أعلنت المفوضية الليبية العليا للانتخابات تعليق الانتخابات فى ميدنتى (إجدابيا والبريقة) بشرق البلاد، وذلك بعد سرقة مواد انتخابية خاصة بعملية الاقتراع واقتحام مراكز انتخابية بتلك المناطق. وذكرت المفوضية فى بيان لها اليوم السبت، أن ذلك لا يؤثر على سير العملية الانتخابية لانتخابات أعضاء المؤتمر الوطنى العام. وكانت مراكز الاقتراع فى ليبيا قد فتحت أبوابها صباح اليوم للتصويت على اختيار "المؤتمر الوطنى"، وذلك فى أول انتخابات بالبلاد منذ أكثر من أربعة عقود. وسوف يحل المؤتمر الوطنى محل المجلس الوطنى الانتقالى الذى تم تشكيله لإدارة شئون البلاد خلال الثورة على نظام حكم الزعيم الراحل معمر القذافى فى السابع عشر من فبراير من العام الماضى. من جهته أعرب نائب رئيس المجلس الوطنى الانتقالى الدكتور مصطفى الهونى عن أمله فى أن تمر الانتخابات بشكل سلمى لا يعكره شىء. وقال الهونى: "إن هذه أول تجربة انتخابية برلمانية حرة منذ عقود ويجب أن نتعلم منها"، مشيرا إلى أن نجاح هذه التجربة يعد مرحلة أولى للانتخابات اللاحقة. وحول مطالبات البعض بتعديل عدد المقاعد فى البرلمان والبالغة 200 مقعد بالتساوى بين أقاليم ليبيا الثلاثة، أكد الهونى مشروعية هذه المطالب، وأن من حق الجميع أن يعبر عن رأيه بمنتهى الحرية والديمقراطية وبشكل سلمى. وشدد على أنه يجب على الجميع نبذ العنف وإقصاء الآخر، وأن يساهموا فى إخراج أول انتخابات ديمقراطية بعد رحيل معمر القذافى بأفضل صورة وتكون على مستوى الحدث الذى يشهده العالم. وأعلنت وزارة الصحة الليبية رفع حالة الطوارئ فى كافة المرافق الصحية بطرابلس العاصمة، وأنها اتخذت كافة الترتيبات والاستعدادات حتى الانتهاء من إعلان نتائج انتخابات المؤتمر الوطنى العام "البرلمان". وصرح رئيس الوزراء الدكتور عبد الرحيم الكيب بأن كافة الوزارات الخدمية مستعدة لهذا اليوم، معربا عن اعتقاده بأن تشهد الانتخابات إقبالا كبيرا من المواطنين، معتبرا أن إفسادها أو تعطيلها يخدم أعداء ثورة 17 فبراير، وأن الجيش والثوار سيتصدون لأى أعمال تخريبية تستهدف سير هذه الانتخابات. من جهته قال رئيس الأركان العامة للجيش اللواء يوسف المنقوش، إن الجيش بجميع قواته سيقوم بتأمين الانتخابات ب 13 ألف عنصر تابعين للقوات المسلحة. وفى نفس السياق أكد وزير الدفاع أسامة الجويلى جاهزية المدن الليبية لإجراء الانتخابات، على الرغم من استمرار انتشار بعض المظاهر المسلحة فى بعض المناطق، معربا عن أمله فى أن تجرى الانتخابات فى أجواء ملائمة ودون حدوث مشاكل. ونفى رئيس المفوضية الوطنية العليا الليبية لانتخابات المؤتمر الوطنى العام نورى العبار أن يكون لحوادث الاعتداءات الأخيرة، ومنها الاعتداء على مقر المفوضية فى مدينة بنغازى أو غيره، من دعوات المقاطعة تأثير على سير العملية الانتخابية. وأكد أن كل الأمور تحت السيطرة، وأن المظاهرات التى خرجت فى بنغازى للتضامن وتأييد إجراء الانتخابات بموعدها هى أفضل رسالة للرد على المطالبين بالمقاطعة. من جهته صرح وزير الخارجية عاشور بن خيال بأن نظرات التفاؤل والتوق إلى خوض التجربة الديمقراطية الأولى منذ عقود، يمكن رؤيتها فى مظاهر الحياة بالشوارع والمدن الليبية، فالدعاية الانتخابية معلقة فى الشوارع الرئيسية والأماكن العامة، فى حين تقوم الكيانات السياسية والأفراد المستقلون بحملات انتخابية للتوعية بالبرامج. وأعرب بن خيال عن اعتقاده فى أن الساحة السياسية الليبية تنمو وتتطور ولكن بخطى واثقة ثابتة، مشيرا إلى أن هناك تنوعا فى المشهد السياسى والفكرى وهو تنوع تنظيمى يبشر بأن الأسس التى تنبنى عليها التجربة الديمقراطية فى ليبيا آخذة فى النمو والتطور عندما خرج الليبيون تأييدا لثورة 17 فبراير كان هدفهم المساواة والعدالة والحرية ولهذا فهم مصرون على تطبيق القانون فى حق أى شخص قد ارتكب جريمة بحق الليبيين. وقامت بعثة الإتحاد الإفريقى لمراقبة الانتخابات الليبية برئاسة الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر السابق صباح اليوم، بجولة فى عدد من مراكز الاقتراع لانتخابات المؤتمر الوطنى العام (البرلمان) فى العاصمة طرابلس. وقال شرف إن بعثة الاتحاد الإفريقى التى يرأسها تقوم بمراقبة ومتابعة الأوضاع فى عدد من مراكز الانتخابات بطرابلس وأنها (أى البعثة) ستقوم عقب هذه الجولة بالسفر إلى مدينة "الزاوية " لمتابعة ومراقبة الانتخابات فيها". وأضاف: "أن عدد المرشحين فى الانتخابات 2639 مرشحا فرديا و374 كيانا سياسيا فى، وأن عدد الناخبين فى طرابلس وحدها 636 ألف ناخب، وعدد المسجلين ومن لهم حق التصويت فى ليبيا 2 مليون و800 ألف لاختيار 200 عضو برلمان.