توزيع الألقاب على الناس فيما بينهم يجعل الأمور دائماً مختلطة، فلا عجب أن تسمع كلمة "البشمهندس" ينادى بها أى شخص. من المفترض أن هذا اللقب ننادى به خريجى كلية الهندسة بعد خمس سنوات من سهر الليالى، وإنما يكون من نصيب أى شخص ينجز مصلحة خاصة بنا، وهو يمثل الدفعة التى تجعل "الصنايعى" يشعر بقيمة نفسه أمامنا وأنه متميز، سواء كان هذا الشخص سباك أو ميكانيكى أو نقاش. فهذا اللقب لم يعد يخص طلاب كلية الهندسة كما كان سابقاً، يطلق على الطالب الذى يحمل مسطرة حرف "تى" ومثلث وما إلى ذلك من الأدوات التى تصاحبه فى طريقه للحصول على لقب باشمهندس، فيكفى فى زمننا هذا مفتاح 10 وصمولة وتاكسى أو لمبة لكى يفوز بهذا اللقب. والمفاجأة عندما تقرر أنك سوف تعطى كل واحد حقه وتجازف وتقرر أن تنادى الميكانيكى أو السباك أو الكهربائى بلقبه المعتاد، وهو "أسطى"، فتجد بذلك أنك "أوقعت نفسك فى حوار مالوش لازمة" لأن ببساطة الصنايعية وجدوا لأنفسهم فى لقب "باشمهندس" مكافأة على الخدمات التى يقدمونها لك. ولا شك سوف تفقد أعصابك، خاصة إذا كنت طالباً بكلية هندسة أو "ربنا وفقك" ووصلت إلى بر الأمان وتخرجت بعد 5 سنوات، وتجد أن شخصاً ما يثنى عليك فى عملك ويقول "حلو كده.. تمام قوى كده يا عسلية" ويرفع ضغطك أن نفس هذا الشخص يقول لسائق الميكروباص "يا هندسة". ولهذه الأسباب وفى محاولة لرد الاعتبار رفع طلبة كليات الهندسة على مستوى الجمهورية شعار "مش كل مهندس.. يبقى باشمهندس"، اعتراضاً على استخدم كلمة باشمهندس لكل من "هب ودب"، فيقول عبد العزيز محمد (20 سنة)، إنه يغضب جداً عندما يسمع والدته تقول لعامل النظافة "هتيجى إمتى تاخد الزبالة يا باشمهندس؟"، فهذا شىء لا يمكن أن يتحمله إنسان "بيحس وعنده دم". " لو واحد من اللى فرحانين قوى بكلمة يا باشمهندس فكر يفتح كتاب واحد من كتب هندسة.. والله ليدفع فلوس لناس علشان متقولوش كده"، كما علق أحمد يوسف بعصبية شديدة من ضيقه باستخدام اللقب، الذى تعب حتى يحصل عليه ووجد بعض ذلك أن صاحب أى حرفة يحصل على هذا اللقب، ويضيف ما فائدة شهادة كلية الهندسة اللى متعلقة فى البيت ما أبيع بروازها أفضل واستفيد بثمنه". وتتذكر منى فتحى موقفاً حدث لها مع الميكانيكى عندما غلطت وزل لسانها وقالت "الحساب كده كام يا أسطى؟ "فغضب جداً من هذه الكلمة وشعرت بأنه سيقذفنى بمفتاح عشرة ورد على بعنف" أنا معايا الدبلوم يعنى باشمهندس فى كاااارى مش أسطى ميعرفش يفك الخط!".