نفسى أحس بالأمان تانى، نفسى ما أقلقش على بنتى وهى رايحة المدرسة لوحدها، نفسى أطمن وأنا ماشية فى الشارع أتفرج على المحلات، هو مش مصر "بلد الأمن والأمان" ولا الشعار ده كان زمان وانتهى وقته .. ولا اللى قال المثل يقصد مصر تانية .. هو مش إحنا لسه مصريين زى ما إحنا، ولا الجنسية لم يعد لها قيمة!! ليه كل حاجة زمان كانت حلوة، ودلوقتى كل مصر ما فيهاش أى حاجة حلوة .. على فكرة أنا مش متشائمة ولا حاجة .. بس حاسة إنى مش فى مصر، والناس اللى فى الشوارع مش مصريين.. خفت فجأة وأنا أقرأ كل يوم خبراً عن خطف طفل وقتله، كنت فاكرة إن السرقة ولا الانتقام وراء حوادث الخطف, إنها فردية محدودة .. لكن اكتشفت أصل الحكاية؟؟؟؟ كلية .. ولا كبد فريش .. ولا قرنية طازة .. يا عالم يا هو أنا فى حلم ولا فى علم!!! للدرجة ده قلوبكم ماتت.. أسئلة كتيرة نزلت على دماغى زى المطر .. ما حستوش أنه زى ابنكم ولا بنتكم!! هو اتألم وانتم بتموته .. طيب صرخ ولا كنتم حنينين عليه؟؟ نفسى أعرف خدرتوه علشان ما يحسش بالألم؟؟ .. ولا التخدير ضد استئصال الأعضاء حية طازة .. نادى على أمه .. قال لمين إلحقونى .. قدرتم تستحملوه دموعه .. قدرتم تقطعوه .. كان المقابل مغرى؟؟ كان يستاهل تحرموا أب وأم من ابنهم غدر .. يمكن أسئلتى ما تهمش ناس قتلة سفاحين .. لكن يمكن تهم اللى بيشتروا الكبد الطازة اللى لسه ما اتلوث ولا بدخان السجاير ولا أثرت فيه عدد السنين.. ولا القرنية اللى لسه ما شفتش ظلم وغدر البنى أدمينٍ.. عارفة إنكم محتاجين علشان تعيشوا .. تعيشوا أنتم وغيركم يموتوا!! بس ياترى لوعرفتم إن الأعضاء ده متقطعة من أجساد بريئة صغيرة، ارتعشت وهى بتسلم روحها وترجع لخالقها اللى أحن من الكل عليها .. هتقدروا تناموا مرتاحين، هتقدورا تعيشوا وأطفال غيركم ماتوا مدبوحيين .. ولا زى ما المثل بيقول "الغاية تبرر الوسيلة" والغاية عظيمة مشروعة .. وطول ما فى الطب والدوا .. يبقى الوسيلة كمان مشروعة.. قلبى وجعنى .. تفتكروا لو حد فينا مر بتجربة إنه يكون والد أو والدة الطفل اللى اتقتل؟ لا قدر الله إحساسه إيه؟ وقتها هنسمح بالقصاص .. ولا هنقول القانون ياخد مجراه .. يعنى ممكن أنتظر سنة ولا اتنين لما القضاء يحكم ومهما حكم هيحكم بايه بسجن .. أو حتى تأبيدة يا ترى كفاية؟ ورغم إنى مش مؤمنة بأن الدولة عليها كل الدور .. إلا إن الأمن تحديداً هو المهمة الأولى لأى حكومة بتقول على نفسها قايمة بالواجب صح .. عايزين عسكرى دورية يرجع لشوارعنا تانى. يحسسنا بالأمان .. نسمع صوته يرج الشارع "هع مين هناك"، فاكرينه .. هو كتير على الداخلية إنها توفر عسكرى فى كل شارع ولا حتى اتنين .. تفتكروا ينفع نرجع بالزمن لورا .. ولا ده مجرد حلم.. يمكن وقتها نحس بالأمان، يمكن وقتها نرجع نقول مصر بلد الأمن والأمان، ونغنى أغنية شادية "ادخلوها سالمين".