اتفق المندوبون الدائمون لجامعة الدول العربية فى ختام اجتماعهم التشاورى، اليوم، بالجامعة العربية على مسوده مشروع "إعلان القاهرة" وسيتم عرضها فى منتصف شهر أكتوبر الجارى على الجانب الأوروبى خلال اجتماع عربى أوروبى مشترك فى بروكسيل. وقال السفير خالد زيادة مندوب لبنان الدائم لدى جامعة الدول العربية ورئيس الاجتماع أنه جرى خلال اجتماع اليوم نقاش تفصيلى حول جميع البنود التى تضمنها البيان الختامى المنتظر صدوره من الاجتماع الوزارى العربى الأوروبى الذى سيعقد فى القاهرة يوم 13 نوفمبر المقبل بحضور ممثلة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى كاترين أشتون والأمين العام لجامعة الدول العربية دكتور نبيل العربى. وأكد زيادة أن جميع مواد البيان تأتى فى ضمن سقف القرارات التى تم الاتفاق عليها فى اجتماعات وزراء الخارجية العرب، لافتا إلى أنه تم اختصار بعض البنود التى يتناولها البيان الختامى، خاصة فيما يتعلق ببند مكافحة الإرهاب. ويتضمن مشروع قرار "إعلان القاهرة" توقيع بروتوكولات تعاون مشتركة فى مجالات التعليم والتعاون الثقافى، وتمكين المرأة والشباب والجوانب القانونية والمساعدات الإنسانية والبحوث وإدارة الأزمات والعملية الانتخابية والطاقة والبيئة، وتعزيز التعاون بين منظمات المجتمع المدنى الأوروبية والعربية وعقد اجتماعات دورية وإنشاء آلية دائمة للتشاور والتى من شأنها أن تسمح بالتوأمة والتواصل وتبادل الخبرات. وسيشيد "إعلان القاهرة" بالنجاح الذى تحقق فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية التى تمت فى تونس ومصر وليبيا والتى جرت فى جو تسوده المصداقية والشفافية والنزاهة، فى ظل أول تجربة ديمقراطية حقيقية تجرى فى هذه الدول تحقيقا لرغبة شعوبها وطموحاتها فى إقامة نظام سياسى قائم على الحرية وتداول السلطة، وضرورة التعاون لإبرام معاهدة دولية لمحاكمة من يقوم بازدراء الأديان ورموزها. كما سيدعو الوزراء كافة المجتمعات الإنسانية إلى التسامح والتفهم، كما طالبت كل من تأذوا من التعرض لرموزهم الدينية إلى ضبط النفس واتباع الأساليب السلمية فى التعبير عن رفضهم لهذه الأعمال الشائنه، وتشجيع مزيد من الحوار والتفاهم بين الشعوب واحترام خصوصيتها الدينية والثقافية، والمشاركة بفاعلية فى المبادرات الإقليمية والدولية الهادفة إلى تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان والتسامح. ويؤكد البيان مطالبة إسرائيل بالانضمام لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية كدولة غير نووية، وأن تضع كافة منشآتها النووية تحت الرقابة الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، معربين عن قلقهم من تأثير الأسلحة النووية على الأمن والاستقرار فى المنطقة. أما بخصوص القضية السورية فسيتفق الجانبان على ضرورة الانتقال السريع نحو المسار السياسى وفقا للمطالب المشروعة للشعب السورى بأسرع وقت لتجنب سوريا مخاطر الانزلاق، نحو سيناريوهات الفوضى والحرب الأهلية، وتوفير كافة أشكال الدعم لمهمة الأخضر الإبراهيمى المبعوث الأممى المشترك. وطالبت الأردن بضم فقرة فى البيان بضرورة حث المجتمع الدولى على تقديم كافة أشكال الدعم لدول جوار سوريا ومساعدتها فى تحمل أعباء استضافة أعداد متزايدة من اللاجئين السوريين. كما سيرحب إعلان القاهرة بنتائج مؤتمر المعارضة السورية الذى عقد بالقاهرة فى يوليو الماضى تحت رعاية الجامعة العربية، وضم جميع أطياف المعارضة السورية والتى وافقت على وثيقتى "العهد الوطنى" و"الرؤية السياسية المشتركة لملامح المرحلة الانتقالية"، لرسم خارطة الطريق وضمان توحيد المعارضة السورية من أجل ضمان انتقال سلمى للسلطة. وحول القضية الفلسطينية سيتضمن البيان الختامى المشترك الدعوة إلى إزالة المعوقات التى تحول دون استئناف عاجل للمفاوضات، وحل جميع قضايا الوضع النهائى بهدف التوصل إلى حل الدولتين، من منطلق أن السلام العادل والشامل والدائم فى الشرق الأوسط أمر حيوى من أجل استقرار المنطقة، وبشكل ضمنى للاعتراف الأوروبى بحق فلسطين فى حدود 1967 أكدت الدول موقفهما بعدم الاعتراف بأى تغييرات لحدود ما قبل 1967 بما فى ذلك ما يتعلق بالقدس، وشددا على موقفهما المشترك بأن المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية، وسيدعو الجانبان إسرائيل إلى وقف أنشطتها الاستيطانية فى القدسالشرقية وباقى الضفة الغربية، وتفكيك جميع المستوطنات المقامة عليها، كما سيتفقان فى ختام الاجتماع على ضرورة مواصلة دعم بناء الدولة الفلسطينية سياسيا وماليا، ودعم عملية المصالحة الوطنية الصومالية التى انطلقت فى جيبوتى برعاية كل من الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقى، كما رحب بانتهاء المرحلة الانتقالية فى الصومال. وأعربا عن تقديرهما للتقدم المحرز من قبل قيادة وشعب الصومال فى إنهائها، بما فى ذلك اعتماد دستور مؤقت واختيار أعضاء البرلمان الفيدرالى الصومالى، فى إطار وحده الصومال، اعتماد برنامج عمل لعامى 2013 – 2014 لتعزيز التعاون فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية، والدعوة لعقد اجتماعين أحدهما لمنظمات الأعمال العربية والأوربية والآخر لمنظمات المجتمع المدنى العربية الأوربية، والاتفاق على عقد اجتماع كل سنتين باستضافة الجامعة العربية والاتحاد الأوروبى بالتبادل لتطوير التعاون المؤسسة وسيكون الاجتماع الثالث فى بوكسيل 2014.