سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استمرار ردود الأفعال تجاه عدوان الكيان الصهيونى على غزة.. البرادعى: التشرذم العربى والانقسام الفلسطينى سيزيد من مجازر غزة.. الكتاتنى": إسرائيل لم تع جيدًا أن مصر تغيرت
لم تتوقف ردود الأفعال على العدوان الإسرائيلى على غزة أمس، الأربعاء، واغتيال قائد قوات حركة حماس أحمد الجعبرى، لكنه امتد إلى عدد من الدول العربية من بينها مصر خاصة بعد الخطوات، التى اتخذها الرئيس الدكتور محمد مرسى، أمس، باستدعاء السفير المصرى من إسرائيل، فى ظل حالة غير واضحة حول طبيعة العلاقات بين مصر وإسرائيل بعد وصول أول رئيس مدنى للبلاد، والتى استهلها الرئيس بإرساله خطابًا لبيريز يوحى بتحسين العلاقات بين الجانبين، ثم أعلن رفضه عن ما يحدث بغزة، إضافة إلى حالة من التوتر على الحدود المصرية الإسرائيلية، مما يطرح تساؤلا حول مدى تأثير قرار استدعاء السفير على العلاقة بين مصر وإسرائيل، وهل الخطوات، التى من الممكن أن تؤدى إلى تصعيد بين الطرفين أم لا. الدكتور حسن أبو طالب، مستشار مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، قال إن الخطوات التى اتخذها الدكتور محمد مرسى تجاه ما حدث بغزة أمس، لم تبتعد عن المنظور الدبلوماسى وتمثل فى مجملها دعوة لتحرك دبلوماسى عربى ودولى بمساعدة الأممالمتحدة. ونفى أبو طالب ما يتردد عن إمكانية تطور الخطوات تجاه وقف العدوان الإسرائيلى على غزة إلى شكل تصادم عسكرى بين مصر وإسرائيل، مؤكدا أن الخطوات التى اتخذتها مصر مقرونة بتوازنات القوى السياسية على أرض الواقع. وأشار أبو طالب إلى أن أى نجاح ستحققه مصر ويساعد على وقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، يمثل نجاحًا دون أن يتطلب الأمر تدخلا عسكريا، خاصة أنه لا يوجد هدف مباشر من للمواجهة العسكرية مع إسرائيل فإذا كان تهدف إلى فك الحصار ووقف العدوان على غزة كلها أهداف يمكن تحقيقها دبلوماسيا وليس عسكريا. وتابع أبو طالب أن التصعيد من الجانب المصرى والانتقال من المرحلة الدبلوماسية للقتالية يتطلب مرور فترات وتحول لتحقيق الأهداف، ولا تتلاءم هذه التطورات مع الوضع فى سيناء الآن والعلاقة مع الجماعات المسلحة، التى تسبب توترا فى الحدود، كما أن توازنات القوى المصرية لا تسمح بالعمل العسكرى. على الجانب الآخر قال اللواء جمال مظلوم الخبير الاسترايجى والعسكرى، إن القرار المصرى يمثل تصعيد ضد الجانب الإسرائيلى ويعبر عن رفض القيادة المصرية للعدوان الإسرائيلى على غزة، مؤكدا أن هذا لن يؤدى إلى حدوث صدام مع الجانب الإسرائيلى ولن يتعدى الأمر حدود الردود السياسية دون حدوث قتال. وتوقع مظلوم بالا تتخذ مصر أى قرار جديد بعد استدعاء سفير مصر من إسرائيل أمس وتنتظر رد الجانب الآخر ثم تبدأ فى التحرك الثانية، مشيرا إلى أن إسرائيل أيضًا لن تقبل على تصادم عسكرى مع مصر وستحاول التأثير على وضعها الداخلى ببث روح الفرقة وعدم توحيد الجبهة الداخلية، وإيقاع القيادة السياسية فى مشكلات تشغلها عن حماية حدودها أو الالتفات إلى الجانب الخارجى. وبعيدا عن التوتر الدبلوماسى بين البلدين، شهدت العلاقات الثنائية بين مصر والكيان الصهيونى منذ قيام ثورة ال25 من يناير، تأثرا ملحوظا على مستوى قطاع السياحى، والقطاع الاقتصادى، فقد انخفض معدل التجارة بين مصر والكيان صهيونى، خلال عام 2011 بنسبة 23% عن عام 2010، وبلغ حجم التجارة بين الدولتين العام الماضى، 388 مليون دولار، فى حين زادت الصادرات الإسرائيلية إلى مصر بنسبة 42% بالمقارنة مع عام 2010، ووصلت إلى 210 ملايين دولار، بسبب زيادة الصادرات الإسرائيلية من الكيماويات، فيما انخفضت واردات الكيان الصهيونى من مصر بنسبة 50% لتصل إلى 180 مليون دولار، وانخفضت حجم التجارة بين مصر وإسرائيل، عن شهرى فبراير ويناير من العام الحالى بنسبة 21%، بسبب وقف تصدير الغاز المصرى إلى الكيان الصهيونى. يأتى ذلك فى الوقت الذى أعربت فيه الحكومة المصرية عن رغبتها فى تعديل اتفاقية الكويز، التى تعفى المنتجات المصرية من الرسوم الجمركية، فى موانئ الولاياتالمتحدةالأمريكية، مقابل احتوائها على مواد من الكيان الصهيونى، بنسبة 10 ونصف فى المائة، وتطالب الحكومة المصرية بضرورة تخفيض تلك النسبة، لتصل إلى 8 ونصف% فقط، فى حين كشف تقرير حركة السياحة الوافدة إلى مصر خلال ال7 أشهر الأخيرة، والصادر عن وزارة السياحة، أن السياحة الإسرائيلية إلى مصر تراجعت بنسبة 61%، خلال الستة أشهر الماضية، وأورد التقرير أن الانخفاض يرجع فى الأساس إلى التحذيرات الإسرائيلية المستمرة، عن الحالة الأمنية فى سيناء. وينفى دكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية والإستراتيجية، أن تكون حجم التجارة المصرية الإسرائيلية مؤثرة فى الدخل القومى المصرية بوجه عام، فهى لا تتعدى فى مجموعها مليارًا، أو مليار ونصف من الدخل المصرى، مضيفا أن النظر إلى الاتفاقيات الاقتصادية بين مصر والكيان الصهيونى، أقل أهمية، مما يمكن أن تترتب عليه التوترات الدبلوماسية بين البلدين، ففى حالة تعديل مصر للاتفاقيات التجارية بسبب أحداث غزة، أو تأثير ذلك على الصادرات، فإن خسارة مصر لن تتعدى بضعة ملايين، فى الوقت الذى ستتكلف فيه مصر المليارات، فى حالة حدوث أى مواجهات عسكرية مع الكيان الصهيونى. وأضاف دكتور رشاد عبده، أن دخول مصر فى أى مواجهة مباشرة مع الكيان الصهيونى، يقضى تماما على خطط التنمية، خاصة مع الأزمة الاقتصادية، التى تعانى منها مصر منذ سنوات، وانخفاض احتياطى البنك المركزى إلى 15 مليار دولار، يدخل من ضمنها مليار ونصف، هى قيمة الوديعة القطرية، ومثلها الوديعة السعودية، ودخول مصر فى حرب يعنى الحاجة إلى توجيه ميزانية الدولة كاملة إلى الجيش، وهو الأمر الذى لن يجدى نفعا، فى ظل دعم أمريكا الكامل لإسرائيل، وتصريح الرئيس الأمريكى أوباما أكثر من مرة، على أن دولته لن تسمع بأن تفوق قوة الدول العربية مجتمعة، قوة إسرائيل. ويرى دكتور رشاد عبده، أن سحب السفير المصرى من إسرائيل، واستدعاء السفير الإسرائيلى، خطوة جيدة، تعيد لمصر دورها فى المنطقة العربية، وتعلن المساندة الصريحة للقضية الفلسطينية، لكنها تطرح فى نفس الوقت عددا من التساؤلات الهامة، فهل كان الرئيس سيقدم على نفس الفعل، فى حالة ما إذا كانت غزة تحت حكم غير حكم حماس؟، إحدى فصائل المقاومة الإسلامية، المقربة من جماعة الإخوان المسلمين، ولماذا لم يقم الرئيس برد فعل بنفس السرعة والقوة، بعد مقتل جنودنا على الحدود، خلال إفطارهم فى شهر رمضان الماضى؟ وقال الدكتور "محمد البرادعى" وكيل مؤسسى حزب الدستور، إنه فى غياب توازن القوى بين العرب وإسرائيل وفى وجود التشرذم العربى والانقسام الفلسطينى، بالإضافة إلى عدم وجود خطة عقلانية وإرادة حقيقية لحل النزاع العربى الإسرائيلى ستستمر مجازر الأبرياء وجاء ذلك فى تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعى "تويتر". وقال الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، إنه يؤيد قرار الرئيس محمد مرسى بسحب السفير المصرى من إسرائيل ردًا على خرق الهدنة المصرية بعد 24 ساعة. وطالب البدوى فى تصريحات صحفية له الجامعة العربية باتخاذ موقف نشعر من خلاله بتواجدها، مضيفًا: العدوان الصهيونى على قطاع غزة وإصرار إسرائيل على نهجها الاجرامى تجاه المدنيين العُزل يعنى أنها لم تستوعب ما طرأ على المنطقة العربية من تغيير. وأكد الدكتور عصام العريان، القيادى بحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمين، أن فشل مجلس اﻷمن فى إصدار بيان يدين العدوان اﻹسرائيلى على غزة كان متوقعًا، مشيرا إلى أن أمريكا وبريطانيا وقفتا فى صف إسرائيل، فالدولة الأولى مهدت لها باحتلال فلسطين وتشجيع الهجرة اليهودية، واﻷخرى أول من اعترف بها ودعمها عسكريا واقتصاديا طوال 60سنة، وحماها من أى إدانة فى المحافل الدولية. وتابع العريان عبر تدوينة له على صفحة التواصل الاجتماعى "فيس بوك" قائلا: "كأن اﻷمم المتحدة أنشئت من أجل إقامة إسرائيل وحمايتها، وقضايا هامشية أخرى، بينما يتم تهديد محمود عباس بالويل والثبور وعظائم اﻷمور من أمريكا وإسرائيل لمجرد أنه يريد تنفيذ ما أعلنه من سنة، وأخرى بسبب الضغوط الشديدة، للحصول على اعتراف مضمون من غالبية أعضاء الجمعية العامة بدولة فلسطين كدولة مراقب غير عضو باﻷمم المتحدة، موجها حديثه إلى الرئيس الفلسطينى قائلا: "افعلها يا أبو مازن، ﻻ تخضع هذه المرة، دعنا نفضها سيرة". وأكد الدكتور محمد سعد الكتاتنى، رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمين، أن العدوان الغاشم على غزة دليل على أن إسرائيل لم تستوعب بعد أن مصر تغيرت، وأن الشعب المصرى، الذى ثار على الظلم لن يقبل بالاعتداء على غزة مرة أخرى. وأكد الدكتور مصطفى النجار، النائب البرلمانى السابق، أنه من العار بعد الثورة أن نجد من يردد ما كان يروجه إعلام مبارك من أوهام حول غزة، مشيرا إلى أنه يجب أن يتعلم هؤلاء من البداية ما هى قضية فلسطين وماذا تعنى لمصر؟ وأضاف النجار عبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" قائلا: "لا يوجد فلسطينى فى غزة يريد الخروج إلى سيناء أو أى مكان آخر كفوا عن الأوهام والخبل وتضامنوا مع شعب صامد متمسك بأرضه رغم القتل والدمار". طالب الدكتور محمد بديع بالمؤتمر ال 8 للحركة الإسلامية السودانية بالخرطوم، الجميع بالوقوف صف واحد ضد المشروع الصهيو أمريكى. وقال بديع لقد أراد الله عز وجل تطبيقًا عمليًا فى يوم الهجرة، وبعد أداء الحج وتحرى القبلة. وأكد بديع أن دماء إخواننا الشرفاء فى غزة، التى تروى شجرة الإسلام ولاشك أننا فى نفس الوقت، الذى ترفع أرواحهم للسماء ودفن جثتهم فى الأرض وتقديمهم شهداء. وأضاف بديع أن القضية ليست الصهاينة أو من يتابعهم، لكن ما يحدث هذا مشروع إبليسى، وهو العدو الحقيقى، الذى نرجمه سبعين مرة بالحج "ويا من تبتغون وجه الله عز وجل إن الله أبعثنا لأنكم روح جديد. وأشار بديع "يا شباب الأمة أنتم روحها واستوصوا بالشباب خيرا واجعلوا زيدا فى كل مكان لأن قصة زيد درس للأمة كلها لأننا نحن الآن على ضفاف نهار النيل وريد الحياة المكون الرئيسى لدمائنا. واختتم النجار قائلا: "قبل أن تتعالى الأصوات المعتادة بضرورة المقاطعة والدعاء كحل وحيد لقضية فلسطين نصرة فلسطين تكون ببناء مصر القوية، التى تستطيع الضغط وتغيير المعادلة". الناشط السياسى، وائل غنيم، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك أكد أن معادلة القوة والقدرة على إحداث تغيير حقيقى فى المنطقة لا يمكن أن يتم بالكلام فقط، وبالتالى فإن الفلسطينيين لن ينالوا حقوقهم أيضًا بالكلام فقط. ويرى غنيم أن الدور الحقيقى، الذى نهرب منه كثيرا نحو ما هو أسهل هو إحداث نهضة حقيقية فى مصر لتستعيد مكانتها، وبالتالى تعيد تعريف توازن القوى فى المنطقة، مؤكدا أن الشعوب لا يمكن أن تنهض بالكلام، وكذلك الظواهر الصوتية لم ولن تحدث فارقا يذكر. أكد الدكتور عمرو حمزاوى، أستاذ العلوم السياسية، أن واجب مصر، حكومة ومعارضة، هو الضغط بكل الوسائل لوقف الاعتداءات الصهيونية على غزة. وأضاف حمزاوى، فى حسابه الشخصى على تويتر، سحب السفير المصرى والدعوة لاجتماع لمجلس الأمن خطوتان جادتان على هذا الطريق، وواجب مصر هو القيادة الآن لحماية الفلسطينيين من هجمة نتنياهو. وقال، إن إسرائيل بها انتخابات برلمانية قريبا، ونتنياهو ومنافسوه، يمينا ويسارا، يقدمون بإجرام الدماء الفلسطينية قربانا على المذبح الانتخابى. كان الرئيس محمد مرسى أصدر قرارا بسحب السفير المصرى لدى إسرائيل، على خلفية العدوان على قطاع غزة، وكانت مصر دعت لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولى لبحث الهجمات الإسرائيلية. قال الدكتور محمد عصمت سيف الدولة، مستشار رئيس الجمهورية بالشئون العربية، إن إسرائيل تقوم باستفزاز الدول العربية، وخاصة مصر وذلك لأن الثورة تهتم فى البداية بتنظيم الشئون الداخلية وتأجيل باقى الملفات الأخرى قائلا: "إسرائيل تحاول أن تنكش مصر وتونس والبلاد العربية والثورات مثل تونس ومصر، وذلك لاهتمامهم بالشئون الداخلية، وتسعى إلى إحداث قلق فى المنطقة ورسالتى لإسرائيل كفاية عربجة وإرهاب على خلق الله. وأضاف مستشار رئيس الجمهورية للشئون العربية على هامش مشاركته فى مسيرة القوى السياسية من مسجد عمر مكرم، لجامعة الدول العربية، إن الغضب الشعبى فى الدول العربية بالأساس يترجم إلى قرار أساسى بالرد على الاعتداءات المتكررة من إسرائيل على غزة، موضحًا أن قرار الرئيس بسحب السفير المصرى من إسرائيل خطوة أولى لاستجابة للمطالب الشعبية، وإذا لم تتوقف إسرائيل عن عدوان الغاشم سيكون خطوات تصاعدية أخرى. وأوضح سيف الدولة أن المجتمع الدولى لا يستوعب بعد أن هناك ثورة فى مصر لم تقف صامتة أمام الاعتداءات الإسرائيلية.