قال الداعية الإسلامية عمرو خالد، إنه فى ظل الأحداث التى تمر بها بلدنا الحبيب مصر، وفى ضوء هذا الانقسام الشديد بين المصريين، والذى تحول إلى عصبية وصراع يدور على جسد الوطن تراق فيه دماء شبابنا وأولادنا، أقول للمصريين تعالوا إلى كلمة سواء .. كلمة تجمعنا جميعاً، ونتوافق عليها فى هذه اللحظة الحرجة والخطيرة فى مستقبل مصر . وأضاف خالد فى بيان له، تم نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" قائلا: " تعالوا إلى كلمة سواء .. كلمة توافق مشتركة .. كلمة تخرجنا من صراع قد يصل إلى دماء نندم عليها فى الدنيا و الآخرة" . وتابع خالد، استلهم من سيرة رسول الله معلم البشرية ورسول الإنسانية معانى أرى أننا نحتاج أن نتأملها بإنصاف وحيادية بعيداً عن التعالى أو العصبية البغيض، أتذكر رسول الله وهو فى قمة الصراع مع قريش حين فاجأ الجميع بقوله "لو دعتنى قريش لحلف ومعاهدة تحقن فيه الدماء ويمنع الاعتداء لأجبتهم إليه "، إنها دعوة عالمية تتخطى الزمان، وترسخ للتعايش والتفاهم والتراضى على منطقة مشتركة للالتقاء بين طرفين متصارعين، أناديكم اليوم يا مصريين .. تعالوا إلى كلمة سواء". وأضاف خالد: " أتذكر رسول الله يوم صلح الحديبية وقد خرج يريد الحق وإعلاء الحق ومعه رجال مخلصين مستعدين للموت والشهادة، يواجهون خصماً يريد القضاء عليهم، ورغم إصرار بعض أصحابه على الدخول فى مواجهة عنيفة بحجة "ألسنا على الحق و أليسوا على الباطل"، اختار التفاوض والتفاهم وقال كلمته الخالدة " والذى نفسى بيده لا يسألونى خطة يعظمون فيها حرمات الله وصلة الرحم والجوار إلا أجبتهم إليها "، يا مصريين حرمة الدماء من أعظم حرمات الله وصلة الرحم، والجوار بين المصريين ونزع فتيل الانقسام والعصبية والصراع أعظم مبادئ نبى الرحمة والإنسانية ..أناديكم يا أهل مصر .. تعالوا إلى كلمة سواء. وواصل الداعية الإسلامية، قائلا: " أتذكر رسول الله حين نادته السماء - وقد اشتد عليه مكر وكيد خصومه- لو شئت يا محمد أن نطبق عليهم الجبال فيهلكوا لحدث لك ما تريد .. فيرد صاحب الرسالة الذى ينظر إلى المستقبل وينسى خصوم اليوم فيقول " لا ، عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يؤمن بما جئت به " ألسنا نحتاج اليوم ونحن نقدم نموذج إسلامى حضارى للحكم يقدم للعالم كله أن نكون فى حلم وصبر رسول الله ليكون كل مصرى على اختلاف توجهاته، وخاصة الشباب هم جنود الغد فى معركة النهضة، فلا نخسر جهد أى مصرى ..لذلك أناديكم .. تعالوا إلى كلمة سواء . واستطرد خالد: " أتذكر رسول الله وقد وجد سعد بن أبى وقاص يجبر الإبل على أن تشرب الماء قبل سفر طويل فناداه بحكمة و خبره .. ما هكذا يا سعد تورد الإبل ولكن رويداً رويداً، إن الشعب المصرى عطش إلى الحرية والديمقراطية وإلى النهضة وإلى بناء الحلم المصرى لكن رويداً رويداً، فما هكذا تدفع الناس إلى الطريق الصحيح، لكن بالحلم والصبر والتفاهم والبحث عن المنطقة المشتركة بين التيارات المختلفة" ..لذلك أناديكم .. تعالوا إلى كلمة سواء. واختتم خالد بيانه قائلا: " هذه الكلمات هى دعوة صادقة مخلصة من القلب لكل مصرى خاصة قادة الرأى والنخب والرموز أن نسعى جميعاً للتوافق والبعد عن الخلاف والصراع المدمر ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ) . فلنصبر على بعضنا البعض، ولنستوعب بعضنا البعض، ونغلب روح الأخوة المصرية والتسامح التى هى من أجمل صفات المصريين "..اللهم اجمع شملنا وأحفظ بلدنا واحقن دماءنا ونجنا من الفتن واجمعنا على كلمة سواء .
