الحلم الذى كان مستحيلا وبعيد المنال فى أن تتعلم القراءة والكتابة، تحقق بعد أن كانت "أمية"، ولكن مع مرور الأيام تحولت "سامية" إلى شخصية معروفة بين أبناء بلدتها بعد دخولها فصول محو الأمية وإكمالها التعليم حتى حصلت على بكالوريوس التجارة. قصة "سامية" ليست الوحيدة ولكن هناك الكثير من القصص المشابهة، التى شاركت فى مؤتمر جماهيرى بعنوان "من أجل كفر غطاطى 2013 بلا أمية"، والتى عقدها شباب مبادرة "كفر غطاطى 2013"، بحضور كبار وأهالى القرية للقضاء على الأمية. وتعد هذه هى المرة الأولى التى يعقد فيها مؤتمر شعبى ليناقش قضية مثل محو الأمية بحضور أهل البلد أنفسهم، كما أنها أيضاً المرة الأولى التى يتجمع من خلالها أهالى قرية كفر غطاطى من أجل قضية قومية، وليس من أجل دعاية انتخابية أو ما شابه. الشيخ محمود أبو رواش، الداعية الإسلامى والمشرف على بعض مساجد قرية "كفر غطاطى"، بدأ حديثه لأهالى القرية بتشجيعهم على ضرورة الحضور والاستمرار فى فصول محو الأمية. وحكى قصة سيدة دخلت فصول محو الأمية وبعد أن حصلت على الشهادة الابتدائية فالإعدادية ثم الثانوية والتحقت بعد ذلك بالجامعة، حتى أنها كانت تحضر رسالة الماجستير و أكد للحاضرين من أهالى القرية أنه طالما الإنسان على قيد الحياة فلا وجود للمستحيل. الحاج محمد السنوسى، سكرتير محافظ الجيزة الأسبق، أكد أيضاً، دعمه للمشروع ومثل تلك المشاريع التنموية وأنه سيعمل على توفير أماكن إضافية لفتح الفصول. العميد فتحى مبروك، عميد على المعاش بالقوات المسلحة، ألقى كلمة جمعية تنمية المجتمع المحلى، حيث أعلن عن دعمه لمشروع محو الأمية وحرصهم على مساعدة المتطوعين لأنهم جاءوا لخدمة أهل البلد، ويجب أن يقف الجميع بجانبهم دون أن ينسب أحد لنفسه هذا الأمر فهذا خير للقرية بأكملها والله عز وجل هو من يكافأ وليس أى عبد. كما أعرب عن تمنيه أن ترتفع أعداد الدارسين والدارسات فى فصول محو الأمية من 200 إلى 500 فى أسرع وقت، ودعا الحاضرين إلى تشجيع غيرهم ممن لم يحضروا للاشتراك فى فصول محو الأمية، فكل شىء مجانا ولا يوجد سبب يمنعهم من الاشتراك. الشيخ معوض، رئيس الجمعية الشرعية بكفر غطاطى، أكد فى كلمته، على أن مساجد الجمعية الشرعية مفتوحه بالكامل فى أى وقت لفتح الفصول ومن أجل إنجاح المشروع كما بين أهمية العلم وحث أهالى القرية على الحضور فى الفصول كما أعلن دعمه الكامل للمشروع. ومن جهته أكد المهندس أحمد سامى، المتطوع بمشروع العلم قوة بصناع الحياة، أن نجاح المشروع قائم على مشاركة أهالى الكفر بفاعلية، مشيراً إلى أن عدد الدارسين فى الفصول حتى الآن تخطى ال220 دارس ودارسة والعدد فى زيادة مستمرة، كما سيتم تخريج المجموعة الأولى خلال أسابيع قليلة. وأوضح أن محو الأمية هو محور واحد من ضمن محاور عديدة تعمل عليها مبادرة كفر غطاطى 2013، من أجل إحداث تنمية شاملة للكفر قبل نهاية عام 2013، مشيراً إلى أن كل من يعمل فى هذه المبادرة ينحى انتماءه السياسى جانبا، من أجل خدمة أهالى الكفر وإحداث نموذج تنموى شامل قابل للتطبيق فى كل القرى المصرية بعد ذلك. كما سرد قصة "سامية" التى درست بأحد فصول محو الأمية ولم يكن أحد يعرفها وبعد دخولها فصول محو الأمية والحصول على الشهادة، لم تكتف بذلك وحسب بل أكملت تعليمها وحصلت على الشهادة الإعدادية ثم أكملت الطريق حتى دخلت كلية التجارة وتخرجت والآن سامية فى منطقتها هى الأستاذة سامية، وكل من لديه مشكلة يذهب إلى سامية الآن لتصبح بمثابة عمدة المكان. عم سعيد، أحد الدارسين بفصول محو الأمية والذى حصل على شهادته وجاء خصيصا من الكوم الأخضر ليحكى تجربته فى فصول محو الأمية لأهالى الكفر لتشجيعهم على الحضور، ذكر فى بداية كلمته كيف تعرف بفصول محو الأمية عندما مر عليه شباب صناع الحياة، وبالرغم من بعض الصعوبات مثل: سخرية البعض ممن يتعلم فى هذه السن إلا أنه أصر على الاستمرار فى الفصول والحصول على شهادة محو الأمية، حتى حصل على الشهادة، وسيكمل تعليمه للحصول على الشهادة الإعدادية. وحكى عم سعيد كيف أصبح الآن يقرأ الرسائل التى ترده على الهاتف دون الحاجة لمساعده من أحد بعد أن كان قبل أن يلتحق بفصول محو الأمية يطلب دائما من الآخرين المساعدة. وتحدثت إحدى الدارسات بفصول محو الأمية بكفر غطاطى وتدعى بدرية عن تجربتها بالمشروع وكيف أنها جاءت إلى فصول محو الأمية لتتعلم وتعلم أولادها، لأنها تركت المدرسة من المرحلة الإعدادية، وبعد حضورها فى الفصول ضمن مشروع العلم قوة أصبحت تعرف الكثير بعد أن كانت لا تعرف، حيث أصبحت تقرأ القرآن الكريم وتذاكر لأولادها. يذكر أن المؤتمر قد شارك فيه أيضاً مجموعة من كبار رجال قرية "كفر غطاطى"، ومن أبرزهم: الحاج صابر عثمان الدربى، بدر زلط، رئيس جمعية تنمية المجتمع المحلى بكفر غطاطى، الشيخ أحمد الشحات، الإمام والخطيب ومحفظ القرآن الكريم بالقرية.
