أكد السفير نبيل فهمى، سفير مصر السابق فى الولاياتالمتحدة، أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما عاقد العزم على التحاور مع مصر فى مختلف القضايا، وقال "يجب ألا ننسى أن أول اتصال لأوباما بعد انتخابه رئيسا لأمريكا كان مع الرئيس حسنى مبارك". وأشار السفير نبيل فهمى، فى محاضرة ألقاها مساء أمس الثلاثاء، فى الصالون الثقافى بالمجلس القومى لحقوق الإنسان، إلى أن رحلة أوباما الخارجية للمنطقة قبيل انتخابه كانت لأغراض انتخابية ولم تكن رحلة للسياسة الخارجية الدولية، ومصر لم تكن على جدول زيارته لهذا السبب فقد كانت رحلة انتخابية. وأوضح أن أوباما ينظر إلى العالم بإيجابية وأنه يجب أن يكون هناك توازن بين المصالح وليس بين القوى، وقال "على المدى الطويل ليس هناك تعارض بين المصلحة المصرية والمصلحة الأمريكية وإنما قد يكون هناك تعارض تكتيكى .. والدور المصرى فى النهاية نحن الذين نحدده ونطرح المبادرات وعلينا أن نتحرك .. هذه مسئولية وطنية". كما أشار إلى أن مسألة قضايا حقوق الإنسان موجودة فى كل المجتمعات وفى الدول المتقدمة مثلها مثل الدول النامية، موضحا أن الأمر يأخذ شكلا مختلفا بين هذه الدول خاصة فى الفعل الرسمى أو الشعبى إزاء المخالفات فى حقوق الإنسان. وقال "طالما هناك محاسبة سيكون هناك تفاهم أمريكى أما إذا تكررت الممارسات ولم يكن هناك رد فعل فإن الأمر فى هذه الحالة سوف يثير بعض الحساسيات"، مشددا على أن مصر حققت تقدما فى مجال حقوق الإنسان والمسيرة الديمقراطية ، مضيفا "لكن مازال أمامنا مشوار طويل وهى عملية مستمرة". وحول المساعدات الأمريكية لمصر أشار السفير نبيل فهمى إلى أن مسألة خفض المساعدات الأمريكية لمصر لم تكن كعقاب أو مشروطية وإنما كررها الأمريكيون لأن الاقتصاد المصرى فى تحسن مستمر، وأن الجانب الاقتصادى فى المساعدات ليس دعما استراتيجيا وإنما هو دعم حسب الحاجة ، مشيرا إلى أن مصر هى التى طلبت أن تنتهى هذه المساعدات بالتدريج على مدى 7 أو 8 سنوات. وقال " لا يوجد ربط بين الجانب الاقتصادى فى المساعدات والعلاقات المصرية الأمريكية، فكلما تحسن الوضع الاقتصادى فى مصر كان من الطبيعى ومن المصلحة أن لا تعتمد على هذه المساعدات الأمريكية والمساعدات الخارجية".موضحا أنه لمس من خلال تجربته كسفير لمصر فى اليابانوالولاياتالمتحدة ان هناك تقديرا كبيرا للشخصية المصرية والإنجاز المصرى. وردا على سؤال حول الأزمة المالية العالمية الحالية، قال السفير فهمى "إن أمريكا هى المسئولة الأولى عن الأزمة المالية العالمية .. وهذا لا يعنى أن الدور الأمريكى فى انخفاض وسوف تخرج أمريكا من هذه الأزمة حتى قبل أوروبا".
