فى بداية شهر محرم يحتفل المسلمون ببداية عام هجرى جديد إلا أن الوضع مختلفا قليلا فى طهران إذ يعلو وجوه الإيرانيين مظاهر الحزن والندم، فى الوقت الذى يبدءون فيه حدادا لمدة شهر تكريما لذكرى واقعة كربلاء التى استشهد فيها الإمام الحسين. ويلاحظ السائر فى شوارع طهران هذه الأيام، بداية شهر محرم اتشاح طهران بالسواد حيث تعلن البلد الحداد وترفع الشارات السوداء فى كل مكان يكتب عليها شعارات مؤلمة على مصاب أهل البيت مثل "ياحسين يا مظلوم، يا ثأر الله، السلام عليك يا أبا عبد الله" وتملأ سرادق العزاء شوارع وأزقة طهران مرفوعا عليها الأعلام السوداء مكتوبة بالأحمر بما يشير إلى الدماء كلمة "يا حسين يا شهيد، يا قمر بنى هاشم"، وعبارات أخرى فيها عبارة من قصة مقتل الحسين بالفارسية "نتعلم من الحسين أن نكون أحرارا". وتكتب اللافتات بثلاثة ألوان الأسود وهو يشير إلى الحزن والأخضر يشير إلى أهل البيت والأحمر يشير إلى واقعة كربلاء، ولا تفرق الشارات السوداء بين مبنى وزارى وحكومى وحتى المدارس والشوارع الراقية والكبارى وكبارى المشاة وحتى السيارات فى الشوارع تكتب عبارات عزاء على زجاجها الخلفى. قال محمد نبهان "لليوم السابع" وهو من عرب الأهواز إن إيران بلد كبير وفى كل جزء من أجزائها تقام مراسم عزاء خاصة تختلف العزاء من مكان لآخر وهناك أماكن بها إفراط وأخرى تفريط، مثلا فى عرب الأهواز تختلف المراسم فهم لديهم ما يسمى "حسينية" وهى عبارة عن مكان للبكاء والتباكى وإبداء الندم، ويأتى خطباء المساجد ويسردون حكاية موقعة كربلاء وللإمام الحسين وبعدها يبدأون فى البكاء وهو ما يسمونه "نواح"، وتختلف طرق العزاء، فالقوميات الفارسية يربطون زناجير بالعصى ويضربون بها أجسادهم ولكننا فى الأهواز نضرب فقط بأيدينا على صدورنا. وقالت زهرة بورشبان وهى من مدينة أصفهان إن مراسم العزاء التى تقام فى إيران فى شهر محرم هى مراسم يتذكر بها الشيعة المصائب التى حلت على الإمام الحسين وأهل البيت وبينهم 27 من أنصاره، وما يلفت الأنظار فى أصفهان أن الكل يشارك فيها المسيحيون وحتى الزرتشت، وتختلف المراسم فمثلا طبقة النخب تفضل أن تشارك فى مراسم تفسير نهج البلاغة للإمام على على البكاء والعويل والبعض يشارك فى مراسم الضرب على الصدور، مضيفة أن أجمل الأيام المعنوية فى إيران تكون فى شهر محرم فهو تعبيرا عن إقامة الحق أمام الظلم.
