قام التليفزيون الإسرائيلى يوم الأربعاء الماضى ببث برنامج على القناة العاشرة فى التليفزيون الإسرائيلى، بتوجيه الإهانات إلى الديانة المسيحية وجميع مقدساتها، الأمر الذى استفز الكنيسة الكاثوليكية، وجعلها تصدر بيانا يدين هذا البرنامج، طالبين من الشعب الإسرائيلى اتخاذ الإجراءات المناسبة ضد هذه الإساءات غير المقبولة وضد مرتكبيها، كما طالبوا القناة بالاعتذار رسمياً وعلنياً لما حدث. أكد الأب د.يؤانس لحظى رئيس تحرر موقع الإسكندرية الكاثوليكى، أن حرية التعبير لا تعنى إهانة المقدسات والمعتقدات والرموز الدينية، بل احترام قاعدة المعاملة بالمثل: فما لا تريد أن يفعله بك الآخرون لا تفعله أنت بهم... بعدما قام التليفزيون الإسرائيلى بالإهانة والإساءة للمسيحية. وأضاف أنه فى حال رفض إسرائيل الاعتذار، فهذا يعنى تأكيدها على ازدواجية المقاييس، فمثلا حينما يتكلم أحد عن المحرقات أو عن الاعتداءات الإسرائيلية فى فلسطين ورفح، تقوم الدنيا، ولن يكون منطقيا السكوت عن إهانات موجه بطريقة علنية ومستفزة للسيد المسيح وأمه العذراء مريم، نافيا أن يتسبب هذا البرنامج فى إلغاء زيارة البابا إلى إسرائيل فى شهر مايو القادم، لأن الكنيسة لا يمكن لها أن تحيد، بسبب بعض التصرفات الحمقاء، عن درب المحبة واحترام الآخرين. بيان مجلس الأساقفة الكاثوليك فى الأرض المقدسة نحن مجلس رؤساء الكنيسة الكاثوليكية فى الأرض المقدسة، نستنكر وندين باستياء كبير التهجم السافر على شخص السيد المسيح له المجد، وعلى أمّه العذراء مريم الطاهرة الذى بثّ على القناة العاشرة فى التليفزيون الإسرائيلى. فى هذه الأيام وخلال أحد البرامج المسائية على القناة العاشرة، قام البرنامج بالتهجم المشين على إيماننا، وعلينا نحن المسيحيين. فقد حاول البرنامج المساس بأعظم وأقدس رموز الإيمان المسيحى، إذ صرح مدير البرنامج بشكل رسمى بعدائه للمسيحية. لقد استخدمت القناة العاشرة فى هذا الموقف لانتهاك قدسية أقدس الرموز المسيحية، والإساءة إلى مئات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين المسيحيين، وملايين المسيحيين فى أنحاء العالم، كذلك يعتبر مجلس الأساقفة الكاثوليك فى الأرض المقدسة هذا البرنامج ظاهرة خطيرة كبرى تفرق المجتمع وتشتت شمله، وتبعده عن روح التسامح وقبول الآخر واحترامه وتولّد الكراهية. والأهم من ذلك، يرى رؤساء الكنائس هذا الحدث الأخير، وفى مضمونه الأشمل، مثلاً آخر لهجمات متواصلة ضد المسيحيين فى دولة إسرائيل عبر السنوات الماضية. فقبل عدّة أشهر فقط، تمّ إحراق عدد من الكتب المقدسة وبشكل علنى، فى ساحة المجمع فى أور يهودا. منذ عدة سنوات والمسيحية تعمل جاهدة لإيقاف العديد من المظاهر اللاساميّة، والآن يجد المسيحيون أنفسهم فى إسرائيل ضحايا اللامسيحية. بينما نشجب وندين هذا العمل، وكل الأعمال المسيئة، ندعو جميع الأطراف المعنية للتحقيق فى هذا الأمر، واتخاذ الإجراءات الضرورية لوضع حد لانتهاك حرمة وقدسيّة إيماننا المسيحى. فمن غير الممكن والمعقول وقوع مثل هذه الأحداث فى دولة إسرائيل، حيث العديد كبير من المزارات المقدسة والكنائس الرئيسية للمسيحيين والتى تعتمد عليها إلى حد كبير السياحة والحج من الدول المسيحية. لذلك نطلب من الشعب الإسرائيلى والسلطات الإسرائيلية اتخاذ الإجراءات المناسبة ضد هذه الإساءات غير المقبولة وضد مرتكبيها. وفى نفس الوقت، نطالب القناة العاشرة بالاعتراف بمسئوليتها، والاعتذار بشكل رسمى وعلنى لهذا الحدث وعدم السماح بتكراره. ونعبّر أيضاً عن تقديرنا وتفهمنا لردود الفعل العميقة والصادقة التى صدرت من أبنائنا ومؤسساتنا المسيحية، ومن العديد من الشخصيات الإسلامية واليهودية المعتدلة والحكيمة والتى صُعقت واستاءت مثلنا تماماً، وعبّرت عن استنكارها وشجبها لهذا العمل. فى الحقيقة، ليس لمثل هذه البرامج أية علاقة بحرية التعبير، أو بالفنون أو بالتسلية، فهى تعمل على شرخ التجانس الوطنى والتوافق فى مجتمعنا. ندعو الجميع للالتزام بالجدية المطلقة والتعقل واتباع السلطة الكنسية فى التعامل مع هذا الموضوع المهم والحساس. الموقعون † البطريرك فؤاد طوال، بطريرك القدس للاتين. † البطريرك ميشيل صباح، بطريرك القدس للاتين سابقاً. † المطران إلياس شقور، رئيس أساقفة عكا والجليل للروح الكاثوليك. † المطران بولس صياح، رئيس أساقفة عكا والجليل للموارنة. † المطران بولس ماركتسو، النائب البطريركى للاتين فى إسرائيل. † المطران بطرس ملكى، النائب البطريركى للسريان الكاثوليك. † المطران يوسف جول زريعي، النائب البطريركى للروم الكاثوليك. † المطران بطرس معلم، رئيس أساقفة عكا والجليل للروح الكاثوليك سابقاً. † المطران كمال بطحيش، النائب البطريركى للاتين فى القدس سابقاً. †الأب بيير باتيستا بيتسابللا، حارس الأراضى المقدسة. †المنسنيور رفائيل منسيان، النائب البطريركى للأرمن الكاثوليك. †الأب بول كولن، النائب البطريركى للكلدان. †الأب بطرس فيليت، الأمين العام لمجلس الأساقفة.
