◄إعلاميون تورطوا فى ترويج الشائعة.. والإخوان التزموا الصمت.. ومواقع إلكترونية نشرت أخبارا «مضحكة» عن الصفقة ◄«موقع» زعم عقد الصفقة بعد اجتماع رئيس مجلس الإدارة والشاطر بمسجد مدينة الإنتاج الإعلامى عملية البحث عن أصل أى شائعة تشبه إلى حد كبير البحث عن جسم متناهى الصغر وسط أكوام من القش، أما فى حالة شائعة شراء خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين لمؤسسة «اليوم السابع» فإن صعوبة البحث عن أصل الشائعة تتضاعف بسبب تشابك الخيوط بين البزنس والسياسة والإعلام. بشكل عام فإن القراءة الأولية لملابسات الشائعة وتوقيت رواجها يشير بوضوح إلى ارتباطها بانفراد «اليوم السابع» بفوز الدكتور محمد مرسى برئاسة الجمهورية قبل إعلان النتيجة بأربعة أيام كاملة رغم أن أغلب وسائل الإعلام اتجهت للتمهيد لإعلان فوز الفريق أحمد شفيق ولم يفطن الكثيرون أن الموقف الذى اتخذته «اليوم السابع» آنذاك كان من أجل وجه الحقيقة فقط ولم تدخل فيه أى حسابات أخرى . الملابسات التى أحاطت بالشائعة كان من بينها أيضا أن صوت صراخ جماعة الإخوان المسلمين قد تعالى بشدة تنديدا بما وصفوه ب«الحرب الإعلامية» التى تتعرض لها الجماعة، وكذلك بهدف المطالبة لما أسموه ب«تطهير الإعلام»، ومن ثم فإن الأجواء هنا مهيأة لتصديق شائعة مفادها أن الجماعة قررت شراء حصة كبيرة فى مؤسسة إعلامية واسعة التأثير لصد الهجمات الإعلامية التى تتعرض لها، واللافت حقا أن خيرت الشاطر وجماعة الإخوان المسلمين صمتوا عن هذه الشائعة تحديدا رغم أن خيرت الشاطر وعددا آخر من رجال الأعمال المحسوبين على الإخوان حرصوا منذ الإعلان عن فوز مرسى برئاسة الجمهورية على نفى جميع الشائعات التى تتعلق بتوسع نشاطهم المالى حتى لا يعيدوا إلى ذهنية المواطن المصرى السطوة التى كان يتمتع بها رجال أعمال نظام مبارك، لكن هذا لم يحدث مع شائعة شرائهم ل«اليوم السابع»، وهو أمر يثير العديد من علامات الاستفهام. المؤسف أن إعلاميين كبار تورطوا فى ترويج هذه الشائعة مدفوعين بحساسية مهنية من «اليوم السابع» ولم يسعوا لتحرى الحقيقة، وبعضهم كان يقسم على صحة معلومات فى الجلسات الخاصة، بل إن بعضهم كان يجرى اتصالات بالعاملين فى «اليوم السابع» لتهنئتهم بأمر لم يحدث، وعندما ينفى لهم الزملاء صحة الشائعة كانوا يؤكدون ببجاحة شديدة أن الصفقة تمت، وأن المسؤولين فى الجريدة يخفون أمرها لبحث ترتيبات تغيير السياسة التحريرية دون أن يشعر أحد. حتى تفاصيل الخبر الذى تداولته مواقع إلكترونية حول الصفقة «المزعومة» كانت تمتلئ بالأكاذيب المضحكة، فمثلا كتب أحد المواقع أن مسجد مدينة الإنتاج الإعلامى فى السادس من أكتوبر شهد اجتماعات استمرت على مدى ست جلسات بين خالد صلاح رئيس تحرير «اليوم السابع» ووليد مصطفى رئيس مجلس الإدارة «اليوم السابع» وسمير يوسف مدير عام شركة آدم للإنتاج الإعلامى أحد ملاك قناة النهار الفضائية ومراد محمد على، والدكتور أسامة ياسين الأمين العام المساعد لحزب الحرية والعدالة، وأحد أهم مساعدى خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وأن الاجتماعات أسفرت عن توقيع عقد شراء لصالح خيرت الشاطر. ووفقا لسياق الخبر فإن كل هؤلاء لم يجدوا مكانا خفيا لإبرام الصفقة سوى مسجد مدينة الإنتاج الإعلامى التى يتردد عليها يوميا آلاف الإعلاميين فى مصر بالإضافة إلى أن الاجتماع الذى استمر نحو 6 ساعات انتهى فى النهاية بحصول الشاطر على حصة فى مؤسسة «اليوم السابع» دون أن يذكر الخبر شيئا عن هذه الحصة، وهل هى حصة مؤثرة ستمكنه من إدارة المؤسسة أم لا؟ وهل طلب تغيير السياسة التحريرية للجريدة أم أنها ستظل كما هى؟ وبعيدا عن التساؤلات التى لم يجب عليها الخبر يبقى هناك تساؤل أهم وهو هل تغيرت «اليوم السابع»؟ الإجابة على هذا السؤال تتطلب من القارئ أن يراجع جميع الأخبار الخاصة بالإخوان التى نشرتها «اليوم السابع» ليقرر بنفسه ويعرف حقيقة الصفقة المزعومة.