أكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو، أهمية دعم الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية، وتشجيع كافة أطياف المعارضة التى لم تفعل ذلك بعد وضرورة التنسيق معه ومؤازرة جهوده لطرح رؤية موحدة وشاملة لعملية البناء الديمقراطى لسوريا الجديدة، مؤكدا ترحيب مصر بطلب الائتلاف أن يكون مقره فى القاهرة، وتعهدها بتقديم كافة أشكال الدعم اللازم له ليقوم بمهامه على الوجه الأكمل. جاء ذلك فى كلمة مصر، التى ألقاها وزير الخارجية أمام مؤتمر أصدقاء سوريا الذى انطلق صباح اليوم الأربعاء، بمدينة مراكش بالمملكة المغربية. وقال عمرو، إن الشعب السورى خطا خطوة مهمة فى جهوده لتوحيد صفوف المعارضة بالاتفاق على تشكيل الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية، استكمالا للجهود التى سعت مصر وشقيقاتها من الدول العربية وباقى أعضاء المجتمع الدولى، ومن خلال جامعة الدول العربية لتحقيقها على مدى الأشهر الماضية. وأضاف لقد أنصتنا جميعا لصوت العقل والحكمة فى كلمة الملك محمد السادس ملك المغرب، والتى أوضحت بجلاء مدى انحيازه وشعبه الكريم لكفاح الشعب السورى، لتحقيق الحرية والكرامة، كما استمعنا إلى كلمتى أحمد معاذ الخطيب رئيس ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، وسهير الأتاسى نائبة رئيس الائتلاف، اللذين أوضحا لنا من جديد مدى المأساة التى يعيشها شعبنا فى سوريا. وتابع إننا نجتمع اليوم الأربعاء، فى توقيت بالغ الدقة فى مسيرة الشعب السورى، من أجل نيل حقوقه فى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، حيث ما تزال آلة القمع والقتل التابعة للنظام تواصل استهداف أبناء هذا الشعب فى محاولة يائسة لوقف حركة التاريخ الذى حتما سينحاز لجانب الحق والعدل. قال وزير الخارجية محمد كامل عمرو، إن نضال الشعب السورى، هذا الشعب الذى تجمعه بنا فى مصر وشائج التاريخ والمصير والنضال المشترك، دخل مرحلة حاسمة تتطلب تضافر جهودنا جميعا، من أجل دعم وتأمين وحدته، ومساندة قضيته العادلة وتمكينه من بناء سوريا جديدة تحفظ وحدة التراب السورى، وتؤمن لأبنائها كافة، بمختلف أطيافهم حقوقا متساوية فى وطن ديمقراطى. وأكد عمرو، فى كلمة مصر التى ألقاها أمام مؤتمر أصدقاء سوريا، الذى انطلق بمراكش اليوم الأربعاء، أهمية العمل على دعم مهمة الممثل العربى الأممى الأخضر الإبراهيمى، لضمان انتقال محكوم للسلطة يجنب هذا الشعب المزيد من ويلات العنف والدمار، ويبعده عن حرب أهلية شاملة. وأشار إلى المسئولية التاريخية التى تقع على مجلس الأمن وأعضائه الدائمين على وجه الخصوص، للتوصل إلى موقف موحد من شأنه التعجيل بإنهاء الوضع المأساوى فى سوريا، وانتقال السلطة لممثلى الشعب الشرعيين فى أسرع وقت. وقال، إن ما تشهده سوريا من صراع دموى لما يزيد على ال21 شهرا، قد أدى إلى خلق أزمة إنسانية تضرر منها بشكل مباشر ما يقرب من ربع سكان سوريا، فتحولوا إلى نازحين داخل بلدهم ولاجئين فى دول أخرى، يواجهون أوضاعا بالغة الصعوبة، بما يجعل لزاما علينا جميعا كدول جوار، وكمجتمع دولى وكأصدقاء للشعب السورى، ألا نألو جهدا لتقديم كافة صور الدعم الإنسانى اللازم لمساعدة هؤلاء النازحون واللاجئون. وشدد على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية، لإعادة إعمار سوريا بعد رحيل النظام الحالى، لما سيلحقه هذا الصراع من دمار للقدرات السورية يتطلب دعما قويا على نحو يمكن الشقيقة سوريا، من استعادة عافيتها، وإعادة بناء مقدراتها لكى تعاود القيام بدورها المميز والفعال على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية فى محيطها الإقليمى، وعلى المستوى الدولى فى أقرب فرصة ممكنة. وتوجه عمرو، فى نهاية كلمته بالشكر إلى الأشقاء فى المملكة المغربية على استضافتهم لهذا الاجتماع المهم والمحورى، فى مسيرة النضال البطولى للشعب السورى.