أجلت محكمة باكستانية لمدة أربعة أيام البت بإمكانية إطلاق سراح فتاة مسيحية متهمة بالإساءة للإسلام، لقاء كفالة فى قضية أثارت انتقادا دوليا. ودأب القاضى محمد عزام خان على تأجيل إجراءات الكفالة للمتهمة ريمشا مسيح بشكل متكرر بعد إلقاء القبض عليها الشهر الماضى بتهمة إحراق أوراق كتب عليها آيات من القرآن فى انتهاك لقانون التجديف الباكستانى والذى يعاقب بالموت.وأجل القاضى خان جلسة الاستماع إلى السابع من سبتمبر تجاوبا مع طلب محام يمثل حماد مالك وهو جار ريمشا الذى قام بالادعاء عليها أولا. وقال المحامى راو عبد الرحيم انه لا يجب عقد جلسة استماع فى القضية تضامنا مع الإضراب الذى تنظمه جمعية بار الحقوقية فى مقاطعة البنجاب، وهى اكبر منظمة من نوعها فى البلاد تضم كبار المحامين. أما راجا إكرام محامى ريمشا فقال إن القضية ضد موكلته انهارت بالكامل. وأضاف إكرام بعد إعلان التأجيل أن "الادعاء فشل تماما، ولم يعد هناك شيىء يذكر فى هذه القضية". والسبت أوقف الشرطة رجل الدين المسلم الذى قام بتسليم الأوراق المحروقة إلى العدالة بعد أن قال نائب له واثنان من مساعديه انه قد عبث بالأدلة المقدمة.وكشف هؤلاء أن حفيظ محمد خالد الشيشتى دس أوراقا من القرآن بين الأوراق المحروقة التى احضرها احد الشهود اليه من اجل تضخيم الدعوى ضد ريمشا. وطالب ناشطون بإطلاق سراح ريمشا فورا ودون إبطاء. أما شاومان الفرد جيل الناطق باسم ائتلاف كل أقليات باكستان (ابما) فقد قال لوكالة الصحافة الفرنسية "يجب إطلاق سراح ريمشا حالا. الأدلة تم البرهان على زيفها، لذا لا موجب للإبقاء عليها خلف القضبان بعد الآن". وبحسب تقارير طبية تبلغ ريمشا من العمر أربعة عشر عاما وقواها العقلية اقل من عمرها الفعلي، وبعض التقارير تحدثت عن إصابتها بمتلازمة داون. وعبرت الحكومات الغربية عن قلقها بشأن اعتقال ريمشا بينما طالبت جماعات حقوق الإنسان باكستان بإصلاح التشريعات المتعلقة بقوانين التجديف فى هذا البلد والذى كما يتم استغلاله لتصفية حسابات شخصية.وعام 2011 تم اغتيال السياسى سلمان تيسير ووزير مسيحى فى الحكومة هو شهباز بهاتى بعد مناداتهم بإصلاح هذا القانون.
