افتتح الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، اليوم، الجمعة، فعاليات المنتدى الرابع للشباب العربى، المنعقد تحت عنوان "الشباب العربى والهوية فى عصر العولمة"، والذى تستمر فعالياته حتى بعد غد، بمشاركة كبار المسئولين والشخصيات العامة ومئات القيادات الشابة من مختلف الدول العربية. وفى البداية أشار إلى أن الملتقى قد جاء فى وقته، فالعالم اليوم يمر بأزمة ليس لها مثيل منذ أكثر من 8 عقود، ألا وهى الأزمة الاقتصادية العالمية. ولأول مرة سيجد العالم نفسه أمام حتمية الانفتاح الفكرى وقضية دور الدولة، ودور القطاع الخاص ودور الإشراف والرقابة فى التعامل مع الاقتصاد المحلى والإقليمى والدولى. وألمح سراج الدين إلى أنه لأول مرة يتعامل الاقتصاد الإقليمى مع اقتصاد العولمة، وقال: لقد أصبحنا من أمريكا إلى الصين فى عالم متشابك بعيد عن العزلة، وأصبح ضرورياً أن نعيد حساباتنا، فلا يخفى على أحد أننا فى أوائل هذه الأزمة، نظرنا بشماتة إلى تبعات الأزمة على أمريكا ولكن سرعان ما رأينا أن أوروبا نالت حظها من تبعات الأزمة وبالتالى تأثرت باقى دول العالم، ومن هنا تأكدنا أن ما يحدث فى أمريكا بالضرورة له تأثيره على العالم أجمع.وأوضح أن ذلك يواكبه وجود قيادة أمريكية جديدة لديها على الأقل الاستعداد للاستماع والتحدث مع الآخرين وإيجاد حلول مشتركة مع باقى دول العالم. وأشار الدكتور على الدين هلال، وزير الشباب الأسبق، وأستاذ العلوم السياسية، إلى أن المنتدى الرابع للشباب العربى يأتى فى وقت تشهد فيه ثقافة الشباب العربى تغيراً فى التوجهات والأولويات، وذلك بفعل عدد من العوامل، أهمها: التغير الحادث فى منظومة القيم كنتيجة للعولمة وما فرضته من أنماط معيشية وحياتية جديدة، والتقدم المتسارع فى مجال تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصالات، الأمر الذى انعكس فى علاقة الشباب بالمؤسسات الثقافية المحيطة، ورؤيته لمسار عملية الإصلاح فى المجتمعات العربية. وهو ما جعل عددا من المفكرين والكتاب يتحدثون عن ثورة جديدة يقودها الشباب، واتساع المسافة بين ثقافة الشباب وثقافة الأجيال الأكبر سنًا. وانتقد على الدين هلال أحاديث بعض الشخصيات القيادية المصرية التى يغلب عليها التشاؤم فى التعامل مع العقليات الشبابية، معتبراً ذلك دليلا على عدم قدرتها على استيعاب واحتواء الجيل الجديد من الشباب، وأوضح أن المنتدى يقوم عليه مجموعة من الشباب وهم الذين يقومون بالإعداد والتنسيق والمناقشة ويخرجون فى النهاية بتوصيات ومقترحات تصل لمتخذى القرار. وأضاف هلال أن الأمم تتقدم بأحلامها، وحث الشباب على الحفاظ على قيم العدالة والعطاء والوفاء فبدونها لن يكون التقدم. وقدم الشباب الكويتى المشارك فى المنتدى درعاً تذكارياً تكريماً للدكتور على الدين هلال ومساندته الدائمة للشباب العربي، وبثه الأفكار البناءة والهادفة فيهم، ودعمه للأفكار الشبابية بشكل مستمر. من جانبة دعا المهندس نبيل صمويل، من الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، الشباب لتوسيع دائرة المجتمع المدنى فى مواجهة الأمراض الاجتماعية التى تصيب العالم، وصياغة ثقافة تسعى للحرية والإبداع، وتدعم حقوق المواطنين فى اختيار معتقداتهم نحو بناء غد أفضل. وشدد على أهمية موضوع المؤتمر فى ظل المتغيرات التى تفرزها العولمة وثورة المعلومات وما يصاحب ذلك من تغير القيم. و أخيرا أكد نبيل حلمي، ممثل المجلس القومى لحقوق الإنسان، مشيداً بالشباب المشارك فى المؤتمر، على أهمية تمسكهم بالهوية الثقافية الخاصة بهم التى يمكن أن تتلاشى فى عصر العولمة، حيث إن العالم يتقارب بشكل كبير، وتتغير معالمه، مشيراً إلى أن أدوات المستقبل تفرض علينا أن ندافع عن هويتنا العربية. ثم بعث بتحية خاصة للمؤتمر من السيد بطرس غالي، رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، وقال إن الإنسان يولد بحقوق غير موقوفة، فقد خلقنا جميعا متساويين. وذكر ما نعانى منه حالياً من تدخل دولى فى سياسة الدول النامية، وأكد أن الدول الكبرى تتعامل بمعايير ديكتاتورية مع باقى الدول، موضحاً أن سيادة الدولة سيادة مطلقة، مستنكراً أن يكون المجتمع الدولى أكثر تواصلا مع المجتمع المدني. وأوصى بضرورة التنسيق العربى فى ظل التكتلات الإقليمية والعالمية.