شمس كريم، فتاة عراقية فقدت بصرها وأصيبت بتشوهات بالوجه إثر هجوم للقاعدة بسيارة مفخخة فى بغداد عام 2006 عندما كانت طفلة صغيرة، مما أدى لمقتل أمها أيضا. قصة تلك الفتاة أثارت مشاعر الكثيرين ممن يعرفونها، الأمر الذى دفعهم لمحاولة مساعدتها لاستعادة بصرها وعلاج التشوهات والحروق التى وقعت بجسدها ووجهها. ونظمت صحيفة التايمز البريطانية حملة لجمع تبرعات لعلاج تلك الفتاة أو "الملاك العمياء" كما يدعوها أبيها، وقد تم جمع أكثر من 100 ألف جنيه إسترلينى حتى الآن من خلال الصندوق الذى أسسته الصحيفة لعلاجها بأوروبا. وقرر ياسر أبو ريا وهو جراح عيون ذو شهرة عالمية يعمل بمستشفى مورفيلدرز بلندن، التنازل عن أتعابه بعد أن لمس محنة شمس، وقال أبو ريا إن صورة هذه الطفلة محزنة للغاية، كما أن قصة البلد كلها محزنة، فهذه الفتاة لم تفعل أى شىء تستحق عليه هذه الإصابات ومساعدتى هو أقل شىء يمكن أن أقدمه لها. وذكرت الصحيفة أن فاعل خير لم يصفح عن هويته تبرع ب 50 ألف جنيه استرلينى، وتبرع آخر ب100 إسترلينى وهو أحد السجناء بلونج لارتن فى ريسترشاير وقد كتب رسالة لوالد شمس قال فيها "إن قلبى قد انفطر لما وقع بأسرتك من حزن ومعاناة، فإنه من المروع أن تتألم مثل هذه الطفلة البريئة بهذا الشكل، فجرأتها وشجاعتها تعد درساً لنا كلنا". كانت وفاء وهى والدة شمس تضعها بالمهد فى الجزء الخلفى من السيارة أثناء وقوع الانفجار، إلا أن الأم ماتت محترقة بنيران الانفجار وأصيبت الرضيعة بالتشوهات. وقد تلقت شمس فى البداية علاجها فى عيادة أطباء بلا حدود فى الأردن، إلا أن الأطباء أوضحوا أنها تحتاج إلى علاج وعمليات متخصصة فى أوروبا. ولم يصدق هشام كريم الأب (32 سنة) أن الناس تبرعت من أجل علاج ابنته، وهشام سائق شاحنات عاطل ولديه ابنان آخران يحتاجان للعون المادى، وقال إنه تفاجأ كثيراً باهتمام الرأى العام البريطانى بابنته. وقد ضاق الأمر كثيراً بالأب الذى تلقى عدة عروض للمساعدة من جهات أجنبية، إلا أنها لم تتم، كما أنه لجأ إلى الحكومة العراقية دون رد، فى الوقت الذى فر فيه أكثر من ثلثى الأطباء العراقيين من البلاد وسحبت معظم وكالات الإغاثة الأجنبية موظفيها لأسباب أمنية، مما أدى إلى نقص حاد فى الخبرات الطبية فى البلاد. عاد الأمل للأب مرة أخرى فى مستقبل أفضل لابنته بعد أن علم أن ما يقرب من 1000 قارئ لصحيفة التايمز قاموا بالتبرع ب 10.5872 جنيه إسترلينى لصالح ابنته، حتى تستعيد شمس رؤيتها وتجميل وجهها. وتحتاج شمس لعمليات ترقيع جلد تتكلف أكثر من 30 ألف إسترلينى، كما أنها تحتاج لمزيد من العمليات والعناية طوال مراحل نموها. وحذر نيكولاس باركوس وهو جراح متخصص فى تجميل آثار الحروق، والذى عرض أيضا مساعدة شمس، أن حالة شمس على المدى البعيد ستكون أصعب إذ أن التشوه فى شفتها السفلى من شأنه أن يؤدى إلى ضيق يؤثر على قدرتها على فتح فمها، وذلك إذا لم يتدخل الأطباء سريعاً، فهى من المرجح أن تزداد سوءاً مع نموها مقابل عدم نمو تلك المنطقة. والعين اليسرى لشمس تالفة تماماً إذ سيتم استبدالها بأخرى من الزجاج، إلا أن الأطباء سيفحصون إمكانية استعادة الرؤية لعينها اليمنى. وأوضح باركوس، أن العين الصناعية لابد من استبدالها سنوياً حتى وصولها سن الخامسة عشر. وأكدت التايمز أن أى أموال إضافية يتبرع بها القراء يمكن أن تساعد العديد من الأطفال العراقيين، حيث قالت منظمة اليونيسيف أن ما لا يقل عن 8000 طفل عراقى أصبحوا من ذوى الاحتياجات الخاصة منذ بدء الحرب عام 2003.