ضعف أبيه أصبح يملى على البيت بأكملة (الدولة) جميع شروطه ومطالبه الواجبة التنفيذ بدون نقاش وذلك بالتأثير على أبيه ضعيف الإرادة. الابن الصغير وهو فى كل الأسر المصرية هو الأقرب إلى قلب أمه أمينة وأكثر المؤثرين عليها بعد زواج اختيه (خديجة وعائشة) الذى يتمثل فيهما رأس المال والاستثمار للأسرة أو للدولة، يبدأ كمال سياسة الضغط على أخيه ياسين الرجل الوحيد المتبقى فى الأسرة والذى يمثل (الانفتاح الفكرى والذهنى ولكن بأسلوب خاطئ) بمطالبته بعدم الاستمرار فى المعيشة معهم بنفس الوضع وألا سيكون مصيره الموت الأبدى بالطرد من الأسرة ولكن مع ضعف حال الأب تقف أمينة (مصر) أمام أفضل أبناءها خلقاً والمتبقى من نبته طيبة تربت بشكل سيئ لتدافع عن بيتها والترابط اللازم فى كل أسرة ولكن بعد انضمام الأختين إلى أزواجهم الغرباء عن هذا البيت (الدول العربية والخليجية) تصبح كفة الموازين غير عادلة لتحكم لصالح الابن الصغير على حساب الأم والأب والابن الكبير. وعندما يحدث التفكك يبدأ الجيران بالتدخل فمنهم من ينصح بالخير والأمان والاستقرار ومنه من ينادى بالفرقة وعزل الأب عن الأسرة، لأنه السبب فى ما آلت اليه أحوال الأسرة ومنه من يطلب ضم الابن الصغير إلى جعبتهم للسيطرة على مفاصل الأسرة بما أن هذا الصغير هو القوة الحاكمة فى هذا الأسرة الآن، ولكن ما لا يدركه الصغير أن هذا الجار الأخير يعمل لصالح شيخ الحارة (أمريكا وإسرائيل) لأن هذا البيت لم يستطع أحد دخوله عنوة حتى هذه اللحظة إلا فى الأفراح فقط والمأتم، ولكن كانت هذه أول مرة يتدخل ويدخل الجميع فى أمور هذا البيت العتيق والتخريب فى أساساته القوية بهدمها جزء جزء حتى تصبح مففتة وجاهز للضربة القاضية، ليصبح أنقاضا وأطلالا يلهو ويمرح على أنقاضها كل من يشاء دون حساب أو رادع.