قالت صحيفة الفايننشيال تايمز، إن الأمير القطرى الشيخ حمد بن خليفة آل ثان، قام بزيارة تاريخية الثلاثاء لقطاع غزة، فى إشارة جديدة إلى طموح الدولة الخليجية لقيادة المنطقة، وسط صعود قوى الإسلام السياسى فى الشرق الأوسط. وفى زيارته، كأول حاكم يزور القطاع المكبد بالفقر منذ سيطرة الحركة الإسلامية المسلحة عليه فى 2007، تعهد الشيخ حمد بمساعدات تصل إلى 400 مليون دولار لإنشاء طرق جديدة ومبان سكنية وتنفيذ خطة لتنمية البنية التحتية. ورجحت الصحيفة أن تثير هذه الزيارة غضب الولاياتالمتحدة التى تحتفظ بقاعدة عسكرية فى قطر، كما أنها أثارت بالفعل انتقادات إسرائيل والسلطة الفلسطينية. غير أن الصحيفة تعتبرها محاولة من حمد لتذكير العالم بطموح قطر لاحتلال دور رئيسى فى السياسات الإقليمية. وقد وصفت حركة حماس الزيارة بأنها "انتصار" ينهى الحصار السياسى والاقتصادى على غزة. وتشير الصحيفة إلى أن قطر تعرف بسياستها الخارجية المستقلة، والتى تجمع بين العلاقات الطيبة مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل، ومن الجانب الآخر تدعم الجماعات المناهضة للدولة اليهودية. وقد سمحت ثروتها الواسعة وصادراتها الكبيرة من الغاز الطبيعى لتصبح لاعباً بارزاً فى الاقتصاد العالمى وكذلك على الساحة الإقليمية. وتضيف أنه منذ اندلاع الانتفاضات العربية العام الماضى، وتستغل قطر نفوذها المالى والنشاط الدبلوماسى لتشكيل تحالفات مع الإسلاميين فى المنطقة، بدءاً من الإخوان المسلمين فى مصر حتى قوات التمرد فى سوريا، حيث تحاول الدوحة وضع نفسها كنقطة ارتكاز للحركة السياسية التى يعتقد أنها ستساعد على تحديد الجيل القادم من السياسة فى الشرق الأوسط. ومع ذلك تقول الصحيفة، إن هناك حالة من الارتياب فى أنحاء المنطقة إزاء نوايا قطر ودعمها الواضح للجماعات الإسلامية المتشددة فى بلدان عديدة. وقال وزارة الخارجية الإسرائيلية، إنه من الغريب أن يتخذ أمير قطر جانبا واحدا فى الصراع الفلسطينى الداخلى، وحذرت حنان عشراوى، عضو اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية، أن هذه الزيارة قد تستغلها حماس بطريقتها الخاصة وتفصل غزة عن الضفة الغربية. غير أن دبلوماسى إقليمى قال إن زيارة حمد تهدف لتعزيز دور قطر كوسيط إقليمى من شأنه أن يجمع الفصائل الفلسطينية المتناحرة معا.