سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نجاد ل"واشنطن بوست": التهديدات الإسرائيلية لإيران مجرد ضوضاء تحمى بها الدولة العبرية نفسها.. طهران أبدت استعدادا للاتفاق فى المحادثات النووية.. والولايات المتحدة تؤجل القرار حتى بعد الانتخابات
أجرى ديفيد اجناتيوس، الكاتب الأمريكى بصحيفة "واشنطن بوست" مقابلة مع الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد فى نيويورك، التى جاء إليها للمشاركة فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويقول الكاتب إن إيران ربما تكون على خط النيران، إلا أن رئيسها بدا مستعدا للقتال بهدوء أكثر من أى وقت مضى، حيث رفض التهديدات العسكرية الإسرائيلية لبلاده وتوقع عدم حدوث تطور فى المحادثات النووية حتى إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى نوفمبر المقبل. ويتابع اجناتيوس قائلا إن أحمدى نجاد، بدا رابط الجأش برغم التكهنات فى الأشهر الأخيرة بشأن توجيه ضربات عسكرية لبلاده أو الوضع غير المستقر لحليفها بشار الأسد فى دمشق. وبدلا من ذلك، تحدث كثيرا عن السياسة، بما فى ذلك إشارة إلى ما يراه حربا على وعى الرأى العام الأمريكى. وبينما أعرب أحمدى نجاد عن استعداده للتفاوض حول عدد من الموضوعات، إلا أنه عاد التعميم عندما تم الضغط عليه بشأن التفاصيل، وكانت نبرته هادئة حتى فى مناقشة الصدام المحتمل مع إسرائيل. وفيما يتعلق بإسرائيل، قال الرئيس الإيرانى: "إننا بشكل عام لا نأخذ قضية الإسرائيليين والمخاطر المحتملة القادمة منهم على محمل الجد.. بالطبع ربما يودوا أن يجدوا طريقة لخلاصهم بإحداث الكثير من الضوضاء وإثارة المخاطر من أجل أن يحموا أنفسهم، لكنى لا أعتقد أنهم سينجحون". وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان يخادع فى تهديداته بضرب المنشآت النووية الإيرانية، قال الرئيس الإيرانى إنه يوافق على تلك الرؤية ويؤكد أن هذا التحليل يعبر عن توافق مشترك. ويرى أجناتيوس أن الثقة بالنفس التى عبر عنها الرئيس الإيرانى فى المقابلة هى جزء من الأسلوب، فلا يوجد سياسى يريد أن يبدى ضعفا أمام خصومه. إلا أنه فى هذه المقابلة، الثالثة التى يجريها الكاتب مع أحمدى نجاد، تولد لديه إحساس بأن الرئيس الإيرانى يؤمن حقا بأن العالم يمضى فى طريق إيران، وهو يرى أن أمريكا تواجه انتكاسات فى جميع أنحاء العالم الإسلامى فى حربى العراق وأفغانستان وأخيرا فى تعاملها فى الثورات العربية. والحلفاء المقربون من أمريكا مثل الرئيس السابق حسنى مبارك قد رحلوا، ولا يزال أحمدى نجاد باقيا. وفيما يخص المفاوضات النووية التى تجريها إيران مع القوى الدولية، قال إحمدى نجاد إن إيران كانت ترغب فى الوصول إلى اتفاق للحد من مخزونها من اليورانيوم المخصب، إلا أن ألمح ضمنا إلى أن إدارة أوباما تريد إبطاء المفاوضات حتى إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية من أجل تجنب التنازلات التفاوضية التى قد تحرج الرئيس. وقال أحمدى نجاد: "لقد كنا دائما مستعدين ونحن مستعدين للاتفاق الذى سيحد من مخاوف المجموعة الدولية، إلا أن التجربة أثبتت أن القرارات المهمة والرئيسية لا يتم اتخاذها فى الولاياتالمتحدة فى الفترة التى تسبق الانتخابات". وفى الشأن السورى، قال الرئيس الإيرانى إن طهران تتطلع للمساعدة فى التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال فى سوريا، وأعرب عن دعمه للانتخابات الانتقالية التى تسفر عن تشكيل حكومة جديدة. وردا على سؤال حول ما إذا كان الرئيس بشار الأسد يمكن أن يكون مرشحا، قال إن هذا الأمر يقرره السوريون. وهو ما يراه اجناتيوس استمرار سياسة إيران فى دعم الأسد. ولفت الكاتب فى النهاية إلى أن انتهاء فترة أحمدى نجاد فى الحكم ستكون العام المقبل، ومن ثم فإن هذه ربما تكون آخر زيارة له لنيويورك من الناحية النظرية، لكن من خلال حديثه، بدا من غير المرجح أن سيختفى من الساحة السياسية الإيرانية أو من الساحة العالمية دون قتال.