أعلن ممثل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين بالأردن اندرو هاربر أن 59 لاجئا سوريا فقط عبروا إلى الأراضى الأردنية فجر أمس "السبت"، وأن معظمهم من الرجال. وبرر هاربر، فى تصريح صحفى اليوم، الأحد، هذا الانخفاض فى عدد اللاجئين، واقتصاره على الرجال بدون عائلاتهم، لاحتمال إغلاق الحدود من الجانب السورى، مشيرا إلى أنه تم تدفق 800 شخص فى نهاية الأسبوع الماضى. ووصف هاربر الوضع فى مخيم "الزعتري" للاجئين السوريين بمحافظة المفرق بأنه ليس سهلاً، ولكن يجرى العمل على تحسينه أمام الفارين من بلادهم، لافتا إلى أن اللاجئين بداخل المخيم تجاوز 31 ألفا، فيما بلغ عدد الذين تم تكفيلهم 106 لاجئين، مشيرا إلى أن اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية، ومن هم بانتظار التسجيل تجاوز 85 ألفا. وقال هاربر إنه يوجد الآن فى مخيم "الزعترى" 240 وحدة جاهزة (كارفان) تم نقل بعض المقيمين بالخيم داخل المخيم إليها، مؤكدا ضرورة العمل لاستبدال الخيام الموجودة بوحدات خصوصا مع قرب حلول فصل الشتاء ما يجعل معاناة المقيمين بالمخيم أكبر، مشيرا إلى أن المفوضية لا تزال فى انتظار المنحة السعودية بتقديم 2500 وحدة ليتم تركيبها فى المخيم، وتبلغ قيمة الوحدة حوالى 2500 دينار. (الدولار الأمريكى يساوى 708,0 دينار أردنى). وكانت المفوضية قد أشارت إلى أن التذبذب فى وتيرة التدفق للاجئين السوريين إلى الأردن لا يزال قائما، وغير واضحة أسبابه، وفى الأيام الأخيرة وصلت الأعداد لأرقام كبيرة تجاوزت الثلاثة آلاف شخص فى اليوم الواحد. من ناحية أخرى، قال مدير الاتصال والإعلام فى منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف" بالأردن سمير بدران، إن الفصل الدراسى الأول للأطفال داخل مخيم "الزعترى" سيبدأ مطلع الشهر المقبل، حيث تم تخصيص جزء من الساحة المنْوى إنشاء المدرسة عليها قريبا بمنحة من مملكة البحرين بوضع خيام لبدء عملها بصفوف دراسية تبدأ من الصف الأول الأساسى إلى التوجيهى بمدرسين ومناهج أردنية. وأوضح أن عملية تسجيل الأطفال مستمرة، مشيرا إلى أن العدد الكلى الحالى للأطفال السوريين فى سن المدارس داخل المخيم يبلغ 5 آلاف طفل، لافتا إلى أنه بالنسبة للطلبة الموجودين فى المدن تم الاتفاق مع وزارة التربية والتعليم الأردنية على أن يدخلوا المدارس حسب الأماكن المتواجدين فيها، مثل "إربد" و"الرمثا" و"المفرق"، وسيتم إضافة غرف صفية حسب الاحتياج لمنع الاكتظاظ داخل تلك المدارس. وقال بدران: إن المنظمة ستتولى عملية الكتب والقرطاسية، وغيرها للطلبة السوريين كما ستكون الجهة التى ستدفع رواتب المعلمين، وذلك وفق الاتفاقية مع وزارة التربية والتعليم. وأشار إلى أنه تم نقل ملف الطلبة من الفئة الجامعية فى المخيم إلى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"لإيجاد آلية لإعادتهم للدارسة، واقترحت اليونيسيف أن يتم تعليمهم عبر الإنترنت، وذلك بعمل مقطورة خاصة ومجهزة، ليتمكن الطلبة من استكمال دراستهم. على صعيد آخر، قال الناطق الإعلامى والمنسق العام لشئون اللاجئين السوريين فى الأردن أنمار الحمود، إنه تمت إعادة 194 لاجئا سوريّا إلى بلادهم أمس بناء على رغبتهم الشخصية، مؤكدا أنهم أبدوا رغبتهم فى مغادرة الأردن والعودة إلى الأراضى السورية دون أى ضغط أو إبعاد، مشددا على أن المملكة ترحب بجميع اللاجئين السوريين، ولم تتخذ قراراً بإبعاد أى شخص منهم على الإطلاق. وأشار إلى أن عدد اللاجئين المقيمين فى المخيم بلغ 31 ألفاً و500 لاجئ سورى يتم تأمين احتياجاتهم من الأطعمة والمياه بشكل مستمر، مؤكدا أن الوضع فى المخيم مريح أكثر من السابق رغم صعوبة الأوضاع. ولفت إلى أن الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، بالتعاون مع عدد من المنظمات الدولية جهزت أكثر من 300 مطبخ داخل مخيم "الزعترى" سيتم افتتاحها الأسبوع الجارى ليتمكن اللاجئون من تجهيز طعامهم بأنفسهم وفى الأوقات التى يريدونها، مبينا أن تلك المطابخ ستكون مجهزة بالأطعمة والمواد التموينية التى يحتاجها اللاجئ لتأمين احتياجات أسرته. وكان عشرات السوريين قد تظاهروا أمس أمام مكاتب منظمة الغذاء العالمية بالمخيم، للمطالبة بتحسين وجبات طعام الغداء المقدم لهم، حيث قاموا بوضع وجبات طعام الغذاء فى كومة كبيرة، مطالبين العاملين بمكاتب المنظمة بصرف وجبات أخرى، بدلا عن تلك التى لا تستهوى أذواقهم. على صعيد آخر، زار وفد من المؤسسة الليبية للإغاثة الدولية، برئاسة العقيد طيار عبد الناصر بوسنينة مخيم "الزعترى"، حيث التقى مدير المخيم محمود العموش الذى قدم للوفد شرحا عن أوضاع اللاجئين السوريين بالمخيم. ويشار إلى أن 4 طائرات شحن قدمها الشعب الليبى تحمل مساعدات تشمل ملابس وأحذية للاجئين السوريين فى مخيم "الزعترى"، وصلت منها 3 طائرات، تم إنزال حمولتها وإدخالها لمستودعات الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية فى المفرق، فى حين ستصل الطائرة الرابعة للأردن اليوم.
