ترتبط أزمة تلوث المياه فى معظم المحافظات المصرية بشكل رئيسى بما تعانى منه محطات وشبكات التنقية فى مصر من تهالك يؤثر على عمليات المعالجة التى تتم على مياه الشرب. ووفقا لتقرير الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء لعام 2011، فإن إجمالى محطات المياه الموجودة فى المحافظات يبلغ 2075 محطة، وتحصل محافظة القاهرة على النصيب الأكبر من نسبة إنتاج المياه، حيث توجد بها 14 محطة تنتج نسبة %21، فى حين يوجد فى محافظة الجيزة 100 محطة تنتج نسبة %14. وبالرغم من هذا العدد من محطات المياه، فإن الخبراء أكدوا أن أزمة التلوث لن يتم إنهاؤها إلا بمعالجة حالة التهالك فى معظم شبكات التنقية التى يزيد عمر بعضها على 50 عاما. وهو ما أكدته المهندسة زينب منير، رئيس الجهاز التنفيذى لمياه الشرب والصرف الصحى، التى قالت إن المشكلة الأساسية لدينا فى شبكات المياه وليس المحطات، لافتة إلى أن بعض الشبكات أصبحت متهالكة لأنها موجودة منذ أكثر من 50 عاماً دون أن يتم تجديدها خاصة فى القاهرة. وأوضحت أن هذه الشبكات المتهالكة من الممكن أن تكون أحد أسباب تلوث المياه، لأنها تؤثر على عمليات التنقية والمعاجلة التى تتم لمياه الشرب. وأضافت منير ل«اليوم السابع» أن الميزانية التى توفرها الدولة تخصص للمشروعات الجديدة، لكن لا يتم تخصيص جزء من الميزانية لمعالجة الشبكات المتهالكة أو إحلالها وتجديدها. وعن مدى إمكانية زيادة عمليات المعالجة للمياه، قالت «منير» إن عمليات التنقية والمعالجة تتم بشكل واحد فى جميع المحطات، معتبرة أن المشكلة عادة ما تكون فى مصدر المياه وليس مراحل التنقية التى تمر بها، فمثلا بالنسبة لمياه الآبار فى حالة أن تكون ملوثة مهما مرت بمراحل تنقية ستظل بها نسبة من التلوث. وأوضحت أن الاحتياج لتجديد محطات المياه خاصة فى محافظة الجيزة وفى الحوامدية، لافتة إلى أنه تم تقديم طلب لتوسيع وتجديد المحطات فى هذه المناطق تحديدا. فى حين قال محيى الصيرفى، المتحدث الرسمى باسم وزارة المرافق، إن المشكلة تتمثل عادة فى مياة الآبار، لأن نسبة الحديد والمنجنيز فيها مرتفعة جداً، وتحتاج إلى أن تمر بمراحل تكلفتها عالية، ولذلك نعتمد على زيادة الكلور فى المياه، وهو ما يتسبب فى تغيير لونها.