أكد الناقد محمود الربيعى، أنه متشائم بالنسبة لمستقبل الشعر خاصة إذا كنا نعترف بالصيغة الحالية منه، وقال إن المشكلة حاليا أن الشعراء اكتفوا أن يكونوا رد فعل لما تعرض الحياة، وليس لدينا شاعر أعاد نبش الحياة لا فى اللغة ولا الخيال. جاء هذا فى المائدة المستديرة التى عقدت اليوم، الأربعاء، فى ختام ندوات ملتقى الشعر العربى والمعنونة ب"الشعر والمستقبل"، وتساءل كيف يراهن البعض على التكنولوجيا ونحن لم نصنعها؟، وأكد على ضرورة أن يكون لدينا حوارا صريحا حول التعليم، وحول الحريات فى الثقافة وفى الشعر. وقال الشاعر فاروق شوشة إن تطور الشعر العربى مرهون بتطور اللغة، ونحن لم نعمل مطلقا على تطوير اللغة، فما زالت المعاجم تزخر باللغة الميتة، واللغة العصرية لا تحتل مكانا فيها مطلقا مع أن الشاعر يتكئ على اللغة. بينما قلل الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى من أهمية هذا التشاؤم، وقال إن الشعر مازال بخير وسيزال، ودلل على قوله بأن هذه التوقعات ليست وليدة اليوم ولا تعود فقط على ما أعلنه بعض النقاد المصريين بتراجع الشعر، وإنما هذا السؤال طرح فى القرن الثامن عشر حيث توقع البعض أن العقلانية ستقضى على الشعر، ولكن هذا لم يحدث ولن يحدث حتى لو حدث للشعر انحسار. بينما أشارت الناقد السعودية أشجان الهندى إلى أن الشاعر فى الماضى كان يستشرف المستقبل، مؤكدة أن مستقبل الشعر ينبع من الحرية داخل النص، بمعنى أن تكتب نصا حاضرا وفى نفس الوقت الغائب فيه أكثر من الحاضر، ودعت إلى تسليط الأضواء على الشعر والشعراء خاصة مع وجود هذه المسابقات الشعرية فى التليفزيون والتى تشيع رؤية تقليدية، وهو ما رد عليه الشاعر فاروق شوشة بأن السبب فى هذا جرائم النقاد التى لا تغتفر. وقدم الدكتور عبد الرحيم الكردى رؤيته قائلا إن الميكانيكية التى يجلبها التقدم إذا زادت قل الشعر، ولكن الشعر فى وجهة نظره لا يموت ولو اختفى فى القصيدة سيظهر فى الحياة.
