ذكرت صحيفة واشنطن بوست، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعمل حاليا على توسيع شبكة الاستخبارات العسكرية الخاصة بها فى أفريقيا، وذلك فى إطار الجهود المبذولة لملاحقة الجماعات الإرهابية المتوطنة بتلك المنطقة، موضحة أن الولاياتالمتحدة قد أسست شبكة من القواعد الجوية الصغيرة فى سبيل تحقيق هذا الهدف. وأضافت الصحيفة أن طبيعة ونطاق الدور الذى قد تلعبه تلك القواعد يتمثل فى ملاحقة الجماعات المنتمية لتنظيم القاعدة وغيرها من الميليشيات المسلحة، وأوضحت أن العمليات العسكرية التى قد تستهدف تلك المجموعات سوف تشرف عليها قوات العمليات الخاصة الأمريكية، مضيفة أن هناك قوات أفريقية سوف تشارك فى تلك العمليات. وأوضحت أن الخطوة التى اتخذتها الإدارة الأمريكية فى هذا الصدد تعد ضرورية للغاية، خاصة وأن هناك العديد من المجموعات الإرهابية التى تأصلت فى عدد من الدول الفاشلة بالقارة الأفريقية، وهو ما يعد تهديدا صارخا لاستقرار العديد من دول الجوار فى المنطقة. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن جهاز الاستخبارات الأمريكى قد وجد أن أوجادوجو – عاصمة بوركينا فاسو – مكانا مناسبا لتأسيس قواعد جوية صغيرة يمكن من خلالها إطلاق طائرات أمريكية لمراقبة المجموعات الإرهابية فى مالى وموريتانيا ومنطقة الصحراء، وهى المجموعات التى تقوم بخطف الغربيين، ثم تطلق سراحهم مقابل دفع فدية. وأوضحت أن العمليات الاستخباراتية الأمريكية قد زادت أهميتها بشكل كبير مؤخرا، خاصة بعد الانقلاب العسكرى الذى شهدته مالى فى شهر مارس الماضى، وهو ما أدى إلى إقدام بعض المجموعات الموالية للقاعدة بإعلان استقلال منطقة شمالى مالى عن الدولة المالية. وتابعت أن نيجيريا هى الأخرى قد شهدت تصاعدا ملحوظا لحركة بوكو حرام خلال الأشهر الماضية، حيث إنها قامت بتدبير عدد من الانفجارات التى شهدتها مناطق عدة هناك. وأضافت أن العمليات الأمريكية سوف تسعى لاستهداف حركة الشباب الصومالية، وكذلك جيش الرب المقاوم فى أوغندا والذى يقوده جوزيف كونى. وقالت إن الولاياتالمتحدة سوف تعمل على تقليص دورها الاستخباراتى والعسكرى فى أفريقيا خلال المرحلة المقبلة تمهيدا لاشراك القوات الأفريقية فى عملية مطاردة المعسكرات الإرهابية المتواجدة على أراضيهم. وأوضحت الصحيفة أن عددا من المسئولين بوزارة الخارجية الأمريكية قد أعربوا عن رفضهم الكامل لعسكرة السياسة الخارجية الأمريكية نحو أفريقيا، موضحين أن الخلايا الارهابية فى أفريقيا تستهدف تحقيق أهداف محلية، وليست عالمية، وهو ما يعنى أنهم لا يمثلون تهديدا مباشرا للولايات المتحدة. وأضافت أن الولاياتالمتحدة تواجدت بشكل كبير فى بوركينا فاسو فى عام 2007، عندما قام البنتاجون بتوقيع اتفاق معها يمكن من خلالها تأسيس قواعد عسكرية جوية فى أوجادوجوا للقيام عن طريقها بعملياتها الاستخباراتية فى أفريقيا.