اهتمت صحيفة ووال ستريت جورنال فى عددها الصادر أمس، السبت، بإلقاء الضوء على موقف كل من مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل إزاء تهريب السودان للأسلحة عبر مصر لتصل إلى حماس فى غزة، تقول الصحيفة إن الضربات الجوية التى استهدفت قافلة أسلحة فى السودان، والتى يزعم أن إسرائيل هى التى نفذتها، جاءت وسط حملة متزايدة تحاول من خلالها الدول سالفة الذكر، وقف تدفق الأسلحة إلى حركة حماس فى غزة. وتشير الصحيفة إلى أن المسئولين السودانيين يؤكدون وقوع هجومين بين منتصف يناير وأوائل فبراير، على الرغم من تناقض التقارير، التى تثبت أو تنفى صحة هذه الإدعاءات، وأكد مسئول غربى علق على هذه الضربات، أن إسرائيل ضربت السودان على الأقل مرتين فى الفترة بين منتصف يناير وأوائل فبراير، لتقضى على شبكات تهريب الأسلحة إلى غزة، وقال المسئول، إن هذه العمليات كانت جزءاً من الجهود الإسرائيلية لتحقيق "ردع نشيط" بعد حرب غزة. ووقعت الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل، فى 16 يناير الماضى، اتفاقية للعمل معاً لوقف تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، وبموجبها تعمل أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية معاً، وتضغط الولاياتالمتحدة على إسرائيل لتضع نهاية للحصار على المنطقة. ومن ناحية أخرى، ووفقاً لمصدر مسئول، أعربت كل من الحكومة المصرية والأمريكية عن مخاوفهما للحكومة السودانية من أن السودان أصبح عاملاً ميسراً لتهريب الأسلحة عبر مصر إلى غزة. وأرسلت واشنطن شكوى رسمية للخرطوم تطلب من الحكومة السودانية أن "توقف تهريب الأسلحة إلى مصر". وتقدم الرئيس المصرى، محمد حسنى مبارك، وفقاً لمسئول دبلوماسى علق على المقابلة، بشكوى مماثلة للرئيس السودانى عمر البشير عندما زار القاهرة الأسبوع الماضى ويعترى المصريين خوف كبير من أن يصبح السودان شريكاً لإيران وتساعدها على نقل الأسلحة إلى الحركة الإسلامية المسلحة حماس، والتى تتمركز فى قطاع غزة. يقول مسئولو أمن إسرائيليون، إنه بعد انتهاء حرب غزة فى 18 يناير المنصرم، قامت مصر بتعزيز قواتها العسكرية على الحدود السودانية، كما ضبطت السلطات القبرصية حمولة يزعم أنها تحمل أسلحة إيرانية إلى المقاتلين الفلسطينيين فى غزة. ويؤكد مسئول سودانى على تواطؤ الولاياتالمتحدةالأمريكية فى شن ضربات جوية على السودان، ورفض المسئولون الأمريكيون تأكيد أو التعليق على الهجمات، أو على دور واشنطن المحتمل فى تقديم مساعدة مخابراتية على تهريب الأسلحة من السودان، ويقول ضباط متقاعدون فى الجيش الإسرائيلى، إن هذه الهجمات كانت لتصبح مستحيلة لولا مساعدة المخابرات الأمريكية. وتقول الصحيفة، إن هذه الهجمات تعتبر تذكرة وتحذيراً لإيران، التى يعتقد البعض أنها وراء تهريب الأسلحة إلى غزة، من أن إسرائيل قادرة على ضرب أعدائها الذين يفرضون عليها تهديداً فى المنطقة. وتؤكد الصحيفة، أنه فى الوقت الذى يمضى فيه البرنامج النووى قدماً، بدأت إسرائيل تستعرض عضلاتها فى الشهور الأخيرة، وأقدمت على شن هجمات جريئة سرية على عدد من الدول فى المنطقة، وعلى الرغم من أنها لم تعترف بمسئوليتها عن ارتكاب هذه العمليات، إلا أنها لم تنفيها كذلك. واتبعت تعليقات رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، يوم الخميس الماضى، نفس السياق حيث قال إلى هؤلاء الذين فى حاجة إلى أن يعرفوا لا يوجد مكان لا تستطيع دولة إسرائيل الوصول إليه، ونحن نستطيع شن العمليات سواء قريباً أو بعيداً، وأن ننفذ ضربات بصورة تعزز من الردع لدينا. ويقول خبراء عسكريون، إن المسافة التى يجب أن تقطعها طائرات إسرائيل المقاتلة لتضرب شمال غرب السودان، تصل إلى 850 ميلاً، وهى تقريباً نفس المسافة اللازمة لضرب مفاعلات إيران النووية.