لو استيقظت فى يوم من أيام رمضان 2012 لتجد الزمان قد عاد بك لعصر الخيامية التى تزين الأشجار، والفوانيس النحاسية المعلقة فى الشارع، وصنايعية الزجاج الذين ينتشرون فى الشوارع يشكلون أجمل الأعمال بالنيران، وزينة رمضان التى أصبحت غير موجودة إلا فى بعض الأحياء الشعبية، اطمأن فأنت لست بالضرورة قد ركبت آلة الزمن أثناء النوم، ولكنها مجرد صدفة رائعة لمرور مشروع "رمضان كان" فى المنطقة التى تسكن بها. رمضان كان هو أول مشاريع مجموعة "DesignShra" الذى يحاول استعادة روح التراث الإسلامى القديم بتجديد رمضان الماضى بأيدى شباب جمعهم حلم التغيير للأفضل من خلال العودة لأصولنا الجميلة وإعادتها وإحيائها ثم تجديدها والنهوض بها لتعيد لرمضان طعمه الحقيقى والذى أصبح الآن ممزوج بالفوانيس الصينية والعادات المعلبة المستوردة من ثقافات لا تنتمى له من الأثاث. "كيف يمكن أن نغير فى المجتمع المحيط بنا بفننا وما نعرفه؟" من هذا السؤال الذى طرحوه على أنفسهم مع نجاح الثورة المصرية يحكى إسلام جمال بداية مجموعته فى العمل حيث تكونوا من عشرة طلبة بالصف الثالث بكلية الفنون الجميلة مع بداية هذا العام لينطلقوا على الفور فى تكوين مجموعة DesignShra ثم يجهزوا لأول مشروعاتهم وهو رمضان كان. رمضان كان بدأ بالفعل فى مركز المساحة الثقافى حيث عاش رحلة ما بين ورش الخيامية، وصناعة الزجاج والفوانيس اليدوية لينهوا اليوم متجهين إلى شارع المساحة وتحويله إلى عصر آخر أجمل بعد وضع زينتهم ونتاج أعمالهم على العواميد والأشجار هناك ليحولوا كيانها المعتمد على السرعة والعمران إلى كيان ممتزج بالثقافة والفن القديم وهى الخطوة التى يستعدون لتكرارها مرة أخرى مع مهرجان الفن ميدان القادم ويقول إسلام "نحن كشباب أصبحنا نفتقد جو رمضان الحقيقى وفانوس زمان أبو شمعة ولمة الزينة وغيرها من الأشياء التى فقدها المجتمع، وأردنا رسم بسمة مختلفة على وجوه السكان حينما يخرجون من بيوتهم فيجدوا أشكال لم يروها منذ سنوات". رمضان كان الذى سيستمر طوال الشهر الكريم فى العديد من شوارع وميادين أم الدنيا سيعتمد على النشاط الفنى من خلال الفنون الموسيقية والأدائية العربية الأصيلة مثل التنورة والعود، والنشاط اليدوى الذى سيستخدم الخامات المختلفة من نحاس وجلد وزجاج يعاد من خلال ورش تفاعلية مع الجماهير، والنشاط التصميمى ما بين معرض صور فوتوغرافية وأثاث بروح معاصرة تستلهم من الحضارة الإسلامية العتيقة، وفى النهاية النشاط الخيرى الذى سيجمع الجمعيات والمنظمات الخيرية لتنظيم تفاعل إيجابى بينها وبين الجماهير. "نحن نحاول التمرد على الوضع الحالى للتصميمات ونريد رسم المجتمع بشكل جديد من خلال الأعمال والحملات التى نقدمها" يقول إسلام فى نهاية حديثة بعد أن وجه دعوة لكل من يريد أن يرى رمضان اللى كان بعيون وأيدى شباب القرن الواحد والعشرين لمشاركتهم فى مهرجان الفن ميدان القادم.