◄«التعليم»: ليس لدينا إمكانات لتأمين المنشآت.. واجتماع مع مديرى الأمن لتأمين المدارس خلال المرحلة القادمة لم تسلم المنشآت التعليمية كباقى مؤسسات الدولة، من المشكلات الناتجة عن الغياب الأمنى الذى عانت منه مصر طوال الفترة الماضية والذى أثر سلبا على دورها والوظيفة التى تقدمها، فكما عانت المستشفيات على سبيل المثال من حوادث متكررة إثر هجوم مجموعات من البلطجية عليها، واجهت المدارس بمختلف أنواعها، المشكلة نفسها إلى درجة أثارت الرعب فى نفوس الطلاب وأولياء الأمور على حد سواء ما دفع بعض المؤسسات الحقوقية للمطالبة بتأجيل العام الدراسى لحين استقرار الأوضاع الأمنية. حسام أبوالمجد رئيس الإدارة المركزية للأمن فى وزارة التربية والتعليم، يقول إن الوزارة ليس لديها إمكانيات كافية لتأمين حوالى 45 ألف منشأة تعليمية ولكنها تحاول بقدر الإمكان أن تقدم مجموعة من المقترحات لمديريات الأمن فى المحافظات المختلفة حول كيفية تأمين المدارس، مضيفا: مطلوب من كل مدير مدرسة أن يرسل لمديرية الأمن التابع لها على مستوى المحافظة يطلب منها تكثيف التواجد الأمنى وإيجاد حلول غير تقليدية لحل تلك الأزمة. ويشير أبوالمجد لدور المعلم قديما فى حماية الطلاب قبل أن تصدر الوزارة تعليماتها باقتصار وظيفته على تقديم المادة العلمية وإبعاده عن عملية التأمين والحراسة قائلا: «المعلم قد يكون المسؤول عن عملية مراقبة الطلاب أثناء تناول الوجبات، يمنعهم من التشاجر أو القفز من على أسوار المدرسة ولكن هذا لا يعنى أنه مكلف بحمايتهم وحراستهم». وأكد أبوالمجد أن المسؤولين عن المديريات التعليمية سيجتمعون خلال أيام قليلة مع مديرى الأمن لبحث كيفية تأمين المدارس مع بداية العام الدراسى الجديد حتى لا تتكرر الحوادث التى وقعت الفترة الماضية مرة أخرى. «كل ما أريده أن أشعر بالأمان على أطفالى.. أن أتركهم يذهبون ويجيئون بمفردهم» بهذه الكلمات البسيطة عبرت رانيا أحمد ذات الخمسة والثلاثين عاما عن أمانيها مع بداية العام الدراسى وحلمها بأن ترى أطفالها يعتمدون على أنفسهم فى الذهاب والمجىء من المدرسة دون أن يقصوا عليها يوميا ما رأوه أمام المدرسة من مشاجرات بالأسلحة البيضاء ومضايقات يتعرض لها الصغير والكبير وكل من يمر بشارع مدرسة الشهيد أحمد حمدى فى منطقة مصر القديمة. تتذكر رانيا ما روته لها ذات يوم ابنتها الكبرى «رنسم» ذات ال11عاما، عندما عادت من المدرسة منفجرة فى البكاء لتقص عليها ما حدث من هجوم مجموعة من الشباب ممسكين أسلحة بيضاء مختلفة الأحجام ليداهموا فصولهم الدراسية ويستولوا على تليفوناتهم المحمولة وحينها قررت الأم وغيرها من أولياء الأمور أن يصطحبوا أبناءهم كل يوم إلى المدرسة خوفا عليهم. وتقول رانيا: «يجب تكثيف التواجد الأمنى أمام المدارس لمنع المشاجرات التى تحدث بشكل مستمر أمام عيون الأطفال، وأعتقد أن التواجد الأمنى هذا من خلال تخصيص عربيات شرطة تمر بشكل دورى أمام المنشآت التعليمية فى المناطق الشعبية والراقية على حد سواء، طوال اليوم الدراسى». منى محمد ذات الخمسة والأربعين عاما، قالت إن حوادث السرقة وتشاجر البلطجية عادة ما تحدث فى فترة منتصف الظهيرة، وهى فترة يكثر فيها الطلاب داخل المدارس لتلقى حصص مجموعات التقوية. متذكرة هى الأخرى ما قصه عليها طفلها ذى ال13 عاما عندما هجم بلطجى على زميله أثناء خروجه من المدرسة لشراء بعض الحلوى قبل بدء «المجموعة» لسرقة تليفونه المحمول. مشكلة تواجد البلطجية أمام المدارس، قد تختلف ما بين القرى والحضر، هذا ما أكده ربيع عطية الجزار مدير مدرسة ملوى الثانوية العسكرية بنات بمحافظة المنيا، والذى قال أيضا إن الأمر فى مثل تلك المناطق يعتمد أولا وأخيرا على العلاقات الاجتماعية ومعارف وأصدقاء مدير المدرسة وشهرته فى المنطقة وأن هذا عليه دور كبير فى حماية المنشآة التعليمية من أى أعمال شغب أو بلطجة. ويضيف الجزار: «يحكمنا فى مناطق الصعيد والأرياف النظام القبلى فكلما كان مدير المدرسة من عائلة وظهره مسنود لا يتعرض طلاب مدرسته لأى ضرر»، وقدم الجزار مجموعة من المقترحات للحد من تلك الظاهرة تدريجيا وهى تسريح الباعة الجائلين من أمام المدارس والذين عادة ما يكونون سببا رئيسيا فى المشاجرات التى تحدث، إضافة إلى زيادة ارتفاع أسوار المدارس بشكل يصعب معه القفز عليها من الداخل أو الخارج، إضافة إلى تثبيت الحراسة الأمنية أمام المدارس خاصة الموجودة فى المناطق العشوائية.