أسبانيا من أكبر الدول التى تستقبل مهاجرين مسلمين، وقد منحت الحكومة الأسبانية بعض الامتيازات للمسلمين العاملين هناك، وذلك لتحقيق توازن بين حياتهم الغربيةالجديدة، وفروضهم الإسلامية وقد تم عقد اتفاقية بين الحكومة الأسبانية واللجنة الإسلامية الأسبانية، والتى حددت إجازة المسلمين العاملين يوم الجمعة من كل أسبوع؛ كى يتمكنوا من أداء صلاة الجمعة. ويكتسب الشهر الكريم أهمية خاصة فى المدن العربية فى أسبانيا مثل مدريد وبرشلونة وجزر الكنارى، واعتاد المسلمون الالتقاء بشكل يومى فى المساجد، وأيضًا فى المراكز العربية التى يتم فيها تبادل الخبرات والأنشطة، إضافةً إلى ذلك اجتماع المسلمين أثناء صلاة المغرب للإفطار الجماعى. كما أن هناك العديد من المؤسسات والمراكز فى أسبانيا تشجع على الاحتفال بشهر رمضان مثل "المركز الأسبانى - المغربى"، ومن مظاهر هذه الاحتفالات وجود محاضرات عن الفن الإسلامى والعادات والتقاليد التى تخص الدين الإسلامى والصوم. وتقوم الدار العربية فى أسبانيا بتنظيم "الليالى الرمضانية" التى تحتفل بها العديد من المدن الأسبانية، مثل مدريد ولاس بالماس وجزر الكنارى، والتى يعرض فيها جميع مظاهر الاحتفال بشهر رمضان المبارك؛ لذلك تعتبر أسبانيا بوابة الإسلام فى أوروبا ومستقبل التعايش والتعاون والحوار. ويقول المهندس محمد ريان نائب رئيس اتحاد المصريين فى الخارج أحد المصريين المقيمين فى أسبانيا عضو الجالية المصرية فى أسبانيا، إن هناك أكثر من طريقة للاحتفال برمضان كجالية مصرية وجاليات عربية أخرى، فشهر رمضان يتميز بالتقاء الجاليات العربية والإسلامية مع بعضها البعض مثل الجالية التونسية والمغربية والجالية السورية وهناك أكثر من لقاء تقوم به الجاليات الكبيرة الموجودة فى أسبانيا مثل الجالية التونسية والمغربية والجزائرية وهذه اللقاءات تكون فى المركز الإسلامى فى مدريد أو المسجد المصرى فى برشلونة، حيث إن لدينا ثلاثة مساجد فى برشلونة مسجد مصرى وآخر باكستانى وثالث مغربى ثقافى لأنه ملحق بمدرسة ومركز للدراسات الإسلامية. أما فى مدريد فيوجد مجموعة كبيرة من المساجد أشهرها المركز الإسلامى للدراسات الإسلامية الذى قان بتأسيسه الدكتور طه حسين عام 1950 ويعد هذا المركز بمثابة جامعة علمية يتم منح شهادات الماجستير والدكتوراه للدارسين الأسبان وغيرهم والباحثين فى الحضارة الإسلامية ودراسة اللغة العربية، وجميع الاحتفالات الإسلامية تتم فى هذا المركز وفى رمضان هناك احتفالات عقب صلاة المغرب حيث يكون الإفطار جماعى للجاليات العربية والإسلامية الموجودة هناك ويشاركون فى الاحتفال أيضا الأسبان المسلمين وغير المسلمين لمن يرغب فى تناول الإفطار على المائدة الرمضانية فى أسبانيا، وذلك بغرض التعرف على الحضارة الإسلامية ومظاهر الاحتفال بالشهر الكريم حيث تقام ندوات مفتوحة عن الإسلام ومناقشات حول دور المرأة وتربية النشء فى الإسلام وقبول الإسلام للآخر. ويقول ريان إن الأزهر له دور كبير فى المساهمة بالاحتفال بشهر رمضان فى أسبانيا حيث يقوم بإرسال مقرئين لتلاوة القرآن فى رمضان فى المساجد المعروفة فى أسبانيا طوال شهر رمضان سواء فى مدريد أو فى برشلونة أو ماربيا، حيث يتم تزيين المساجد هناك بفوانيس رمضان وخصوصا الفانوس المصرى التقليدى المعروف منذ العهد الفاطمى وهناك بعض المصريين الذين يقومون بتزيين منازلهم بالفانوس المصرى وإطلاق البخور عند الإفطار والدعوة للفطور الجماعى والصلاة جماعة. والأذان يكون داخليا فى المساجد على قدر الحاضرين وتشهد المساجد حضورا كبيرا من المصلين فى شهر رمضان نظرا لأن أسبانيا بها عدد كبير من المسلمين هناك وقبيل رمضان بأيام قليلة تشهد محلات بيع اللحوم الحلال ازدحاما شديدا من جانب المسلمين والبقالة الشرقية وأيضا الحلويات الشرقية مثل البسبوسة والكنافة والجلاش والقطايف والتى يقوم بصنعها الشوام والباكستانيون.
