سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لوس أنجلوس تايمز: قرارات الدستورية أحكمت سيطرة الجيش على السلطة فى مصر.. وشكوك حول وجود اتفاق بين الإخوان والعسكرى لتقاسم السلطة.. المصريون يرون أن شفيق والمؤسسة العسكرية ملاذ بعد تدهور أحوالهم
علقت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" على قرارات المحكمة الدستورية العليا التى صدرت أمس الخميس، موضحة أن تلك القرارات من شأنها تقوية وضع المؤسسة العسكرية فى السلطة فى مصر على حساب جماعة الإخوان المسلمين، مشيرة إلى أنه فى الوقت نفسه لم يظهر بعد مدى تأثير القرارات على نتائج الانتخابات، وما إذا كان هناك صفقة بين الإخوان والقادة العسكريين لتقاسم السلطة. وأضافت الصحيفة أن الصراع على السلطة بين القادة العسكريين للبلاد الذين قد خلفوا مبارك على رأس السلطة فى فبراير 2011 وجماعة الإخوان المسلمين قد احتد بشكل كبير فى أعقاب قرارات الدستورية بحل البرلمان والإبقاء على فرص أحمد شفيق كمنافس بجولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية، والتى من المقرر أن تنطلق غدا السبت. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن القرارات التى صدرت بالأمس سوف تؤدى إلى تعزيز يد الجيش بالدولة المصرية، كما أنها قد تؤدى إلى مزيد من الفوضى قبل ساعات من التصويت، مضيفة أنها تعد نكسة لجماعة الإخوان المسلمين التى استحوذت على أغلبية مقاعد البرلمان خلال الانتخابات الأخيرة. وتابعت "لوس أنجلوس تايمز" أن قرارات الدستورية قد ضربت نضال جماعة الإخوان المسلمين وكفاحهم فى سبيل فرض أيديولوجية الإسلام السياسى بعد عقود طويلة من الاضطهاد والملاحقة الأمنية خلال النظام المصرى السابق، موضحة أنهم قد تمكنوا من الوصول بمرشحهم إلى جولة الإعادة خلال المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية، إلا أنه يبدو أن جنرالات المجلس العسكرى لا يقبلون الرضوخ لحقبة جديدة سوف تتهدد فيها سلطاتهم. وقالت الصحيفة الأمريكية إن العديد من النشطاء السياسيين يرون أن تلك الأحكام بمثابة مناورة من جانب القادة العسكريين، تهدف إلى تقويض نفوذ الإسلاميين قبيل انطلاق جولة الإعادة، موضحة أن هناك مخاوف كبيرة من جانب الثوار حول سيطرة المؤسسة العسكرية على السلطة فى مصر فى حالة فوز شفيق بالرئاسة، وهو ما يعتبره البعض تقويضا للتحول الديمقراطى الذى طالبت به ثورة 25 يناير. وأضافت الصحيفة أنه ليس من الواضح حتى الآن التأثير الذى قد تتركه أحكام الدستورية على نتيجة جولة الإعادة المرتقبة، وكذلك اللجنة المنوطة بصياغة الدستور الجديد، إلا أن العديد من النشطاء قد أعلنوا تأييدهم لمرشح الإخوان فى أعقاب صدور الأحكام أمس. وأضافت الصحيفة أن الجماعة لم تبد أى ردود أفعال حول الأحكام، مما يثير الشكوك حول وجود اتفاق سرى بين الجماعة والقادة العسكريين للبلاد حول تقاسم السلطة. وأكدت الصحيفة أن الأشهر الماضية قد شهدت سيطرة كبيرة من جانب المجلس العسكرى على مقاليد الحكم فى البلاد فى حين أن الدعم الذى حظت به جماعة الإخوان قد انخفض بشكل كبير. وأوضحت الصحيفة أن قطاعا كبيرا من المصريين قد أبدوا قلقهم مما تشهده البلاد حاليا من اضطراب، ولذلك فإنهم يرون أن المجلس العسكرى وشفيق قد صار الملاذ الآمن فى ظل ما تعانيه البلاد من تردى فى الوضع الاقتصادى والأمنى، أما جماعة الإخوان المسلمين فقد انخفضت شعبيتها إلى حد كبير خاصة بعد أن أخلت بوعودها فى مواقف متعددة. وأبرزت الصحيفة أن الفريق شفيق الذى يحظى بدعم كبير من جانب المؤسسة العسكرية وكافة مؤسسات الدولة الأخرى ورجال الأعمال فى مصر سوف يرسى الحكم الدكتاتورى من جديد، خاصة فى ظل غياب السلطة التشريعية التى ينبغى أن تراقب أعمال السلطة التنفيذية. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن انتخاب الرئيس دون وجود برلمان سوف يعطيه نفوذا كبيرا إبان وضع الدستور الجديد للبلاد وكذلك عند إجراء الانتخابات التشريعية الجديدة.