أثار إعلان الولاياتالمتحدةالأمريكية عزمها الترشح لعضوية مجلس حقوق الإنسان بالأممالمتحدة عاصفة من الانتقادات، وذلك على خلفية الاتهامات التى كانت توجهها إدارة بوش السابقة للمجلس بسبب إدانته الانتهاكات الإسرائيلية بغزة. أبرز المعارضين للموقف الأمريكى الأخير هو اللوبى اليهودى بالولاياتالمتحدة، والذى يمارس ضغوطاً لمنع الإدارة الأمريكية من الانضمام للمجلس، فهل ينجح اللوبى اليهودى فى مساعيه، أم أن إدارة أوباما ستتحدى المزاعم بأن قرارها بيد اللوبى اليهودى؟. الدكتورة منار الشوربجى أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، ترى أن إدارة بوش كانت تتخذ مواقف تتسم بالعدائية من المنظمات الدولية عموماً، سواء الأممالمتحدة أو المنظمات التابعة لها، وكثيراً ما قال جون بولتون عندما كان ممثلاً للولايات المتحدة بمجلس حقوق الإنسان تصريحات تحط من شأن حقوق الإنسان، إلا أنها تشير إلى أن إدارة أوباما تحاول مراجعة سياسات إدارة بوش، ليس فقط فى علاقتها بدول العالم، ولكن بالمنظمات الدولية أيضاً. وتشير الشوربجى إلى أن النقد الذى يوجهه اللوبى اليهودى لمسعى أمريكا الانضمام للمجلس لا يعد استثناءً، ولكن تلك القضية ليست ضمن أولويات اهتمامات اللوبى، ولن يدخلوا فى معركة مع إدارة أوباما بشأنها بعكس ما إذا كانت تتعلق مثلاً بعلاقة الولاياتالمتحدة بإيران أو سوريا. على الجهة الأخرى ترى الدكتورة هدى راغب أستاذة العلوم السياسية بجامعة مصر الدولية، أنه على الرغم من أن الولاياتالمتحدة تعلم أن إسرائيل تحقق مصالح أمريكا بالمنطقة، وأنها تعد حليفاً مؤتمناً، إلا أن لها أجندة محددة واللوبى اليهودى ليس له اليد العليا على السياسة الأمريكية. وتؤكد راغب، أنه إذا كان من مصلحة أوباما الانضمام لمجلس حقوق الإنسان وتحسين صورة الولاياتالمتحدة، فلن يستطيع اللوبى تغيير ذلك القرار. وتقول إن الولاياتالمتحدة توافق على ما يطرحه اللوبى اليهودى فى حال ما إذا كان يقع ضمن الأجندة السياسية للولايات المتحدة. ويتفق مع هذه الرؤية الدكتور حسن وجيه أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الأزهر، حيث يؤكد أن الأمر يخضع فى النهاية للولايات المتحدة التى تحدد مصلحتها من القرار، خاصة إذا كان غير مؤثر على توازنات علاقاتها بإسرائيل، مشيراً إلى أن أوباما يسعى للتغيير لكى يفى بوعوده للعالم.