وسط ترحيب من المسلمين، وهدوء حذر بقرية دهشور، بدأت الأسر القبطية الذين اضطروا لترك منازلهم عقب الأحداث المؤسفة، التى شهدتها القرية بالعودة إليها مرة أخرى إلى منازلهم التى تحطمت وتهشمت عقب وفاة الشاب المسلم معاذ محمد أحمد 19 سنة. سيطرت حالة من البكاء والحزن الشديد للأسر القبطية فور عودتهم إلى منازلهم، عندما شاهدوا حالة الخراب التى حلت بمنازلهم، مؤكدين على عدم حصولهم على أية تعويضات من الجهات المعنية حتى الآن. واستقبلت القرية اليوم، أسر كل من ظريف نعيم، وفؤاد نصيف، وهانى سيدهم نصيف، وسمير سعد، وسدراك معوض عوض الله، ورضا حبيب غالى، وعاطف سعد سليمان، وفايز طلعت نصيف، وعبد النور دنيال منصور، وأمير حبيب داود، وباقى فريد جرجس، وعدلى عزيز ميخائيل. التقى "اليوم السابع" ببعض الأسر القبطية عقب عودتهم إلى منازلهم، حيث أكد عبد النور دنيال، أنهم تركوا القرية بعد وفاة معاذ محمد أحمد، حيث انتابت المسلمين حالة من الغضب، وقام بعض البلطجية بالهجوم على منازلنا، حيث توجهنا إلى منازل أقاربنا ثم قررنا العودة إلى منازل بالقرية مرة أخرى بعد أن ضاق الحال بنا، فنحن لا نعرف أى مأوى آخر لنا سوى منازلنا، لافتا إلى أن المسلمين استقبلوهم بالترحاب، فيما دخلت زوجته فى حالة من البكاء الشديد، بسبب الدمار، الذى لحق بمنزلها، وخاصة جهاز نجلتها التى تستعد للعرس حيث فوجئت بتهشيمه بالكامل. أما ظريف نعيم، فقال إنهم تركوا القرية بعد علمهم بوفاة معاذ وقيام بعض البلطجية المأجورين بالهجوم على منازل الأقباط، مضيفًا أن جيرانهم المسلمين هم الذين حموا منازلهم. بدوره، أوضح محمد السيد، أحد سكان القرية، أن من حطم منازل الأقباط ليسوا من أبناء القرية، مؤكدا أن المسلمين وقفوا لحماية منازل الأقباط، لافتا إلى أن السبب وراء اشتعال هذه الفتنة، أن المتهم الحقيقى فى الحقيقة "المكوجى" لا ينصاع لكلام أحد، حيث قام بارتكاب العديد من الوقائع من قبل، مضيفًا أن هذه الأحداث لم تشهدها القرية من قبل، حيث إن المسلمين والأقباط يعيشون بالقرية سويا منذ سنوات. أمام القمص تكلا، راعى كنيسة مارجرجس، الذى لم يكن متواجدًا بالقرية وقت عودة الأقباط، فقد أكد فى اتصال هاتفى ل"اليوم السابع" أن القيادات الأمنية بمحافظة الجيزة أكدوا على تعويض الأقباط، لافتا إلى أن المسلمين استقبلوا المسيحيين استقبالا حميدا اليوم فى بداية لعودة الحياة طبيعية للقرية. ومن جانبه، قال الشيح محمد الجيزاوى، شيخ مسجد التوحيد بالقرية، إنهم ألقوا العديد من الخطب فى صلاة فجر اليوم وصلوات التراويح، بوجود والد معاذ، للتنبيه على أهالى القرية بحسن استقبال الأقباط عند عودتهم للقرية، كما ألقى والد الشاب القتيل كلمة طالب من خلالها الأهالى بالتهدئة قائلا "أستعوض ربنا فى ابنى وحقى عند الله"، وأكد شيخ المسجد أن خطب المساجد خلال الفترة المقبلة ستدور حول درء الفتنة وحث المسلمين على مواساة إخوانهم الأقباط فيما أصابهم من خراب فى منازلهم، مطالبًا بضرورة المحاكمة العادلة للمتهمين. يأتى ذلك فى الوقت، الذى طوقت فيه قرابة 20 سيارة أمن مركزى القرية، بقيادة اللواء رشاد نجم، والعميد خالد عميش، والمقدم سعيد عابد، والرائدين هانى إسماعيل وهشام فتحى، بينما غاب مسئولو المحافظة. كان اللواء أحمد سالم الناغى، مدير أمن الجيزة، تلقى إخطارًا من العميد محمود فاروق، مدير المباحث الجنائية، بوجود اشتباكات بين المسلمين والأقباط فى قرية دهشور بالبدرشين، فانتقل العميد خالد عميش، مفتش المباحث والمقدم سعيد عابد، رئيس مباحث البدرشين إلى مكان الواقعة، وتبين أن مشادات كلامية وقعت بين كل من "أحمد. ر. ط"، كهربائى، مسلم، (23 سنة)، و"سامح. س. ى"، مكوجى، قبطى، (30 سنة)، بسبب قيام الأخير بحرق قميص الأول، واستعان كل طرف منهما بأقاربه. وأسفرت التحقيقات، التى أشرف عليها الرائدان هانى إسماعيل ومجدى موسى، معاونا المباحث، عن أن المكوجى القبطى ألقى زجاجات المولوتوف على أقارب الكهربائى المسلم، الذين تجمعوا أمام منزله، ما أسفر عن إصابة المواطن "معاذ. م. أ"، (19سنة)، أثناء مروره بالصدفة فى مكان الحادث بحروق بنسبة 75%، نقل على إثرها إلى المستشفى، كما تجمع قرابة ألف مواطن من المسلمين أمام منازل الأقباط وأحرقوا منزل المكوجى القبطى، وعززت قوات الأمن من تواجدها أمام كنيسة مار جرجس تخوفًا من اقتحامها.