ذكرت صحيفة كيهان الإيرانية أن ما يحدث فى سوريا ومصر يختلف فى ظاهره لكن فى باطنه يمكن القول بأن الاثنين وجهان لعملة واحدة، وأضافت الصحيفة أن الدكتور محمد مرسى وقف نفس موقف أمريكا وقطر والسعودية أمام سوريا وألقى باللوم على الحكومة السورية وبشار الأسد، ولم يتحدث قط عن التدخلات الأجنبية ودورها فى استمرار الأزمة السورية، لكنه بعد 5 أشهر من رئاسته يواجه تجارب جديرة بالاهتمام وهو الآن يرى بعض الحقائق فى الاضطرابات التى تحدث فى مصر وصرح فى خطابه "بأن البعض تلقوا أموالا وسلاحا كى يتهجم على الشعب ويزعزع استقرار وأمن مصر". وقالت الصحيفة إن خداع مرسى بمؤامرة قطر وأمريكا والسعودية فى سوريا لا يمنع من أن يسوقون سيناريو مشابها له داخل مصر، والأخيرة أيضا مثل سوريا جارة كيان الاحتلال وبدأت تبتعد عن نظام مبارك الأمريكى السابق. وقالت الصحيفة التى تعبر عن التيار المحافظة فى إيران، إن الحكومة المصرية الجديدة عليها ضغوط كبيرة، ومرسى يواجه صعوبات فى معارضته لنظام مبارك الذى مازال أفراد يعملون منه فى أجهزة الدولة، وهو الآن يواجه جبهة الإنقاذ الوطنية إلى يشكلها البرادعى وعمرو موسى وحمدين صباحى وآخرين، وشبهت الصحيفة ذلك الوضع بما حدث أعقاب ثورة إيران الإسلامية عام 1979م، وقالت إن أمريكا فى ذلك الوقت اعتمدت على طيف من الوجوه السياسية ودعمت أفراد كان من بينهم شاهبور بختيار وهو آخر رئيس وزراء لإيران تحت حكم الشاه وحسن نزيه ومهندس بازرجان وبنى الصدر وحتى منظمة مجاهدى خلق وكان المخطط أن يكون التكنوقراطيين والوطنيين والإسلاميين بمثابة تيارات موازية أمام الإمام الخمينى ويضللوا الشعب. وقالت الصحيفة إن تيار الإخوان المسلمين ومحمد مرسى سوف يظهر معدنه بالتدريج لكن بغض النظر عن خوف بعض الأشخاص وأمريكا وإسرائيل من الصحوة الإسلامية، حيث يعتبرون المقاومة الإسلامية فى شمال وجنوب أراضى الاحتلال تهديد أول لهم إلا أن المهم أنه لم تسقطت حكومة الإسلاميين فى مصر وتتم إحياء مناهضى الثورة مرة أخرى سيتم إضعافها بضغوط اقتصادية وفسوف تجبر على أن تتخلى عن المقاومة الإسلامية فى فلسطين أو بعبارة أخرى سيترك الكيان الإسرائيلى يتنفس. وقالت الصحيفة إن ما يحدث فى مصر من اضطرابات وتحركات من أجل منع إجراء الاستفتاء واستقرار دعائم النظام الجديد مشابه لما حدث فى إيران فى الاستفتاء على نظام الجمهورية الإسلامية، لكن بوجود الإمام الخمينى والاضطرابات رغم الاضطرابات كانت تدبر لإيران إلا أن الإمام أجرى الاستفتاء على الجمهورية الإٍسلامية والدستور من أجل إيضاج حقائق إيرانالجديدة وكى تظل الجمهورية الإسلامية والدستور مختوم بختم الشعب، وبعدها قوبل باحتجاج حسن نزيه وفرخ نجهدار رئيس منظمة الفدائيين آنذاك.
