فى تناقض واضح وغريب، صرح الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام للإخوان، بأن حزب "حمس" الجزائرى يعتبر إحدى أذرع جماعة الإخوان المسلمين ووثيق الصلة بالجماعة، ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك، لكنهم يختلفون عن "إخوان مصر" فى بعض التفاصيل، وهذا لا يعنى أن الجزء لا ينفصل عن الكل مهما حدث. وجاء ذلك بعدما قال محمد مهدى عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين فى مصر، إن ما وجهه الكاتب الصحفى الجزائرى أنور مالك من اتهامات لأبو جرة السلطانى وزير الدولة الجزائرى وزعيم حزب "حمس" الإسلامى، كلام فارغ ليس للإخوان المسلمين فى مصر شأن به، وأضاف عاكف فى تصريحات لليوم السابع أنه لا صحة لما يقال إننا وراء هذا التعذيب، أو أننا لنا مصلحة فى ذلك، لأنه لا يوجد إخوان مسلمون فى الجزائر، وإنما جماعة "حمس" تلك تربت على فكر الإخوان فقط. كان مالك قد اتهم سلطانى زعيم "حمس" الإخوانية فى الجزائر بالإشراف على تعذيبه بنفسه، وأنه يمثل قناعات الإخوان المسلمين فى مصر وبمعرفتهم، وهو ما نفاه عاكف. والغريب أن المرشد العام للإخوان المسلمين فى مصر مهدى عاكف كان قد تدخل شخصيا لرأب الصدع بين المتنافسين على رئاسة "حمس" (حركة مجتمع السلم) والتى تمثل إخوان الجزائر، عشية المؤتمر الرابع لحركة حمس الذى افتتح اليوم، الجمعة، وسط "حرب زعامات" بين رئيس الحركة الحالى والوزير بدون حقيبة الشيخ أبوجرة سلطانى، وبين منافسه القوى نائب رئيس الحركة والوزير الأسبق عبد المجيد مناصرة. وكشف عاكف الثلاثاء 29 أبريل 2008 أنه "نصح أبوجرة ومناصرة باحترام مبدأ الشورى فى المؤتمر وبالابتعاد عن أسلوب التجريح وتبادل الإساءات"، مضيفاً: "أقول لهم اتقوا الله وحكموا الشورى بينكم"، فى الوقت الذى أجاب مرشد الإخوان على سؤال عن موقف الحركة من "تمرد" حمس الجزائرية على خط الإخوان بعد المؤتمر، بالقول "الذى يتخطى خط جماعة الإخوان المسلمين، سيبعدنا الله عنهم.. وجماعتنا محروسة بعين الله الذى يحمينا ويبعد عنها مثل هؤلاء الأشخاص الذين تتحدث عنهم". فيما يشبه الانتقاد لما قاله مرشد الإخوان، قال محمد جمعة الناطق باسم حركة حمس الجزائرية التى تعتبر أكبر حزب إسلامى فى البلاد فى تصريح سابق: "نحن حركة وطنية جزائرية نسمع النصائح، ولكن لا نسمح لأى كان بالتدخل فى شئوننا الداخلية"، قبل أن يستطرد بالقول "نحن ننتمى لنفس المدرسة (الاعتدال الوسطية) ونجل رأى العلماء، ولكن هذا لا يبرر التدخل فى شئوننا الداخلية".. هذا التنازع الذى لم يكن متوقعاً بحسب المراقبين له دلالة عميقة، على أن "حمس" نزعت عباءة الإخوان من على جسدها. موضوعات متعلقة.. عاكف: هذا كلام فارغ.. و"حمس" ليس إخوان الجزائر
