وصف مستشار الرئيس مرسى أحكام الدستورية، بالتى ليست قرآناً.. مؤكد.. لا جدال.. من يمكن أن يساوى أحكام القضاة بأحكام الله؟ لكن تفسيرات الإخوان لأحكام القضاء ليست هى الأخرى كتاب الجلالين أو اجتهاد السيوطى.. كلام الإخوان ليس إجماعا.. إجماع العلماء حجة فى استخراج الأحكام الشرعية وإلزام المسلمين.. الإخوان ليسوا علماء لإلزام المصريين. قال مستشار الرئيس حقًا وأراد باطلاً.. لم يقل أحد إن قضاة الدستورية ينطقون بكتاب مبين.. لكن الدستورية أعلى هيئة قضائية فى البلاد.. والقضاء حقوق.. الليبراليون مختلفون مع الإسلاميين والحرية والعدالة مع الأحزاب.. فما هو فصل المقال؟ من له حق الفصل؟ شرع الله ولاية القضاء رحمة ببنى آدم.. صنف الفقهاء مراتب القضاة فى الولاية لصلاح المجتمعات.. أحكام المحاكم عنوان الحقيقة.. لماذا يميل الإخوان إلى التمسك بوجهات نظرهم وتطلعاتهم باعتبارها سُنة ونوافل؟ يلبسون الحق بالباطل وهم يعلمون؟ كلام مستشار الرئيس ذريعة للطعن فى دستورية الدستورية.. حتى لو الخلاف قانونيًا حول نطاق ولايتها وحدوده.. الخلاف شىء والطعن فى حجية المحكمة.. شىء.. بدأ الإخوان طريق "فتح الذرائع" مبكرًا.. الأصل فى الفقه "سد الذرائع".. يمنع الفقهاء أحيانا "حلال" قد يؤدى إلى حرام.. يضيقون فى الأحكام الجائزة لو أدت إلى فتنة.. أو قلبت الناس على بعض.. لكن الإخوان فتحوا دواليبهم وأخرجوا "شماعات التبرير والتأويل" مبكرا. طعنوا فى الدستورية رغبة فى عودة مجلس الشعب.. سيفعلون ما الإدارية لو حلت التأسيسية.. بعضهم قال: يملك الرئيس إعادة تشكيل التأسيسية، كما هى لو أبطلتها المحكمة.. ليس مهما أن يعيدها الرئيس.. المهم بطلانها لو صدر من القضاء.. ليس هناك ذريعة.. ولن ينفع وقتها مزيد من الجدل. الإخوان يخالفون الجماعة من غير الإخوان.. يطعنون فى القضاء ابتغاء عرض السياسة وكرسى الرئاسة. لماذا يتكلمون عن كتاب الله؟ لم يقارن أحد أحكام القضاء بكتاب الله! كثرت لخبطة الإخوان.. كثرت شماعاتهم وتبريراتهم.. قالوا ما لم يفعلوا.. يكابرون ويتعللون ويدخلون أمورًا فى أمور.. فى الأحكام السلطانية للإمام الماوردى أن ما يصدر عن الحاكم من قول ولو بغير عقد.. فهو عقد.. الولاية عقد.. وبموجب قول الوالى انعقدت للوالى الولاية.. فلو تراجع سقطت، حتى ولو لم يتقاعس.. لا يعترف الفقه الإسلامى بالظروف ولا يعرف التأويلات واللف والدوران والكلام الكثير.. لا يجيز تعليق فشل الوالى على شماعات مختلف ألوانها تسر الناظرين. زاد كلام الإخوان عن صعوبة تنفيذ برنامج المائة يوم.. باقى 5 أيام على محاسبة الرئيس على وعوده.. يقول الإخوان: المشاكل أكبر، والمعوقات أكبر من وعد الرئيس.. وصف المستشار مكى وعد مرسى بحل المشاكل فى مائة يوم بالقاسى.. على الرئيس.. لا يعترف فقه الولاية بأن يأتى ممثل للوالى، ليحل الوالى من عهد قطعه على نفسه وسمعه الناس.. الولاية عقد بعد معاينة نافية للجهالة.. لو اشتريت فيلا فى التجمع الخامس 8 غرف ودورين، واكتشفت أنها 5 ودور واحد يبطل العقد.. لن يستمع القاضى لدفاع البائع حتى لو قال إن الظروف لم تمكنه من إكمال البناء. سيقضى ببطلان العقد.. ممكن يحبس البائع لو "جنجح" وطعن فى حجية هيئة المحكمة.. فى الفقه الإسلامى أمور تسقط ولاية الوالى بعد أن تمت.. أهمها فساد قوله.. وعدم تمام الفعل.. والخلاف مع الرعية فى التأويل.. من الشروط أيضًا بطانة السوء.. ومجالسة الوالى للئام.. لا يعرف الامام المواردى شيئا اسمه "أصل".. فقه الولاية "ما فيهوش أصل"، مثلما القانون "ما فيهوش زينب". لو تواتر المصريون على مكتبات الأزهر لشراء الأحكام السلطانية للمواردى.. لا نفضح الإخوان.. وقتها سيطعن ألف محام مما يعدون على أهلية الإمام المواردى.. سيظهر منهم من يقتدى بالإمام سفيان الثورى.. مع أن الثورى لم يتكلم فى فقه الولاية.. إلا قليلا.
