قال مكتب كاثرين أشتون مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى، إن آشتون ستلتقى بكبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلى فى اسطنبول اليوم الثلاثاء، وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إن التوصل إلى حل سياسى للخلاف بشأن برنامج طهران النووى لا يزال ممكنا. وقال يوكيا أمانو مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة يوم الاثنين، أيضا إن الوكالة ستجرى المزيد من المحادثات مع إيران بهدف تبديد مخاوف الغرب من أن تحاول إيران صنع أسلحة نووية. ومن المقرر أن تلتقى أشتون مع جليلى فى اسطنبول "فى إطار الجهود المستمرة للتواصل مع إيران" عقب محادثات بين القوى العالمية وإيران فى موسكو فى يونيو حزيران، والتى فشلت فى إحداث انفراجة فى النزاع بشأن برنامج طهران النووى. وأضافت المتحدثة "مع أنها ليست جولة مفاوضات رسمية إلا أن الاجتماع سيكون فرصة للتأكيد من جديد لإيران على الحاجة لاتخاذ خطوات جادة وعاجلة لبناء الثقة"، ولإبداء مزيد من المرونة تجاه مقترحات تقدمت بها القوى العالمية فى محادثات سابقة. وبعد عدة أسابيع من محادثات موسكو التى باءت بالفشل قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، إن "الاقتراحات المقدمة حتى الآن من إيران فى إطار مفاوضات مجموعة محكوم عليها بالفشل." وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إن الغرض من لقاء أشتون وجليلى هو بحث ما إذا كان الإيرانيون عازمين على تقديم اقتراحات جديدة. وذكرت نولاند للصحفيين فى واشنطن "تلك هى المسألة المطروحة أمامنا، قلنا بوضوح إن ما طرحوه (الإيرانيون) كان محكوما عليه بالفشل. فهل هم مستعدون لطرح أى شىء جديد؟" وأضافت أنه من المتوقع أن تلتقى القوى الكبرى - وهى الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى جانب ألمانيا فى نيويورك فى وقت لاحق الشهر الجارى على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث الملف الإيرانى. وفى الوقت الذى توقفت فيه الجهود الدبلوماسية لحل الخلاف بشأن البرنامج النووى الإيرانى، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو الولاياتالمتحدة بوضع "خطوط حمراء" لا تتجاوزها إيران وإلا ستواجه إجراءا عسكريا. ورفضت الولاياتالمتحدة اتخاذ مثل هذه المبادرة رغم أنها وإسرائيل، قالتا إنهما تحتفظان بحق التحرك العسكرى إذا اقتضت الضرورة ذلك. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الاثنين، إن طهران تشكل خطرا لا على إسرائيل وحدها وإنما العالم أجمع. وتابعت فى مؤتمر صحفى فى برلين "أدعم التوصل لحل سياسي... وأعتقد أننا لم نصل إلى المرحلة التى يكون فيها البحث عن حلول سياسية قد استنفد." وقال أمانو فى الاجتماع السنوى للدول الأعضاء فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن الوكالة "ملتزمة تماما" بتكثيف الحوار مع الجمهورية الإسلامية. ولم يحدد موعدا لجولة جديدة محتملة من المحادثات التى بدأت فى يناير كانون الثانى، بين مسئولى الوكالة وإيران بهدف تهدئة المخاوف من احتمال سعى طهران لامتلاك قدرة على تصنيع أسلحة نووية وهو ما تنفيه إيران، وكان آخر اجتماع بينهما فى أغسطس. لكن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسى دوانى، اتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بخبث النية وسوء الإدارة ملمحا إلى احتمال أن تكون قد تعرضت للاختراق على أيدى "إرهابيين ومخربين". وقال أيضا خلال الاجتماع السنوى للدول الأعضاء بالوكالة، إن "دولا معينة" تؤثر على الوكالة فى إشارة واضحة إلى خصوم إيران من الدول الغربية. وتحاول الوكالة الوصول إلى اتفاق إطار مع إيران يسمح للوكالة ومقرها فيينا بمواصلة تحقيقاتها المتعثرة منذ فترة طويلة بشأن أبحاث يشتبه أن الجمهورية الإسلامية تجريها فيما يتعلق بتصنيع قنبلة نووية. وقال أمانو مشيرا إلى مثل هذا الاتفاق "سنواصل المفاوضات مع إيران بشأن اتجاه منظم لحل كل القضايا القائمة".