تذبل البشرية إن لم يكن فيها من القلوب العامرة قلب كقلب أشرف الشافعى، ذلك الشاعر الذى لا يفصل بين قلبه وعقله فاصل، منّ الله عليه بموهبة فياضة، فصار حارسا للمحبة والرقة والعذوبة، فى إحكامه لأبياته الصافية قدرة عقلية كبيرة، لكنه لا يستسلم لجفاف العقل وحساباته فيطعم كل كلمة يتفوه بها شعرا بدفء قلبه العامر اليقظ المتدفق المثابر، فتصير قصائده سلسلة من حب صوفى خالص. أشرف كتب فى هذه الأيام العطرة العديد من الرباعيات الرائقة، حج فيها بقلبه، وصعد إلى السماء بروحه، لكنه فى وسط هذه الأجواء لم ينس مصر الحبيبة، وما تمر به من أزمات فقال: بينى وبينك حلم يستاهل نرويه لآخر نبضتين فينا جايز يكون تحقيقه مش ساهل لكن وصولنا لشطه يكفينا ماتفتحيش لعذابنا ألف طريق وماتخنقيش فينا البراح بالضيق فاضل أمل جوانا لسه برىء لو ضاع مافيش غيره يدفينا. والآن أتركك مع تلك الأبيات التى عطر بها فضاءنا الصاخب: لو ما انكتبش اننا نحضر وقوف عرفة تكفينا نيتنا ف الحج بقلوبنا ممكن ساعتها تروح روحنا لمزدلفة وتشهد الجمرات بإننا توبنا نلبى ونكبّر ونقرّب المسافات ندعى ونستغفر ع الفتنة والخلافات رب العباد قادر يستر عيوب ما فات وبرحمته يجعل .. الجنة مكتوبنا الحج هجة روح من الخداع والزور زادها الخضوع لله ولا جاه ولا ثروة توبة ضمير مجروح بيتغسل بالنور رافع إيديه لمولاه ما بين صفا ومروة ف روحته وف جيته يتوضى من زمزم سلم مصير دنيته للواحد الأعظم وبيدعى فى آخرته يشفع نبى أكرم مين غير إله منّان يرجّعه مجبور أياك يُغرك نفخة ولا جعير ربك وضع فى الضُعفا سر كبير القوة لو بالجتة والعضلات ماكنتش قطمت قشة ضهر بَعير ألجأ إليه مكسور بشتد بيه عودى وان تاهت الخطوة يهدينى لطريقى واخضع بقلب ذليل وابكيله ف سجودى يملانى ضى رضاه ويبل بيه ريقى مافيش وجع بيدوم على حاله غير لما روحك تبقى سامحاله لو عشت خايف م الوجع يهزمك ح تلاقى تانى الخطوة رايحاله يارب مش طالب غِنى ولا بيت أنا راضى بالمقسوم ولو فتافيت كل اللى باحلم بيه جَميل سترك توهبنى بيه القوة والتثبيت