مد فترة تسجيل الطلاب الوافدين بجامعة الأزهر حتى مساء الأربعاء    محافظ الإسماعيلية يوافق على تشغيل خدمة إصدار شهادات القيد الإلكتروني    حماس ترفض زيارة الصليب الأحمر للأسرى في غزة    وسائل إعلام أمريكية تكشف تفاصيل الاتفاق بين واشنطن وتل أبيب على اجتياح لبنان    ناصر منسي: هدفي في السوبر الإفريقي أفضل من قاضية أفشة مع الأهلي    ضبط نسناس الشيخ زايد وتسليمه لحديقة الحيوان    انخفاض الحرارة واضطراب الملاحة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الثلاثاء    أحمد عزمي يكشف السر وراء مناشدته الشركة المتحدة    صحة دمياط: بدء تشغيل جهاز رسم القلب بالمجهود بالمستشفى العام    للمرة الأولى.. مجلس عائلات عاصمة محافظة كفر الشيخ يجتمع مع المحافظ    "مستقبل وطن" يستعرض ملامح مشروع قانون الإجراءات الجنائية    فعاليات الاحتفال بمرور عشر سنوات على تأسيس أندية السكان بالعريش    بيسكوف: قوات كييف تستهدف المراسلين الحربيين الروس    بعد 19 عامًا من عرض «عيال حبيبة».. غادة عادل تعود مع حمادة هلال في «المداح 5» (خاص)    «إيران رفعت الغطاء».. أستاذ دراسات سياسية يكشف سر توقيت اغتيال حسن نصر الله    كيفية التحقق من صحة القلب    موعد مباراة الهلال والشرطة العراقي والقنوات الناقلة في دوري أبطال آسيا للنخبة    الأربعاء.. مجلس الشيوخ يفتتح دور انعقاده الخامس من الفصل التشريعي الأول    للمرة الخامسة.. جامعة سوهاج تستعد للمشاركة في تصنيف «جرين ميتركس» الدولي    ضبط نصف طن سكر ناقص الوزن ومياه غازية منتهية الصلاحية بالإسماعيلية    مؤمن زكريا يتهم أصحاب واقعة السحر المفبرك بالتشهير ونشر أخبار كاذبة لابتزازه    تفاصيل اتهام شاب ل أحمد فتحي وزوجته بالتعدي عليه.. شاهد    الرئيس السيسي: دراسة علوم الحاسبات والتكنولوجيا توفر وظائف أكثر ربحا للشباب    الأمن القومي ركيزة الحوار الوطني في مواجهة التحديات الإقليمية    القاهرة الإخبارية: 4 شهداء في قصف للاحتلال على شقة سكنية شرق غزة    أمين الفتوى يوضح حكم التجسس على الزوج الخائن    قبول طلاب الثانوية الأزهرية في جامعة العريش    كيف استعدت سيدات الزمالك لمواجهة الأهلي في الدوري؟ (صور وفيديو)    محافظ المنوفية: تنظيم قافلة طبية مجانية بقرية كفر الحلواصى فى أشمون    مؤشرات انفراجة جديدة في أزمة الأدوية في السوق المحلي .. «هيئة الدواء» توضح    حدث في 8ساعات| الرئيس السيسى يلتقى طلاب الأكاديمية العسكرية.. وحقيقة إجراء تعديلات جديدة في هيكلة الثانوية    "طعنونا بالسنج وموتوا بنتي".. أسرة الطفلة "هنا" تكشف مقتلها في بولاق الدكرور (فيديو وصور)    رمضان عبدالمعز ينتقد شراء محمول جديد كل سنة: دى مش أخلاق أمة محمد    التحقيق مع خفير تحرش بطالبة جامعية في الشروق    "رفضت تبيع أرضها".. مدمن شابو يهشم رأس والدته المسنة بفأس في قنا -القصة الكاملة    تأسيس وتجديد 160 ملعبًا بمراكز الشباب    إنريكى يوجه رسالة قاسية إلى ديمبيلى قبل قمة أرسنال ضد باريس سان جيرمان    هازارد: صلاح أفضل مني.. وشعرنا بالدهشة في تشيلسي عندما لعبنا ضده    وكيل تعليم الفيوم تستقبل رئيس الإدارة المركزية للمعلمين بالوزارة    5 نصائح بسيطة للوقاية من الشخير    هل الإسراف يضيع النعم؟.. عضو بالأزهر العالمي للفتوى تجيب (فيديو)    20 مليار جنيه دعمًا لمصانع البناء.. وتوفير المازوت الإثنين.. الوزير: لجنة لدراسة توطين صناعة خلايا الطاقة الشمسية    المتحف المصرى الكبير أيقونة السياحة المصرية للعالم    تم إدراجهم بالثالثة.. أندية بالدرجة الرابعة تقاضي اتحاد الكرة لحسم موقفهم    «حماة الوطن»: إعادة الإقرارات الضريبية تعزز الثقة بين الضرائب والممولين    طرح 1760 وحدة سكنية للمصريين العاملين بالخارج في 7 مدن    تواصل فعاليات «بداية جديدة» بقصور ثقافة العريش في شمال سيناء    اللجنة الدولية للصليب الأحمر بلبنان: نعيش أوضاعا صعبة.. والعائلات النازحة تعاني    نائب محافظ الدقهلية يبحث إنشاء قاعدة بيانات موحدة للجمعيات الأهلية    فرنسا: مارين لوبان تؤكد عدم ارتكاب أي مخالفة مع بدء محاكمتها بتهمة الاختلاس    أفلام السينما تحقق 833 ألف جنيه أخر ليلة عرض فى السينمات    5 ملفات.. تفاصيل اجتماع نائب وزير الصحة مع نقابة "العلوم الصحية"    برغم القانون 12.. ياسر يوافق على بيع ليلى لصالح أكرم مقابل المال    إنفوجراف.. آراء أئمة المذاهب فى جزاء الساحر ما بين الكفر والقتل    مدير متحف كهف روميل: المتحف يضم مقتنيات تعود للحرب العالمية الثانية    «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف إعانة شهر أكتوبر للمستحقين غدًا    التحقيق مع المتهمين باختلاق واقعة العثور على أعمال سحر خاصة ب"مؤمن زكريا"    الأهلي يُعلن إصابة محمد هاني بجزع في الرباط الصليبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"لعبة أطفال" تسىء للسيدة عائشة تهدد بتفجير فتنة "السنة" و"الشيعة".. البحث عن "طرف ثالث" يسعى لإشعال الحرب بين المذهبين خاصة بعد دخول الأطفال طرفاً أساسياً فى القضية
نشر في اليوم السابع يوم 15 - 07 - 2012

"الدرينى": شيعة مصر لم يخالفوا اتفاقية "قم" ودولة خليجية تسعى لتوتير الأجواء .. و عميد أصول الدين: الحصانة الدينية غائبة.
آمنة نصير: البلد ممتلئ بأهل الفتنة .. واللواء على سامح: الأحداث ستشكف أهمية وقيمة جهاز مباحث أمن الدولة.
أثار انفراد "اليوم السابع" بالكشف عن وجود ألعاب أطفال بالمحافظات، تحمل عبارات صوتية مسيئة للسيدة عائشة رضى الله عنها، ردود فعل واسعة، كما فتح باب التكهنات حول الجهات المسؤولة عن إدخال مثل هذه الألعاب المسيئة إلى البلاد، وتحديدا إلى قرى عدد من المحافظات، وما إذا كانت تحاول تأجيج فتنة جديدة فى مصر بين السنة والشيعة، وتسخين الأجواء بعد هدوء عاصفة الحسينيات الشيعية فى عدد من المحافظات أيضا، وهى كلها محاولات تسبح ضد التيار على اعتبار أن الخلاف بين أنصار المذهبين السنى والشيعى فى مصر، كان دائما يتوقف عند حدود المنطقة الآمنة، ومعظم المواجهات بين الفريقين كانت تبدأ وتنتهى بسجال لفظى، ومهما كانت درجة سخونة النقاش حول القضية المطروحة، لم تتطور الأمور إلى مشادات عنيفة، تضع الأخضر واليابس فى مرمى النيران، مثلما هو الحال فى العراق أو البحرين ولبنان.
ولكن هل تستمر الأوضاع فى المحروسة بين السنة والشيعة على ماهى عليه؟ أم تتحول المنطقة الآمنة إلى حقل ألغام، خاصة بعد دخول الأطفال طرفا فى لعبة الاستقطاب بين الجانبين، بعدما كان الأمر قاصرا على الكبارفقط، فما حدث فى محافظتى القلوبية والشرقية من ضبط ألعاب "مسدس - وبندقية" تطلق عبارات مسيئة للسيدة عائشة التى انفردت "اليوم السابع" بكشف تفاصيلها على مدار يومين، واللافت أن الأطفال رددوا تلك العبارات دون وعى منهم بخطورتها.
الواقعة فى حد ذاتها من الممكن النظر إليها من زواية جهل أوطمع مستورد، يبحث عن سلعة رخيصة يروجها فى المحافظات والأقاليم، بحثا عن حفنة من الجنيهات، ومن الممكن النظر إليها من زواية أنها مقدمة لمخطط كبير لإيقاظ فتنة نائمة!.
كل السيناريوهات مطروحة للنقاش، والكلمات بطبيعتها حمالة أوجه، خاصة مع مرحلة انعدام الوزن التى تمر بها البلاد، ومحاولات الاستقطاب الدولى للقوة السياسية الصاعدة فى مصر، مع الوضع فى الاعتبار أن معظم النار من مستصغر الشرر، والثابت والمعروف تاريخيا أن السيدة عائشة، من أهم محاور الاختلافات بين السنة والشيعة، إذ يرى أصحاب الأخير، أنها خالفت شرع الله، وخرجت على إمام زمانها "الإمام على" ولم تحقن دماء المسلمين، فى زمن الفتنة، بينما يصف أصحاب المذهب السنى، السيدة عائشة بنت أبى بكر الصديق، بأنها أم المؤمنين، وأنها بريئة مما نسب إليها فى حديث الإفك، فضلا عن أن هناك الأحاديث النبوية منسوبة إليها، فليس من المقبول أو المنطقى عند أصحاب المذهب السنى أن يتم الإساءة إليها.
بداية الأحداث فى مدينة بنها، وبالتحديد فى مولد "العراقى" الذى يقام فى قرية ميت السباع، بعدما انتشرت بين أطفال القرية عبارة "أقتل عائشة" وكان من بين هؤلاء الأطفال ابن، عماد جمال سليم أحمد 34 سنة محامى، عندما طلب منه نجله، شراء مسدس أقتل عائشة.
وتحت إلحاح الابن استجاب الأب، وتوجه برفقة نجله إلى البائع، واشترى المسدس الذى يباع ب5 جنيهات، وفوجىء بالضغط على زناد المسدس، أنه يطلق عبارة "أقتل السيدة عائشة" فتوجه المحامى إلى مركز الشرطة، وحرر محضرا بالواقعة حمل رقم 63 أحوال مركز بنها لسنة 2012، وبإخطار اللواء أحمد سالم جاد، مدير أمن القلوبية، أمر بسرعة إجراء التحريات اللازمة، وتم تشكيل فريق قاده اللواء محمد القصيرى، مدير مباحث الجنائية، وضم العميدين هشام خطاب وأسامة عايش، وتم ضبط بائع المسدسات، وكشفت التحريات أن البائع يدعى "أحمد. م. م - 25 سنة" بكالوريوس خدمة اجتماعية، ومقيم دائرة قسم بنها وبمواجهته بالمضبوطات، اعترف بأنه اشترى عدد 6 لعبات داخل صناديقها، دون أن يعلم بمحتواها المسىء للسيدة عائشة، من تاجر لعب أطفال يدعى "رأفت. أ. ه"، بغرض بيعها فى مولد العراقى إلى جانب بعض الألعاب الأخرى.
ولكن من هو "العراقى" صاحب الضريح، هل هو مرقد شيعى، أم هو مجرد ضريح عادى، لعبت الصدفة والاسم دورا فى أن يتصدر سطح الأحداث، من الممكن أن تكون هذه المعلومات ثانوية فى تحريات الشرطة، ولكنها قد تصبح ذات قيمة، إذا ما استمعنا إلى رواية "حلمى الجنزورى"، أحد خدام ضريح "العراقى" الذى قال: إن صاحب المقام يدعى "محمد العراقى أبوعبدالله" وبحسب الروايات المتواترة، فهو كان ضمن جيش عمرو بن العاص، أثناء الفتح الإسلامى لمصر، وتوفاه الله فى قرية ميت السباع ودفن فى هذا المكان.
وأضاف خادم الضريح، يقام مولد العراقى منذ عشرات السنين، فى أغسطس من كل عام، ولكن هذا العام، تم تقديم الاحتفالات بمناسبة شهر رمضان الكريم، ملاحظة هامة، قالها خادم الضريح، قبل أن ينهى حديثة قائلا: "هناك المئات من الدول العربية، يأتون للمشاركة فى احتفالات العراقى، وبالأخص من العراق لأن صاحب المقام قادم من بلاد الرافدين".
فى نيابة بنها، كان هناك فصل آخر لهذه الواقعة، إذ أصدرت قرارها بإرسال الأحراز المضبوطة للمصنفات الفنية لتفريغ محتواها المسجل عليه العبارة المسئية للسيدة عائشة، وإرسالها بعد ذلك لجهاز حماية المستهلك، لبيان طبيعة الحرز - المسدس اللعبة - ومصدره وكيفيته ومكان تصنيعه واسم الشركة المستوردة وكيفية دخوله البلاد.
لم تتوقف أجهزة أمن القليوبية، عند إجراء التحريات وتقديم البائع المتهم إلى جهات التحقيق، بل شنت مباحث التموين بالمحافظة، بقيادة المقدم هانى أبوسريع، حملة موسعة على الأسواق ومحال لعب الأطفال، وخاصة الألعاب الناطقة أو المسجل عليها مقاطع صوتية، وتم مداهمة وتفتيش مخازن الشركات المسجلة العاملة فى مجال استيراد ألعاب الأطفال، وزيادة فى الاحتياط، تم توزيع منشور على جميع البائعين بمواصفات اللعبة، وتضمن المنشور تحذير التجار من بيع وشراء تلك الألعاب، والإبلاغ الفورى عن أى تاجر يقوم ببيعها أوتوزيعها.
واللافت أنه عقب مرور يوم واحد فقط على ظهور مسدسات القليوبية، ظهرت كمية أخرى، ولكن هذه المرة فى محافظة الشرقية، فى صورة بنادق "لعبة" تطلق أيضا نفس العبارات المسئية للسيدة عائشة، إذ تمكنت قوة من مباحث قسم ثانى الزقازيق، من ضبط 63 لعبة أطفال على شكل بندقية - مجهولة المصدر - تطلق عبارات مسيئة للسيدة عائشة، بحوزة "ر. س. ح" 57 سنة صاحب مكتب استيراد وتصدير، ومقيم فى مدينة الزقازيق، وتحرر عن الواقعة المحضر رقم 10500 جنح قسم ثانى الزقازيق لسنة 2012، وتولت النيابة التحقيق، بإشراف المستشار أحمد دعبس المحامى العام الأول لنيابات جنوب الشرقية، وبرئاسة خالد جمعة مدير نيابة قسم ثانى الزقازيق.
وعلى الرغم من أن التحقيقات مازالت مستمرة فى الشرقية والقليوبية، فإن رحلة البحث عن مصدر هذه اللعبة، وكيفية دخولها إلى مصر، تتطلب بالضرورة، الاستماع ل"أحمد أبوجبل" رئيس شعبة الأدوات المكتبية ولعب الأطفال بالغرفة التجارية بالقاهرة، الذى قال: هذه النوعية من مسدسات لعب الأطفال ظهرت فى البلاد منذ فترة، وقام بإدخالها البلاد أحد مستوردى لعب الأطفال، دون أن يفصح عن اسمه، تاركا لجهات التحقيق هذه المهمة.
وفيما يتعلق بلعب الأطفال "الناطقة" على وجه التحديد، قال أبوجبل، هذه النوعية من الألعاب، من المفترض أن تخضع لفحص من المصنفات، إذا ما أعلن المستورد أن البضائع الواردة من ضمنها لعب أطفال ناطقة، وفى هذه الحالة يتم سحب عينات لمعرفة العبارات المسجلة عليها، وإذا ماتم اكتشاف أن هذه الكلمات والعبارات، تسىء لشخص أوجهة ما، فيمنع دخولها البلاد، ولكن هذا لاينفى أن هناك بعض المستوردين يتحايلون على تلك القواعد، بتمرير مثل هذه النوعيات داخل حاويات، أو كنتنرات لبضائع أخرى، وهنا بالضرورة تقع المسؤولية على هيئة الرقابة على الصادرات والواردات التابعة لوزارة التجارة والصناعة، وهى الهيئة المنوط بها مراقبة السلع والبضائع عبر المنافذ الشرعية والرسمية للدولة.
والسؤال الجدير بالطرح والإجابة، هل مساحة الخلاف بين المذهبين الشيعى والسنى، تسمح بتصنيع لعبة أطفال مهمتها التلاسن بين الفريقين، المتوفر من المعلومات يشير إلى أن هذه اللعبة قبل أن تظهر فى السوق المصرية، ظهرت من قبل فى عدد من دول الخليج وخاصة، العراق والكويت.
الإجابة عن السؤال السابق تتطلب، العودة إلى عام35 هجرية، وهو العام الذى قتل فيه ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان، وما تلى ذلك التاريخ من نزاعات بين على بن أبى طالب، ومعاوية ابن أبى سفيان.
ويرى المؤرخون أن الخلاف بين على ومعاوية بدأ بصراع سياسى على السلطة، والغريب أنه استمر حتى هذه اللحظة على السلطة، مع اختلاف المتقمصين لشخصية عبدالله بن سبأ، الذى يجمع المؤرخون على أنه أول من زرع نواة هذه الفتنة، وأشعل نيرانها بين المسلمين.
وبشكل عام.. تتركز الخلافات بين أنصار السنى والشيعى، فى 5 محاور.. الأول: " العصمة " عند السنة للأنبياء فقط، أما لدى الشيعة فهى للأنبياء وأهل البيت، أما المحور الثانى: "عدالة الصحابة" بالنسبة للمذهب السنى كلهم عدول، أما فى المذهب الشيعى بعض الصحابة عادل، وبعضهم منافق، والمحور الثالث: السيدة عائشة، فهى عند أهل السنة، أم المؤمنين، وأنها برئية مما نسب إليها من حادثة الإفك، أما لدى الشيعة، لم تحقن دماء المسلمين فى زمن الفتنة، وخرجت على إمام زمانها "على" وخالفت شرع الله، أما المحور الرابع: "الإمامة" وهى فى المذهب السنى فضل من عند الله، يتفضل بها على من يشاء من عباده، أما عند الشيعة منصوص عليها، ومحددة من قبل الله، أما المحور الخامس: "الاستغاثة والتوسل"، أهل السنة لايرون أن هناك وساطة بين الله وعباده، ولا يجوز الدعاء لغير الله، حيث لا يعلم الغيب أحد غيره، بينما فى المذهب الشيعى يجوز التوسل والاستغاثة بغير الله، ويعتقدن أن أئمة الشيعة يعلمون الغيب.
وعلى الرغم من وجود محاولات سابقة للتقريب بين السنى والشيعى، قادها شيخ الأزهر الأسبق الراحل محمود شلتوت، مع المرجع الشيعى تقى الدين القمى، وأسسا سويا دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، إلا أن محاولات الاستقطاب السياسى، تجاوزت أحيانا فكرة التقريب إلى محاولات الاستحواذ من خلال الأتباع والأنصار، فيما يعرف بالمد الشيعى أحيانا، أو ممارسة البعض للتبشير بفكرة الإمام الغائب، أو المهدى المنتظر، أو إقامة الحسينيات، أو ممارسة الشعائر الشيعية، أو إطلاق المسميات الإيرانية على أضرحة ومساجد أهل البيت فى مصر، ولكن الاستعانة بالوسائل التكنولوجية ولعب الأطفال، كانت فى حد ذاتها فكرة جديدة فى المواجهات بين السنة والشيعة فى مصر، يوحى بأن المسألة لسيت مجرد صدفة، حسبما يرى محمد الدرينى، أمين تجمع آل البيت الوطنى "بتول" الذى يؤكد فى تعليقه على ظهور اللعبة المسيئة للسيدة عائشة قائلا: هناك مخطط لتوتير الأجواء بين السنة والشيعة فى مصر، مشيرا إلى أن الغالبية العظمى من أنصار المذهب الشيعى فى مصر، ملتزمون باتفاقية مدرسة "قم" المتعلقة بتحريم السب للرموز السنية بشكل عام، ومن يروجون لهذه الأفعال ليس لهم علاقة بالشيعة، ولكنهم ينفذون مخططات مدروسة بعناية على حد - وصف الدرينى - لحساب دولة خليجية لم يسمها، من مصلحتها زيادة الفجوة بين مصر وإيران، وتساءل الدرينى، قائلا: هل من مصلحة الشيعة فى هذا التوقيت ترويج مثل هذه الألعاب؟ أم من مصلحة بعض التيارات السياسية التى ترى أن مصلحتها المباشرة مع تلك الدولة.
أما الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، أشارت بأصابع الاتهام نحو أجهزة الأمن، معتبرة أن إثارة الخلافات بين السنة والشيعة فى مصر، على قائمة الدول المتربصة بمصر، مشيرة إلى أن هناك لقاء جمعها بأحد المسؤولين الأوروبيين فى وقت سابق فى القاهرة، وكان محور النقاش هل ستصمد مصر إذا ما نشب فيها خلاف بين السنة والشيعة، مثلما تجاوزت مرحلة إذكاء الفتنة بين المسلمين والأقباط، لذا شددت نصير على مطالبتها للأجهزة الأمنية بإعادة تشغيل الحاسة السادسة، فالبلد ممتلىء بأهل الفتنة على حد قولها.
وعن كيفية النظر لقضية تواجد الشيعة بمصر، لاسيما بعد ظهور أحزاب سياسية بعد ثورة 25 يناير، تعمل لخدمة المذهب الشيعى قالت: "لابد أن نتروى ولا ننساق خلف البعد السياسى، وعلينا القول بأن الإسلام دين يسعنا جميعا". وردا على اتهام الدكتورة آمنة نصير، لأجهزة الأمن بالتقصير فى واقعة الألعاب المسيئة، قال اللواء على سامح وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، لا نستطيع أن نحمل الأمن الجنائى مسؤولية هذه الأشياء، فمهما كانت مهارات العاملين فى هذا المجال، فهى لاتقارن أمام ضابط متخصص تدرب على فهم أفكار التيارات والحركات الفكرية والمذهبية، وطرق التعامل معها، مؤكدا أن هذه الخبرات لا تكتسب بين يوم وليلة، وبالتالى كان من السهل رصد هذه العناصر وتحركاتها، والتنبؤ بما ستفعله، وتابع قائلا: ما أعنيه بحديثى هنا الناحية الأمنية والمعلوماتية فقط، وليس الممارسات التى تورط فيها بعض عناصر الجهاز لخدمة نظام مبارك، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية من المفترض أن تعمل فى منظومة واحدة، وليس بطريقة الجزر المنعزلة، وقال وكيل جهاز مباحث أمن الدولة السابق، بالرغم من أننى تركت العمل منذ سنوات، فإننى أصاب بالدهشة عندما أسمع أو أشاهد بعض الأشخاص، يتهمون أجهزة الأمن بالتسبب فى بعض الأحداث، مثلما نسبوا إلى الأمن رعاية ما يعرف بجماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ومثل هذه الألعاب المسيئة، وغيرها من الظواهر التى من شأنها إثارة الصراعات السياسية والطائفية فى البلاد معرضة للتكرار، خاصة مع وجود المنتفعين من وراء الدين، سواء كان المذهب سنيا أم شيعيا، فالمسألة عند البعض منهم مرتبطة بالمنفعة المادية فقط.
خلافات السنة والشيعة
العصمة
عند السنة للأنبياء فقط، أما لدى الشيعة فهى للأنبياء وأهل البيت.
عدالة الصحابة
بالنسبة للمذهب السنى كلهم عدول، أما فى المذهب الشيعى بعض الصحابة عادل، وبعضهم منافق.
السيدة عائشة
عند أهل السنة، أم المؤمنين، برئية مما نسب إليها من الإفك، أما لدى الشيعة، لم تحقن دماء المسلمين فى زمن الفتنة.
الإمامة
فى المذهب السنى فضل من عند الله، يتفضل بها على من يشاء من عباده، أما عند الشيعة منصوص عليها، ومحددة من قبل الله.
الاستغاثة والتوسل
أهل السنة لايرون أن هناك وساطة بين الله وعباده، ولا يجوز الدعاء لغير الله، بينما فى المذهب الشيعى يجوز التوسل والاستغاثة بغير الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.