عمت الرايات السوداء، ومجالس العزاء، العاصمة العراقية بغداد، ومعظم المحافظات الأخرى، فيما اكتست الشوارع ثوب الحداد؛ بمناسبة ذكرى استشهاد الحسين بن علي، رضي الله عنه. ويتوافد ملايين الزوار إلى محافظة كربلاء، لزيارة مرقد الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام، في العاشر من شهر محرم، الذي يوافق ذكرى استشادهما.
وقال سعد الناجي الموسوي، نائب رئيس تحرير صحيفة «الرأي» العراقية المستقلة لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في بغداد: "إن مراسم زيارة عاشوراء لمدينة كربلاء المقدسة تبدأ مع بداية شهر المحرم، وتتضمن إقامة سرادقات العزاء في الساحات العامة والأزقة، فضلا عن المساجد والحسينيات؛ حيث تُلقى الخطب والدروس الدينية، التي تتناول حياة الإمام الحسين، رضي الله عنه، وقصة استشهاده وما جرى لعائلته بعد استشهاده لتذرف الدموع ،ويرتفع النحيب والعويل من قبل محبي أهل بيت النبوة".
وأضاف سعد الموسوي، الذي يرجع نسبه لآلى آل البيت، أن "المسيرات الراجلة تنتشر في معظم شوارع بغداد والمحافظات والتي تضم رجالا ونساء وأطفالا، وهم يرتدون لباس الحداد الأسود، ويرددون هتافات الرثاء على استشهاد الإمام الحسين وشهداء معركة الطف".
ويرتدي الكثير من العراقيين الشيعة لباس الحداد، ويعلنون المقاطعة مع الأفراح فلا زواج ولا خطوبة ولا حتى احتفال بعيد ميلاد، حزنًا منهم على استشهاد الإمام الحسين، رضي الله عنه، الذي مر عليه 14 قرنًا من الزمان، وكأنه استشهد منذ وقت قريب.
ويشير الموسوي إلى، أن "هذه المواكب والمراسم كانت موجودة، إلا أنها كانت تمارس في الخفاء وداخل البيوت خوفًا من بطش النظام السابق، ولكن بعد سقوط النظام أصبحت هذه المراسم تمارس في العلن وفي كل مكان؛ حيث يقام في كل بيت وزقاق وشارع منصب للعزاء ومجالس لأهل العلم يلقون فيها دروسهم وعظاتهم الدينية.
وقال:"من ضمن المراسم، يخرج أهل كربلاء في المساء في مسيرة تسمى «مسيرة الشموع» يخرج بها الأطفال حاملين الشموع أسوة بأطفال الحسن، رضي الله عنه، ويتجولون في كربلاء وهي ظلماء، حيث تطفأ الأنوار لتنتهي في حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا بعقد مجلس عزاء كبير بعده تنتهي مراسم عاشوراء؛ انتظارًا لمراسم الزيارة الكبرى زيارة الأربعين، التي توافق العشرين من شهر صفر المقبل".