توقف مجلس التدريب الصناعى ITC التابع لوزارة التجارة والصناعة - بقرار صارم ومتسرع وبدون سابق إنذار - عن تدريب العاملين بشركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أدى لحالة من الشلل والتباطؤ فى معدلات النمو بهذا القطاع، حيث ورط المجلس شركات التكنولوجيا فى مأزق، بعد أن تقدمت بخططها السنوية للتدريب للمجلس.. هذه التطورات دفعت الدكتور طارق كامل، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إلى أن يطلب من الدكتور حازم عبدالعظيم، رئيس هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» بتحويل جميع الأمور المتعلقة بهذه الشركات إلى الهيئة، مما ينذر بوجود مشكلة ستعانى منها هذه الشركات خلال الفترة القادمة، لأن قيام إيتيدا بتدريب العاملين بالشركات ومعرفة خططهم وتوفيرها عملية ستأخذ وقتا طويلا. وقال سيد إسماعيل، عضو غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إن قرار مجلس التدريب الصناعى بوقف الدعم والتدريب عن شركات التكنولوجيا قبل إخطارها لأخذ التدابير اللازمة، كان قرارا خاطئا وليس له أى سابقة وغير مقبول وغير محترف، فبالرغم من توقيع اتفاق بين المجلس وشركات التكنولوجيا لتقديم التدريب اللازم لها، جاء قرار وقف التدريب بشكل مفاجئ، ما جعله قرارا خاطئا وغير محترف لأنه وضع هذه الشركات فى موقف صعب، بعد قيامها بإعداد خطة للتدريب قدمتها لمجلس التدريب الصناعى، ثم قامت الشركات بوقف عدد من العاملين لديها عن العمل حتى تنتهى فترة التدريب، لذلك فهم الآن بلا عمل وبلا تدريب.. وطالب إسماعيل بأن يتم حل هذا الموضوع فى أقرب وقت «لأننا نعانى من الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية، ولا نريد خسائر نحن فى غنى عنها».. لافتا إلى أن المسئولين بشعبة الاتصالات بغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات سيأخذون خطوات إيجابية للعمل على حل هذه المشكلة فى أقرب فرصة. وقال إسماعيل: «سأطالب المسئولين بمجلس التدريب الصناعى بإعادة النظر فى هذا القرار ومحاولة إعطاء هذه الشركات فرصة حتى تكمل تدريبها التى اتفقت عليه حتى تستطيع الشركات أن تستعد وتستطيع إيتيدا أن تدرس الأمور جيداً». كما أوضح سامح نصير، مدير عام غرفة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أن جميع الشركات بما فيها شركات الاتصالات كانت تأخذ دعما من اتحاد الصناعات خلال السنوات الخمس الماضية، لكن عندما تم تأسيس هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات منذ 3 سنوات، قام اتحاد الصناعات بإصدار قرار بالتوقف عن دعم الشركات، وتحويل الدعم من اتحاد الصناعات إلى «إيتيدا»، لكن هذه الشركات لم تكن مستعدة لتلك الخطوة «فاعترضت الشركات فى البداية وتحدثنا مع وزير التجارة والصناعة المهندس رشيد محمد رشيد، لذلك قام رشيد بتأسيس مجلس التدريب الصناعى.. لكن سعادتنا بإنشاء المجلس لم تدم طويلا، فسرعان ما تم استثناء شركات التكنولوجيا من هذا القرار، لذلك اجتمع أعضاء الغرفة مع وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لمناقشة القرار، وقام الوزير بدبلوماسيته المعروفة بالتأكيد على أن الأمور المتعلقة بشركات الاتصالات مستقلة عن هيئة تنمية تكنولوجيا المعلومات إيتيدا». وأضاف نصير أن التعامل مع برامج تدريب الشركات ليس أمراً سهلاً، لأن كل شركة تقدم خطة سنوية للتدريب، ثم يتم تشكيل لجنة من مجلس التدريب الصناعى لتوفير هذا النوع من التدريب، فهى عملية كبيرة وتأخذ وقتا.. إلا أن الغرفة تقوم الآن برصد ومعرفة مشاكل شركات الاتصالات للعمل على حلها، وتحديد احتياجاتها من «إيتيدا». من جهة أخرى، أكدت أمانى نافع، مديرة قسم الموارد البشرية بشركة «راية»، أن الشركة كانت تأخذ دعما من مجلس التدريب الصناعى يصل إلى مليون جنيه، تأخذ الشركة 80 % من هذا المبلغ كدعم لبرامج التدريب، لكن الشركة فوجئت بأن مجلس التدريب الصناعى اتخذ قرارا بالتوقف عن إعطاء شركات التكنولوجيا أى دعم. وأضافت مديرة قسم الموارد البشرية بشركة «راية» أن «هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» لديها برامج كثيرة ومتخصصة، وتختلف عن التدريب الذى كنا نتلقاه من اتحاد الصناعات.. إلا أن «إيتيدا» لم تطلع على خطتنا فى التدريب، ولا نعرف مصيرنا حتى الآن».. مؤكدة أن تحويل تدريب شركات الاتصالات من مجلس التدريب الصناعى إلى الهيئة تم دون التحدث مع الشركات، ولم يعط مسئولو المجلس أى فرصة لنا للتحدث فى هذا الأمر أو مناقشته، ولم نستطع أيضا الاتفاق معهم على أى موعد لاستكمال البرنامج، فالتدريب متوقف الآن ونحن نريد استكماله.. فى نهاية حديثها قالت أمانى: «شركة راية لم تقدم مطالبها وخطط التدريب إلى شعبة الاتصالات حتى الوقت الراهن، لأن الرؤية مازالت غير واضحة بخصوص كيفية تنفيذ برامج التدريب وعدد المتدربين والتكلفة المادية لهذه البرامج التدريبية». لمعلوماتك... ◄1300 عدد الشركات التكنولوجية فى مصر
