هناك قول شائع فى صورة سؤال أتريد الإنجاز أم تريد تضييع الوقت؟، وهناك واقع فى مصر الآن يقول شبعنا تضييع وقت. هناك أيضا عرف فى العالم المتقدم يقضى بأن يشكل الرئيس المنتخب حكومته فيتصدى بكل العزم للمسؤولية أمام الشعب. لا نريد فى هذا الوقت الحرج أن نشتم مناورة أو تنحيا عن المواجهة الكاملة والحاسمة من جانب الرئيس المنتخب تحت غطاء حكومة ائتلافية. أريد أن أفهم كمواطن شارك فى الثورة من أجل هدف عزيز هو نهضة مصر، كيف يمكن لحكومة ائتلافية من تيارات بينها تنافر أن تتصدى لهدف النهضة فى عزم وتناسق ويتوقف على يديها نزيف الوقت الثمين الذى بدأ مع المرحلة الانتقالية، هل نريد لهذا النزيف بكل بساطة أن يستمر حتى تركع مصر اقتصاديا فتقوم ثورة الجياع؟. ما أفهمه عن الرئيس القوى هو التصدى والعزم، وما أراه هو تأخر لتشكيل وزارى مرتقب وبقوة من اليوم التالى مباشرة لتنصيب الرئيس. كنت أتوقع ومعى مصريون كثيرون أن نشهد إعلانا لتشكيل وزارة فتية قادرة وكلها عزم يناسب جدول المائة يوم للمهمات الحرجة التى وعد الرئيس بالتصدى لها فورا. كنت أتوقع أن يشكل هذه الحكومة فورا ممن يراهم أكفاء مبدعين وقادرين على التناغم، ولا يبحث عن غطاء يحتمى به اسمه ائتلاف الفرقاء ليتوزع دم المسؤولية بين القبائل. مصر اليوم هى فى أمس الحاجة لأن تعيد وفورا الانضباط لحياة المصريين، وأن تبث الأمل والانتعاش فى حالتها الاقتصادية وأن تفتح وبصدق وحماس أبواب التواصل بين جهازها التنفيذى وشعبها الذى يئن. مطلوب الكثير من الإبداع والإخلاص لكى نصل بالفهم والتفاهم لكل فئة ظلمتها ظروفها وإهمال الدولة المتراكم لها، متى نبدأ فى إشراك كل مصرى صاحب فكر مبدع فى الانطلاق بمصر من أسر النمطية والبطء الذى يقارب الجمود؟ متى تبدأ إجراءات بناء الثقة وإعادة الإحساس بالانتماء لكى يبدأ الانطلاق؟ هل ننتظر كل هذا من حكومة ائتلافية تترصد فيها الأحزاب بعضها البعض وترشح لكراسيها وزراء لمجرد مواقعهم القيادية بها وبغض النظر عن الكفاءة التى تتطلبها مصر؟ مصر كلها تترقب وترصد ولن ينال الرئيس منا الثقة المفقودة إلا بالحسم والتصدى المخلص والمبدع، ولن يسكت الشعب على مزيد من إهدار الوقت وعدم الإنجاز. لا نريد أن نسمع عن حكومة ائتلافية ولا توزيع لدم المسؤولية بين القبائل، كل ما نريده كباقى العالم المتحضر هو حكومة تيار فاز فى الانتخابات ومعارضة مسؤولة لتيارات لم تفز وسيكون الشعب هو الحكم.