قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز، إن الاضطرابات التى تشهدها مصر والتى تضم حرق مقرات حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، تسلط الضوء على كم الغضب المتصاعد إزاء قرارات مرسى الأخيرة والتى تهمش القضاء وتحصنه من أى رقابة قضائية. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه فى ظل غياب البرلمان والدستور يسيطر الرئيس الإسلامى على سلطات تنفيذية وتشريعية واسعة، علاوة على خطوته الأخيرة التى جعلته يسيطر على السلطة القضائية أيضا، مما دفع المصريين إلى وصفه بالفرعون. وأكدت الصحيفة أن قرارات مرسى تسببت فى قلق العواصمالغربية، بما فى ذلك واشنطن، التى أثنت على دور مصرى الحيوى فى التوسط لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس المسيطرة على قطاع غزة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن تحركات مرسى الأخيرة تثير القلق لدى العديد من المصريين والمجتمع الدولى. وتقول الصحيفة أن الإسلاميين فى حيرة بشأن كيفية ضمان تحويل مصر إلى دولة يحكمها نظام دينى، فى ظل أمه مكونة من 82 نسمة يسعون بعد 30 عاما من الحكم الاستبدادى إلى مزيد من الحقوق والحريات. وتضيف أن مرسى يسعى الآن لإضعاف القضاء والمحاكم بزعم أنهم عطلوا عملية الانتقال الديمقراطى. وكانت المحكمة الدستورية العليا قد حلت البرلمان، الذى يهيمن عليه الإسلاميون، لأنه أنتخب على أساس غير قانونى كما حلت الجمعية التأسيسية الأولى لهمينة تيار واحد عليها وهى نفس المشكلة التى تهدد الجمعية الحالية. ويأتى تعميق الانقسامات السياسية وسط شعور بالغضب وخيبة الأمل بأن البلد لا تتحرك إلى الأمام بعد الثورة التى أطاحت بمبارك. وقد ازدادت الأجواء توترا مع تفشى المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التى وترت حكومة مرسى التى تفتقر للخبرة. وقالت لوس أنجلوس تايمز أن مرسى يفتقر إلى الكاريزما للتأثير على منتقديه، الذين أتوا به إلى السلطة حيث فاز بأكثر قليلا من 50% من أصوات المصريين. وأشارت إلى أن ليبرالى وعلمانى مصر يرون تحركات مرسى والإخوان المسلمين بأنها محاولات سافرة لإسكات المعارضة وتقييد الحقوق المدنية وتحويل مصر إلى دولة دينية. وتضيف أن احتجاجات الجمعة شهدت بوضوح أعداد غفيرة من المحتجين، لكن السؤال الذى يلح الآن ما إذا كانت المعارضة الليبرالية ستحتفظ بزخمها. وحذرت أن هناك خطر بشأن احتمال تحول الاحتجاجات إلى العنف، خاصة من قبل الشباب الغاضب وروابط الألتراس التى أصبحت القوى الصادمة فى المعارك ضد الشرطة.
