[الولاياتالمتحدة توسع عملياتها السرية فى إفريقيا ] صورة ارشيفية واشنطن - أ ش أ: منذ 1 ساعة 23 دقيقة قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الولاياتالمتحدة تعمل في الوقت الراهن على توسيع نطاق عملياتها الاستخباراتية السرية في القارة الأفريقية، من خلال إنشاء شبكة من القواعد الجوية الصغيرة للتجسس على مخابئ الإرهابيين من أطراف الصحراء الكبرى إلى منطقة الغابة الممتدة على طول خط الاستواء، وذلك وفقا لوثائق وأشخاص شاركوا في المشروع. ونقلت الصحيفة الأمريكية على موقعها الإليكتروني عن مسؤول أمريكي سابق شارك في تأسيس الشبكة قوله إنه تم إنشاء نحو 12 قاعدة جوية في أفريقيا منذ عام 2007. وقالت الصحيفة إن طبيعة وحجم البعثات؛ فضلا عن العديد من القواعد المستخدمة، لم تذكر سابقا ولكن تم توثيقها جزئيا في عقود وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) العامة، مشيرة إلى أن العمليات السرية تم تكثيف حدتها في الأشهر الأخيرة، كجزء من حرب ظل متزايدة ضد المنتسبين إلى تنظيم القاعدة وجماعات متشددة أخرى..في إشارة إلى أن العمليات يشرف على مراقبتها قوات العمليات الخاصة الأمريكية لكنها تعتمد بشكل كبير على المقاولين العسكريين والدعم من قبل القوات الافريقية. وأضافت الصحيفة أن عمليات الاستطلاع تعد بمثابة تأكيد على حجم الدور الهائل الذي لعبته قوات العمليات الخاصة في استراتيجية إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لشؤون الامن القومي، إضافة إلى أنها موجودة في جميع أنحاء العالم، وليس في مناطق الحرب فقط..لافتة إلى أن وحدات كوماندوز مجهزة تدرب قوات الأمن الأجنبية، وتؤدى مهام الإغاثة، ولكنها تشمل أيضا الفرق المخصصة لتعقب وقتل المشتبه بتورطهم في الإرهاب. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن إنشاء بعثات أفريقيا يسلط الضوء أيضا على الوسائل التى تخفى قوات العمليات الخاصة الحدود التي تحكم بها العالم السري للاستخبارات، من خلال التحرك بقوة في المناحى التى كانت تحتفظ بها وكالة الاستخبارات المركزية "سى آى إيه" فى يوم من الأيام ..مشيرة إلى أنه في حين وسعت وكالة الاستخبارات المركزية عمليات جمع المعلومات الاستخباراتة في أفريقيا لمكافحة الإرهاب، تتضاءل القوى العاملة والموارد بالمقارنة مع المؤسسات العسكرية. ونسبت الصحيفة لمسؤولين أمريكيين قولهم :"إن عمليات الاستطلاع الأفريقية ضرورية لتعقب الجماعات الإرهابية التي ضربت بجذورها في الدول التى فشلت فى تحمل مسئولياتها في القارة وتهدد بزعزعة استقرار الدول المجاورة". وأوضحت الصحيفة أن بعثات الاستطلاع قد زادت أهميتها في أعقاب الاضطراب الناتج عن الانقلاب الذي حدث في مارس الماضي في مالي، والذي مكن المتعاطفين مع تنظيم القاعدة من إعلان دولة إسلامية مستقلة في النصف الشمالي من البلاد. ومن ناحية أخرى، أعرب قادة عسكريون عن قلقهم المتزايد حول انتشار جماعة بوكو حرام الإسلامية في نيجيريا والتي يلقى عليها باللوم في سلسلة من التفجيرات التي وقعت هناك، كما تخطط القوات الامريكية لإجراء تدخل إقليمي في الصومال لإستهداف حركة الشباب التي تعد فرع آخر تابع للقاعدة. وتتابع الصحيفة لافتة إلى وسط أفريقيا، حيث ينتشر نحو 100 فرد من قوات العمليات الخاصة الأمريكية وتساعد على تنسيق عمليات البحث عن جوزيف كوني، الزعيم الأوغندي لمجموعة حرب العصابات الوحشية المعروفة باسم جيش الرب للمقاومة. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن نتائج بعثات الاستطلاع الأمريكية يكتنفها إطار من السرية، فعلى الرغم من أن الجيش الأمريكي بدأ هجمات جوية وغارات في الصومال، قال قادة عسكريون في أماكن أخرى، إنهم يحدون عموما من مشاركتهم في تبادل المعلومات الاستخبارية مع قوات الأفريقية المتحالفة حتى يتمكنوا من مهاجمة معسكرات الإرهابيين على أراضيها. ونوهت الصحيفة إلى أن التورط العسكري للولايات المتحدة في النزاعات الأفريقية المتأججة منذ زمن طويل ينطوي على مخاطر، وقد أعرب بعض مسؤولي وزارة الخارجية عن تحفظاتهم على عسكرة السياسة الخارجية للولايات المتحدة في القارة. وفي هذا الصدد، يقول باحثون إن معظم الخلايا الإرهابية في إفريقيا تقوم بتتبع الأهداف المحلية، وليس تلك العالمية، ولا تشكل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة..في إشارة إلى إمكانية ملاحظة رد فعل الشعب اليمني من الحملة المتصاعدة من هجمات الطائرات بدون طيار الأمريكية في اليمن التي أثارت غضب رجال القبائل، إضافة إلى أنها ساعدت على توليد إحساس بالتعاطف مع تنظيم القاعدة هناك. وفي مقابلة مع الصحيفة، وصف وزير خارجية بوركينا فاسو جبريل باسولي،العلاقات الأمنية بين بلاده والولاياتالمتحدة، بأنها حاسمة لاحتواء قوات القاعدة في المنطقة..مضيفا "نحن بحاجة للقتال وحماية حدودنا"..مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يتسلل فيه الإرهاب إلى البلاد، فإن خروجه منها يصبح بالغ الصعوبة. ومع ذلك ،قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن باسولي رفض الإجابة على أسئلة تتعلق بأنشطة قوات العمليات الخاصة الأمريكية في بلاده، مشيرا إلى عدم إمكانيته لتقديم تفاصيل، ومؤكدا من ناحية أخرى على انها مفيدة جدا، ويجب أن يظل هذا التعاون بين البلدين سري للغاية.