علق الكاتب الإسرائيلى مايكل فريند، فى مقال له نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، على صعود جماعة الإخوان المسلمين إلى قمة السلطة فى مصر، معتبرا إياه تحولا كبيرا نحو الأسوأ، خاصة وأن ما حدث فى مصر مؤخرا يعد سابقة تاريخية فى المنطقة العربية بأسرها، حيث إنه لم يسبق لأى جماعة إسلامية الوصول إلى الحكم فى أى دولة عربية من قبل. وأضاف فريند أن إسرائيل استيقظت هذا الأسبوع لتجد أمامها جمهورية إسلامية على حدودها الجنوبية، موضحا أنه ليس من المستبعد أن تشهد الأعوام القادمة مواجهة عسكرية جديدة للجيش الإسرائيلى أمام نظيره المصرى ربما خلال عقد من الزمان. وقال إن إعلان مرشح الأخوان المسلمين فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة يعد الحدث الأسوأ سواء لإسرائيل أو الغرب، موضحا أن ذلك قد يكون بداية لسيطرة الإسلاميين على عددا من دول المنطقة، خاصة وأن مصر تعد الدولة الأكبر فى منطقة الشرق الأوسط وتحظى بأهمية خاصة كقوى إقليمية مهمة. وانتقد الكاتب الإسرائيلى ردود الأفعال الغربية المتفائلة التى دارت حول فوز مرشح الجماعة برئاسة مصر، موضحا أن هناك بعض المسئولين الغربيين قد استقبلوا خبر فوز مرسى يوم الأحد الماضى بفرح "طفولي"، معتبرين أن النتيجة جاءت بعد أن عبر المصريين بحرية عن رأيهم. وأضاف أن تلك الأصوات قد تجاهلت بشكل لا يمكن تصديقه تداعيات ما وصفه بالاختيار "المروع" الذى أقدم عليه المصريون. ورفض الكاتب الأحاديث التى يروج لها البعض حول المنهج المعتدل الذى قد تتبناه الجماعة وقادتها، واصفا الدكتور محمد مرسى وجماعته بالتعصب والتشدد.وأضاف أن جماعة الأخوان المسلمين قد عقدت العزم على السيطرة على الحياة السياسية والاجتماعية والدينية فى مصر، مؤكدا أن طموحات الجماعة لن تتوقف عند الحدود المصرية. وأكد فريند أن فوز جماعة الأخوان بالانتخابات الرئاسية فى مصر يعد كارثة استراتيجية بكل المقاييس، موضحا ان سيطرة الإسلاميين على مقاليد السلطة فى مصر يمثل تهديدا خطيرا للأمن القومى ليس فقط فى إسرائيل فى ظل طموحاتهم، وإنما أيضا فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأوضح الكاتب أن ما تشهده الساحة المصرية حاليا يهدد الاستقرار الإقليمى فى منطقة الشرق الأوسط. وأوضح أن وصول مرشح الأخوان المسلمين لكرسى الرئيس فى مصر سوف يعطى قوة كبيرة لكافة الحركات الراديكالية المتشددة بالمنطقة بل والعالم كله، موضحا أن حركة المقاومة الفلسطينية حماس سوف تشهد صعودا كبيرا خلال المرحلة المقبل من جراء تلك النتائج الانتخابية التى شهدتها مصر مؤخرا، خاصة فى ظل الروابط التاريخية التى تجمع بين حماس والجماعة. وتابع فريند فى مقاله مؤكدا أن حماس سوف تفرض قبضتها على قطاع غزة بشكل أكبر، موضحا أن الحركة قد تجد تمويلا كبيرا من جانب القادة الجدد فى مصر. وأضاف أن غزة سوف تشهد إمدادات كبيرة خلال المرحلة المقبلة سواء كانت من الأشخاص الداعمين لحركة حماس أو السلاح الذى يهدف إلى دعمها. واستشهد الكاتب بالتصريحات التى صدر عن بعض قادة حماس، معربين خلالها عن سعادتهم الشديدة من وصول الجماعة فى مصر إلى رأس السلطة فى أعقاب الانتخابات الرئاسية الأولى التى تشهدها مصر منذ سقوط نظام الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك فى فبراير 2011، موضحا أن قادة حماس يرون انتصاراالأخوان بمثابة هزيمة للتطبيع والتعاون الأمنى الذى يتبناه بعض القادة العرب مع إسرائيل. ورفض الكاتب الإسرائيلى التصريحات التى أدلى بها مرسى حول احترامه لكافة المعاهدات والالتزامات الدولية التى تعهدت بها بلاده، متسائلا هل يمكن لمن يتبنى مثل هذه الأيديولوجية أن يقبل أن يعيش فى سلام مع إسرائيل. وأضاف أن هذا السيناريو قد ذكرته التوراه فى سفر الخروج عندما ذكر "ثم قام ملك جديد على مصر لم يكن يعرف يوسف" وأعرب عن تأييده لما ذهب إليه أحد المحللين العسكريين الإسرائيليين ويدعى أليكس فيشمان، والذى أكد أن مصر لم تعد كما كانت، موضحا أن معاهدة السلام تموت، ولذلك فينبغى أن يغير الإسرائيليون طريقة تفكيرهم.
